أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / مملكة الكبتاغون

مملكة الكبتاغون

ليلى عماشا

اعتاد امراء ال سعود ان يٲتوا الى بيروت لأغراض اقل ما يقال فيها إنها قليلة الأدب. وهذا شيء من شيمهم المعروفة والمشهورة حول العالم. فتلك الأكياس المحشوّة بالدولارات وبكثير من الغرائز التي لا ضوابط تحد من خطورتها على البشرية جمعاء، تمشي وتتنقل في بيروت، ومنها واليها، كأنها في مكان مباح لها فيه كل شيء… اذا اردت ان تعرف عنهم اكثر ما عليك الا ان تسأل سائقي سيارات الأجرة الذين يطلقون عليهم اسماء ظريفة كالخلجان او الأمامير. ما علينا. هؤلاء الفاسدون المفسدون، الذين يستبيحون كل المحرمات الاجتماعية والاخلاقية لطالما استفادوا من حصانة مشبوهة لا ندري من منحها لهم. او ربما ندري! دعنا من حصانتهم الساقطة كمانحيها لهم، والتي يستخدمونها في مواقف ساقطة ايضا كمانحيها لهم. ما حدث اليوم في مطار بيروت ليس مجرد تصرف طائش من أمير “مجلوق”، وليس عملا فرديا يشبه تلك الاعمال التي يقوم فيها امير ما بعرض شراء زوجة زعيم ما.
ما حدث في مطار رفيق الحريري الدولي يشي بأن اسم المطار خوّل الدولة السعودية او جعلها تتخيّل انه ارض تابعة لمملكة المخدرين من ملوك وامراء…
طنان من الحبوب المخدرة موضبة في صناديق عليها وسم السمو الملكي في الطريق الى متن طائرة خاصة . يا سلام! خبر بمئتي مليون دولار ونصف… والنصف مهم هنا، فهو يعبر عن انصاف بشر وانصاف رجال وانصاف زعامات سمحت وسهلت وتكتمت وما زالت حتى الساعة تبحث عما تبرر به طيش امير من ال سعود.
اذن، صاحب السمو الملكي يهرّب حبوب الكبتاغون من بيروت. هل لنا ان نسأل سموّه الى اين كانت وجهة هذه الطائرة؟ سموه لن يجيب فهو ما زال تحت تأثير الصدمة طبعا وان صحا فسيكون تحت تأثير حبوب ما تجعل انتظار الاجوبة منه اشبه بانتظار جملة مفيدة في خطاب للسعودي الصاحي سعد الحريري. لذا سنتخيل الوجهات الممكنة بما ان الكمية توضح انها ليست لاستعمالات شخصية فردية الا اذا احتسبنا الدواعش كجزء من الحاشية الملكية المحشوة بكثير من المخدرات. نعود الى الوجهات. قد تكون الوجهة ليست الا المملكة لا سيما بعد خوضها العدوان على اليمن الحبيب فتلك المستعمرة التي لم تخض في حياتها حربا تحتاج الى كثير من المخدرات كي لا تصحو على هزيمتها. قد تكون المملكة ايضا مجرد معبر تمر منه هذه الحبوب الى وجهة يحتاج فيها الدواعش الى كثير من المخدرات للتغرير بأفراد جدد او لتسهيل قيام افرادها الحاليين بجرائمهم الوحشية.
الانجاز الجميل المتمثل بضبط هذه العملية يفضح اقبح ما يمثله لبنان بالنسبة للمستعمرات الخليجية. فبلدنا الذي يفاخر كتاب الجغرافيا انه بوابة الغرب الى الشرق، وبعد ان كان الخلجان قد حولوه الى مستقر لنزواتهم القذرة، وسوق لسياساتهم الوسخة،اليوم، تم ضبط محاولة تهريب طنين من الحبوب المخدرة من مطار بيروت الدولي وتم توقيف المهرب وهو امير من ال سعود، يمثل عائلته اينما ذهب.
قد نفهم استسهاله تمرير هكذا فعل عبر مطار يحمل اسم مواطن سعودي وقد يكون فهم ماذا يعني موقع مطار بيروت الأمين. عشنا، عشتم والموت، الموت لآل سعود.

“شاهد نيوز”