د . صادق اطيمش
الدولة التي يتفاخر إعلاميوها بتسميتها بدولة الحرمين الشريفين وملوكها من آل سعود الذين يزعمون بانهم يقومون بخدمة هذين الحرمين، دولة معترف بها من جميع دول العالم ولها تمثيل دبلوماسي وتبادل مصالح مشتركة من خلال تعاملها بالبترودولار وكل ما ينتج عن هذا التعامل من تبعات وعلاقات تشير اكثرها إلى المتانة، لابل ويتفاخر البعض بهذه العلاقات مع دولة الأرض المقدسة لدى كل مسلمي العالم. وإذا ما خصصنا هذه العلاقات مع الدول التي تطلق على نفسها اسلامية فسنجدها قد اوصلت دولة المملكة العربية السعودية ( داعس ) إلى قمة التقديس والتبجيل حيث وضعتها دوماً على قمة المؤتمر الإسلامي الذي يجمع هذه الدول الأكثر من خمسين. وجعلت من القائمين على هذه الدولة من آل سعود حماةً للدين ولقبلة المسلمين وخدماً لحجاج بيت الله في مواسم الحج والساهرين على إعمار المساجد الواسعة الفارهة التي يُذكر فيها اسم الله ويتعبد فيها المتدينون في مكة المقدسة والمدينة المنورة وتأمين مسيرة أداء فرائض الحج وكل ما يتعلق بالسهر على راحة ملايين الحجاج كل عام وغير ذلك من الأعمال التي وضعها مسلمو العالم في عنق هؤلاء الذين يضعونهم في مصاف المؤمنين الذين يحظون باحترام وتقدير، بل وتقديس البعض من المسلمين. ونرى من الجانب الآخر ان العالَم الذي لا علاقة لدولته مع الإسلام ومقدساته يسعى هو ايضاً لتفعيل العلاقات الإقتصادية مع دولة داعس هذه. فكل الدول التي تلهج ليلاً ونهاراً بحقوق الإنسان والحريات الديمقراطية والعدالة الإجتماعية لا يرف لها جفن لجرائم دولة المملكة العربية السعودية التي اصبحت معروفة حتى لدى اطفال المسلمين وغير المسلمين. كل هذا الدلال والإحترام والقدسية التي تحظى به دولة التخلف على ارض الجزيرة العربية، دولة المملكة العربية السعودية (داعس ) بلغ قمة المهزلة والمأساة الإنسانية في آن واحد حينما تم في هذا الأسبوع تنصيب واحد من جراثيم هذا المرض الوهابي الخبيث على رأس منظمة الامم المتحدة لحقوق الإنسان، وكأن اولي الأمر في منظمة الأمم المتحدة هذه يحققون بذلك المثل العربي القائل: كالمستعين من الرمضاء بالنار. هذا ما تتميز به دولة التخلف على ارض شبه الجزيرة العربية، وهذا هو الموقف منها وهذا هو موقعها المحترم بين دول العالم اجمع اسلامية منها او غير اسلامية.
نستطيع ان نقول ان هذا الوجه الإسلامي المعترف به وباسلاميته، والذي يعتاش الكثير من سياسينا على فتات موائده ويستجديه بكل ذلة وحقارة، يكاد ينافس الوجه الآخر من هذه العملة الصدئة، دولة الخلافة الإسلامية (داعش ) الذي وضعها كل العالم في قفص الإتهام يكيل عليها اللعنات ويشن عليها الهجمات الكلامية وغير الكلامية الصادقة احياناً والمراوغة احياناً اخرى جاعلاً منها رمز الجريمة لهذا العصر. وحينما يستفسر المرء عن سبب وضع داعش في هذا الموضع الخسيس الذي تستحقه فعلاً ولا يضع شريكتها في الجريمة ( داعس ) في نفس هذا الموقع الذي تستحقه هي الأخرى فعلاً؟ ياتي الجواب الملفوف بكل الملوثات ليبرر تصرفات دولة التخلف ويدين نفس هذه التصرفات التي تمارسها دولة الخلافة الإسلامية.
وحتى لا نبتعد كثيراً عن الحقائق التي تعيشها اليوم، وعن قرب قريب، خير امة اُخرجت للناس، ندرج ادناه ما جاء به تقرير اليوم (24.09.2015) للمجلة الألمانية المشهورة ( شبيغل اونلاين ) حيث المقارنة في مجال القضاء بين دولة التخلف (داعس ) ودولة الخلافة (داعش ).
التهمة العقوبة (داعش) العقوبة (داعس)
شتم الله الإعدام الإعدام
تعاطي الخمور الجلد الجلد
الزنا الرجم الرجم
السرقة قطع اليد قطع اليد
السطو قطع اليد والقدم قطع اليد والقدم
عضو عصابة مع القتل الإعدام الإعدام
عضو عصابة مع القتل الإعدام والصليب الإعدام فقط لا غير
والسرقة
وربما لم تتطلع المجلة بعد على ان صلب المعدوم وتعليق جثته في الهواء لأيام عديدة متبع في دولة المملكة العربية السعودية ايضاً. والأخبار الواردة من القضاء السعودي حتى الآن تفيد بأن الشاب المحكوم عليه بالإعدام بسبب اشتراكه في مظاهرة في القطيف ضد حكم آل سعود، علي النمر، ستعلق جثته على الصليب في احدى الساحات العامة.
السؤال المطروح هنا على كل ذي عقل يعي ما يدور في حواضر هذه الأمة التي جعلها هؤلاء مهزلة بين امم العالم هو: ما هو السبب في الفرق الشاسع بين منزلتي هاتين الدولتين، وما هما في الحقيقة والواقع إلا وجهان لعملة صدئة واحدة ؟؟؟؟؟؟؟؟