سمية التكجي / لبنان
بوتين، أجاب حينما سُئِل، هل تحب أن ينادونك “القيصر” وقال “كلا” المهم ليس القول، بل العمل، فأرجوك يا قارئي الكريم، لطلب بوتين أن تمتثل، جميل أن نحب من ينصرنا، وعليه أن نعقد الأمل، ولكن الأجمل أن لا نحوله الى إله، واليه نصلي ونبتهل، وبوتين وإن نادوه القيصر، لكن تاج القيصر لا يحميه من الصداع، ومن قلب روسيا هذا المثل .
بوتين وأوباما بالأبيض والأسود، وحجارة الشطرنج على الرقعة السورية تتحدد، ومن سيباستوبول في بحرها تتعمد، الى طرطوس الدافئة العهد يتجدد، فلا لون آخر أما الحرب والتصادم وأما المقايضة والتفاهم، وموطئ قدم روسيا هى موطئ اقدام الأسد، فالقصة ذات شجون، ليست الألوان والمكان، ولكنها على طاولة الكبار تحجز المقعد .
العم سام راكم الكذب حتى غداً كما الجبال، وكلما زاد عليه كذبة، تململ الجبل وأحدث الزلزال، وشعبه بات يعرف لغز التطرف ولغز الإعتدال، لأنه شعب يقرأ من كل جهة ويفرز الأقوال، وبات الكثير منه يعرف المرتكب ويعرف الأبطال، ويعرف شجرة الجهاد وفروعها ومن غذاها بالسلاح وبالمال.
من فيتنام الى العراق وحروب أمريكا على قدم وساق، ومن العيب أن تمر على رئيس أكثر من ولاية دون أن يخترع عدوا والى حرب معه أن ينساق، ويسوق الحجة أنه سيجعل العالم أكثر أمنا ويدعي نبل الأخلاق، ويزرع القواعد شرقاً وغرباً، ويكرس الكراهية والشقاق. يصر أنه الأقوى وأنه سيربح السباق.
أما الروسي فهو مازال يحاول أن يبني قصراً بينما الأمريكي يحاول أن يحفر قبراً، والروسي يحاول أن يجمع حليفاً وخصماً بينما الأمريكي يقطع جسراً، والروسي يحاول أن يوسع دائرة الأصدقاء بينما الأمريكي هو الصديق الأعرف بالمضرة .
الدب الروسي لن يخشى غابة الذئاب لأن فأسه مستعدة، وأقماره كانت في الأفلاك تعد لهذه اللحظة كل عدة، ومنذ عاد القرم الى حضن أمه، رسم خطوطه الحمراء بشدة، فمتى ستقلع أمريكا عن الحماقة وتعترف أن لا مجال لعزل العملاق الذي يتبدى، ومتى تمحو من مخيلتها نوستالجيا الحرب الباردةسوريا ترسم خريطة النظام العالمي الجديد .
الحدث نيوز