جمال حسين مسلم
هاهي السنوات تمر ّ مثل السحاب على الشعب العربي السوري وهو يقضي سنته الرابعة , في دوامة الحرب الشرسة ,التي حولت معظم الاراضي العربية السورية إلى خراب وحرائق , حرب كارثية يتعرض لها الشعب العربي السوري ,حرب يشترك فيها العالم كله بين مناصر للحكومة السورية وبين معاد لها بكل مايملك ,فمنذ انطلاق الشرارة الأولى لأعمال العنف المسلح , انقسم المجتمع العربي ودول الجوار السوري ومن بعد ذلك المجتمع الدولي إلى معسكرين , أحدهما معاد للنظام ويطالب بتغيير النظام والثاني يقف إلى جانب النظام ,ونتج عن تلك التدخلات الاقليمية والخارجية ؛ أنْ تغيرت الخارطة في سوريا , فأصبحت المجاميع المسلحة وبمختلف المسميات تصول وتجول في الأراضي التي تقع تحت سيطرتها وصار الأكراد يدافعون عن ماتبقى من اراضيهم وبكل بسالة وشرف واحتفظ النظام ومن معه بحق الرد على الأرض و يتغيرذلك بحسب الظروف العسكرية والاقليمية ؛ ولتلك الأسباب وغيرها تشرد الشعب العربي السوري , ونزح بشكل كبير إلى دول الجوار ,والتي في الغالب قدمت له ماتستطيع من خدمات, ولاسيما الدول التي احتضنت الأعداد الغفيرة من المهاجرين مثل تركيا ولبنان والادرن والعراق إلى حد ما ..وكلما تمر الأيام والشهور يزداد عدد النازحين وتزدحم المخيمات بهذه العوائل العربية المنكوبة …وتزداد معهم الهموم اليومية وتهدر الكرامة على الأرصفة دون وجود بارقة أمل في حل حقيقي لهذه المشكلة المتفاقمة يوما بعد يوم…حتى وصل عدد اللاجئين إلى أكثر من 3 مليون مواطن عربي سوري ,يعيش على الحدود تحت قسوة الظروف الخدمية وغيرها وتحت رحمة المنظمات الإنسانية وغيرها…
ويصعب في مثل هذه السطور الخوض في أسباب الحرب ونتائجها …ولكن من المهم أنْ نذكر انّ دول الخليج العربي المتمثلة بالمملكة العربية السعودية ودولة الكويت والبحرين وقطر والامارات العربية المتحدة ,تلك الدول لاينكر دورها في مد يد المساعدة للاجئين السوريين في أكثر من مناسبة من خلال الحضور الحكومي ومن خلال المنظمات الأهلية أيضا..وهذه الدول الخليجية العربية وكانت ومنذ البداية قد اتخذت موقفا رسميا واضحا لالبس فيه أوتأويل , فهي مع مع إزاحة الرئيس بشار الاسد عن كرسي الحكم بكل الوسائل , بما فيها الدعم المادي والعسكري للفصائل و تحت مسميات مختلفة , ولكن في الأخير تحت راية التيارات التكفيرية من القاعدة والدواعش… واليوم و في حالة من حالات الفوضى فتحت تركيا الحدود على مصراعيها دون حسيب أو رقيب وقالت للمهاجرين السوريين وغيرهم ,ارحلوا إلى أوربا {مقالنا السابق تركيا والمنظقة الآمنة وأفواج المهاجرين.} فنزحت الأعداد الهائلة بمسيرات راجلة ومخيف, لتعبر اليونان إلى مقدونيا وصربيا وهنغاريا والنمسا قاصدين حق اللجؤ في المانيا وفلندا وبلجيكا والنمسا أيضا….فوقعت حكومات هذه الدول تحت تأثير الصدمة ؛لما رأته من مناظر مؤلمة وموجعة بحق الإنسانية ,فتظافرت جميع الجهود لاحتوائهم والترحيب بهم قدر الإمكان وانضم إلى ذلك مواطنو هذه الدول وبشكل علني ,يدل على وعيهم وانسانيتهم واخلاقهم…منظر من التلاحم البشري وضعنا أمام عديد الاسئلة المحيرة ….
فدول الخليج العربي وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية ,اشتركت في هذه الحرب علانية وتدخلت بالشأن الداخلي لسوريا ,موضحة دعمها العسكري والمادي للعرب السوريين من ابناء المذهب السني وبصراحة تامة !!!! وتحت مختلف الحجج والأسباب … وقفت اليوم تتفرج على السوريين من العرب السنة أغلبهم وهم يموتون في عرض البحر الابيض المتوسط ويقفون عند الحدود أمام الكاميرات في منظر بائس ومؤسف وأمام انظار العالم كله دون استثناء ,وهم يهتفون باسم السيدة ميركل مستشارة الحكومة الالمانية والتي ابدت تعاطفا كبيرا معهم ورحبت باستقبالهم وضيافتهم…وهو موقف تاريخي تستحق عليه الثناء…أما المملكة العربية السعودية والتي تبلغ مساحتها { أكثر من مليوني كم مربع 2000,000.}ودخلها اليومي من البتورل { الرسمي 10 مليون برميل نفط } ,فلم تستقبل عائلة سورية واحدة على أراضيها….فهل يستطيع أئممة الضلالة في خطبة الجمعة القادمة في الخليج العربي أنْ يفسروا ويقارنوا بين موقف دول الخليج العربي مع موقف السيدة ميركل الالمانية المسيحية ..؟؟؟؟ وهل يستطيع الشيطان العرعور ان يبين ماذا فعلوا النصارى اليوم بابناء الشعب العربي السوري على الحدود الاوربية وهل يشبه ذلك فعل ملك الحبشة قبل 1400 عام ,وهل يجيز لنا القرضاوي أنْ نقيم في ديار النصارى بدلا من ديارقطر والامارات والبحرين, وهل مازال النصارى يقام عليهم الحد أو يدفعون الجزية….وهل يستطيع المهاجر السوري أنْ يتخلى عن صنميته وطائفيته ويشرح لنا ما صنعت دول الخليج العربي به ..أم مازال يهرول خلف مخيلته التي تربى عليها ودمر بلاده من أجلها… دول نفطية ملكية لاتستحي من فعلتها بالشعب العربي السوري ولاتستحي أمام خلق ومثالية دول الاتحاد الاوربي الغربي النصراني..!!