مرتضى ال مكي
الهجرة هي أن تترحل الى بلد اخر, أثر ظلم يحل بك في بلدك, أو اضطهاد أو مضايقة من الحكومة, وكما حل في الحكم المباد, عندما هجر مراجع وقادة ومثقفين, هنا أتكلم عن العراق, بل أبناء الجنوب حصرا, أي ظلم حل بكم؟ أقسم اننا نعيش في بركة وعافية, مجر نقص في الخدمات الذي لا يستدعي الهجرة, تاركا وطني ومبادئه, لاهفا أتسكع في حانات ألمانيا, ان وصلت بسلام, دون أن يلتقفني مهربي تركيا, أو حيتان البحار.
لماذا الهجرة ونحن نعيش في وطن ولد من صلب الثورات؟ لماذا نهرول هاربين ونحن أبناء أهل البيت (ع)؟ أولائك الذين أسسوا أساس المطالبة بالحقوق المشروعة, لماذا نهرب؟ ونحن مازلنا نستلهم من سيد الشهداء كيف أكون مظلوما فأنتصر, أيها السادة وحسب احصائية مؤكدة ان جوازات ذي قار, تصدر يوميا ألف جواز سفر.
أسألكم بالله؟ لدى تتبعي لهذا الموضوع المدمي للقلب, لم أجد منصفا أيد الهجرة والغربة, فمن الذي يهاجر اذا؟ تاركا خلفه وطنه, وهو يعيش في أزمة لو استفحلت لخلفت وراءها نتائج جسيمة, فالهجرة هي مخطط لإفراغ العراق من شبابه وكفاءاته ليس الا, لكن لا تخافوا فالواعين والمثقفين وابناء العوائل الكريمة؛ يرفضون هذا المخطط جملة وتفصيلا.
عمل كريم وفي أحضان الوطن, وأعود يوميا لأقبل يد والداي, وان كانت اجرته لا تكفي لمتطلبات الحياة الصعبة, خير من أن أستعبد في دول مترفة, وتنظر لي ناسها بنظرة استهجان, لأني تركت وطني وأرضي وأهلي وبلدي, وهو مليئا بالمقدسات, وان كان فيه حفنة من السراق والمفسدين.
ختاما: المرجعية في عراقي أجمل من سواها, وحتى الخراب هنا أجمل, وأنا أحتضن الحسين.