الرئيسية / مقالات / على هامش مؤتمر الدوحة التقسيمي ، من نحاسب بغداد أم قطر ؟

على هامش مؤتمر الدوحة التقسيمي ، من نحاسب بغداد أم قطر ؟

علي هادي الموسوي

من استبد برأيه هلك ومن شاورالرجال شاركها عقولها ، لذلك تجدنا نعرض مسائلنا على ذوي الاختصاص في كل المسائل الحياتية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية ..

بعد صمت القبور الذي استمر أيامًا حول انعقاد مؤتمر للمعارضة العراقية في الدوحة ، أكدت الحكومة العراقية اليوم عدم موافقتها على مشاركة سياسيين عراقيين في المؤتمر !! وذلك بعد ظهور أسماء شخصيات متهمة بالإرهاب في المؤتمر، بينها نائب الرئيس العراقي السابق المحكوم بالإعدام طارق الهاشمي ووزير المالية السابق رافع العيساوي المطلوب للقضاء بتهم ارهاب !!

اليوم وصل رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، الخميس، الى العاصمة القطرية الدوحة ليكمل نصاب الدولة السنية المزعومة ! فيما نفى الجبوري حضوره المؤتمر !

وقد أكد القيادي بالاتحاد أحمد المساري في تصريح صحفي، إن “40 شخصا من قيادات تحالف القوى يتقدمهم رئيس البرلمان سليم الجبوري، تلقوا دعوة لحضور مؤتمر الدوحة بشأن المصالحة الوطنية في العراق !! مبينا أن “من بين المشاركين بالمؤتمر فرحان حسن من قياديي الجيش الاسلامي ومحمد لطيف من المقاومة الاسلامية السابقة فضلا عن تجار ورجال اعمال وقادة من الجيش العراقي السابق”.
وأضاف المساري، أن “الاجتماع يهدف الى اجراء مشاورات بشأن مشروع المصالحة وبمعونة الأمم المتحدة واطراف دولية”، مؤكداً أن “الاجتماع هو بعلم الحكومة الاتحادية”!!

احتجاجات هزيله لاتتناسب مع حجم الحدث لشخصيات سياسية عراقية شيعية وسنية ومسيحية لن تغير المشهد السياسي ولن تترك أثر على مجريات الامور طالما تبقى الكتل السياسية الكبيرة فاقدة للارادة والقرار السياسي ! فالعجب كل العجب أن تجاهر القوى السنية الحاكمة بمشاركتها الرسمية في مؤتمر الدوحة ويبقى التحالف الشيعي الكبير بحجمه ، والصغير والضعيف في قراره بعيد عن المشهد السياسي وكأن الأمر لا يعنيه !! أي مهزلة هذه ؟ كيف تريدونا أن نحترم الدولة ، وهي لا تحترم نفسها ودستورها وأمنها وشعبها !! ألا يعتبر مؤتمر الدوحة تدخلا سافرا في شؤون العراق الداخلية ؟! لماذا هذا السكوت الرسمي المميت ؟ هل هو غباء سياسي ؟ أم خيانة للامانة ؟

ليس لدي تفسير حقيقي عن هذا السكوت الرسمي ؟! في الوقت الذي سمحت كل القوانين الدولية بمحاسبة المتآمرين على بلدانهم باقسى العقوبات … هذه الولايات المتحدة وهذه اوربا ، أنهم يحاسبون السياسين على أخطاء بسيطة جدا ، وأما عامة الناس فهم مشمولين بالمحاسبة أيضا ، فالقوانين في هذه الدول تحاسب المقيم والمواطن اذا سافر الى دولة معادية في قوانينهم كسوريا مثالآ ، واما اسرائيل فالقانون لديهم يمنع السياسي والمعارض من أي تصريح ضد الكيان الصهيوني خارج البلاد !! وهذه مصر امامكم فقد حوكم الرئيس المخلوع مرسي بتهمة التخابر مع دولة أجنبية ، والنتيجة هي السجن المؤبد وأما دول الخليج فلا مجال لذكر الممنوعات فيها ، وفي السعودية تحديدا ، الاعدام وقطع الرؤوس لمن يتعمد اهانة الملك !! وليس من الانصاف أن ننسى أعداد العراقيين الذين تم اعدامهم من أبناء رفحاء والأرطاوية لاسباب تافهة جدا !

أيها السادة لا أخفيكم مشاعري واحساسي بالذل والاحباط ، وأظنكم تشاركوني في الرأي لاني جزء منكم وأنتم الرأي الغالب والأكثرية التي تحمل هم العراق وشعبه ، أعلم وتعلمون نقاط الضعف عند المتصدين للعملية السياسية وهي كثيرة ، ويؤلمنا جدا أن نشاهد بلدنا بهذا الضعف ليتجرأ عليه كل من هب ودب ! من هي قطر وما حجمها ؟ ومن هم عربان الخليج وما حجمهم ؟ نفهم ان قويطر تقف خلفها اجندات خارجية متعددة ولكن ما يمتلكه العراق لا تمتلكه أي دولة عربية أخرى فالعراق مسنود بقوى شعبية كبيرة ومرجعية دينية حريصة وهذا الأمر يعد عاملا مهما للسياسين أن يحكموا ويضربوا بيد من حديد ؟ الى متى يصبر أبناء العراق على هذا التخاذل والهوان ؟ ومتى يدرك التحالف الوطني ان الغضبة الجماهيرية والتظاهرات القائمة جائت نتيجة تخاذله وجبنه وتوافقاته السياسية !! ان التحالف الوطني بات يدرك خسارته الكبيرة لقواعده الشعبية في أي انتخابات قادمة وبالضرورة ستذهب هذه الأصوات الى القيادات المخلصة في الحشد الشعبي !! ولهذا سيحاولون جاهدين الدخول في توافقات سياسية مع قوى التحالف السنية وسيقدمون لهم التنازلات الكبيرة ولا أتردد في انهم من سيسارع في اقرار قانون الحرس الوطني لسد الأبواب على القادمين الجدد ؟!

لقد لفت انتباهي تصريح كتل برلمانية شيعية تعبر عن رفضها من انعقاد مؤتمر الدوحة وتقول انه سيزيد من حالة التوتر والتشنج في العلاقات بين القوى السياسية العراقية فيما يضيف سياسي آخر في أن مشاركة بعض الساسة العراقيين في المؤتمر تمثل “مبايعة لتنظيم داعش الارهابي” وانه استمرار لساحات “الذل والمهانة” في محافظة الأنبار !! وعبر أحدهم بان مؤتمر الدوحة المزمع عقده اليوم يأتي لدق اسفين الفرقة بين العراقيين وانزعاج من اصلاحات رئيس الوزراء حيدر العبادي . متسائلا “كيف نفسر حجم الانفاق المالي الذي سيكلف الدوحة، وما السر الذي يكمن وراء اهتمام قادة قطر بالاشراف على المؤتمر وحضور جلساته”.

جميل جدا ان نسمع هذا الكلام من قيادات في التحالف الوطني ولكن الغريب انكم تعلمون ولكنكم لا تريدون ان تحركوا ساكنا !! هل تخافون من قناة الجزيرة ؟ هل أرعبتكم قويطر من تآمرها على ليبا وسوريا ؟ في كلا الحالتين أنتم مخطئون ، لان ما حدث في تلك الدول له ظرف خاص وتركيبة خاصة ، وما يحدث اليوم في العراق هو تجاهلتم ناخابيكم وأهملتم الارادة الشعبية وتصالحتم مع العدو الداخلي وهو يتآمر عليكم في وضح النهار وما زلتم تجدون لهم الأعذار والاسباب بذلكم وهوانكم !!

أيها العراقيون لا تعتبوا على قويطر ولا على أي دولة أخرى فان حكومتكم خائفة ومرعوبة فالخلل يكمن فينا ولا بأس أن يتعرف الناس على حادثة من أيام النظام البائد تحمل في طياتها الكثير من المعاني !!..

في الأيام الأخيرة لحكم الطاغية صدام ارسلت قطر وزير خارجيتها حمد بن جاسم مبعوثا من جامعة النعاج العربية للتفاوض حول مصير صدام وعندما بدأ النعجة حمد في حديثه مع الطاغية استشاط صدام غضبا وطلب من المبعوث الخليجي أن يخلع ثيابه تماما وهدد الضيف تسليمه للحماية والاعتداء عليه جنسيا !! وأراد صدام أن يبعث برسالة الى حكام الخليج بانه يستطيع تعريتهم والقضاء عليهم جميعا !! وبالفعل فعلها صدام وتم تصوير الفيلم وتوزيعه لمشاهدته من قبل القيادات البعثية في حلقاتهم الحزبية وقد نقل لي أحد المطلعين بان موقف حمد بن جاسم كان صعبا ومزريا حيث بدى الرجل مسلوب الارادة وهو يتوسل باكيا ويردد انه مجرد رسول ولا يوافقهم الرأي !!

لقد علمتنا التجارب ان الحديد لا يفله الا الحديد وقالتها المرجعية بوضوح تام .. اضربوا بيد من حديد والظاهر لا حياة لمن تنادي ويبقى الجبان مرعوبا من خياله ومستبدا برأيه حتى لو كان هناك من هو أجدر وأعلم منه ،

لا يمكنكم أن تعودوا الى كرامتكم الا بعد محاسبة عدوكم ..
ايها الحاذقون هل تعلمون ما هي رغبات الشارع العراقي الغاضب لكرامته ولقمة عيشه ؟

انه يطالبكم بمحاسبة الفاسدين والمتخابرين والارهابيين وقادة منصات الذل والخيانة ..

انه يطالبكم بتقديم الاحتجاج الرسمي لدى جامعتكم العبرية ..

انه يطالبكم بقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر لانها جزء من المشكلة وليس من الحل .

انه يطالبكم بالضرب بيد من حديد لكل من تسوله نفسه التآمر على العراق والعراقيين ..

انه لا يريد استنكارا بعد اليوم بل يريد الافعال التي توازي الأحداث ..