الرئيسية / مقالات / مُواطِنُ الغَفْلَةِ

مُواطِنُ الغَفْلَةِ

الخميس 03 . 12 . 2015

امين محسن غريب

لم أرَ أحداً في حياتي يتناقل الاكاذيب والأخبار المفبركة والتقارير المضلّلة كالمواطن العراقي الذي يبتلع الطّعم في كلّ مرّةٍ دون ان يتعلّم من التجربة حتى القريبة، فاذا بالكذبة حقيقة نبني عليها رأياً وتحليلاً وموقفاً، لدرجة أَنّنا بِتنا نحلف برأس الحمار الذي تعاون مع زميله لقبرهِ من أجلِ حفنةِ مالٍ!.
وبذلك يكون المواطن العراقي يمكّن عدوّهُ منه ومن بلدهِ بنشرِ أكاذيبه، وصدق امير المؤمنين (ع) الذي قال {وَاللهِ إِنَّ امْرَأً يُمَكِّنُ عَدُوَّهُ مِنْ نَفْسِهِ يَعْرُقُ لَحْمَهُ، وَيَهْشِمُ عَظْمَهُ، وَيَفْرِي جِلْدَهُ، لَعَظِيمٌ عَجْزُهُ، ضَعِيفٌ ماضُمَّتْ عَلَيْهِ جَوَانِحُ صَدْرِهِ}.
الى متى؟ الى متى نظلّ الظّهر المركوب والضّرع المحلوب لأكاذيب الأعداء والمغرضين وفبركاتهم التي باتت تدمّر عقولنا وتضلّل اتجاهاتنا وتقودنا الى المجهول؟!.
الى متى نظلّ ننشر كل ما يصلنا في وسائل التّواصل الاجتماعي؟!.
الى متى نظلّ ننشر ما يصلنا حتى قبل ان نطّلع عليه ونقرأه او نسأل عنه فيما اذا كان صحيحاً ام لا؟ وفيما اذا كان من المصلحة نشرهُ ام لا؟.
اوصانا الله بقولهِ {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا}.
المُغرِض، ليس العلّة فهو يؤدّي دورهُ المرسوم له، انّما العلّة فينا نَحْنُ الذين نبتلع طعمهُ في كلِّ مرّة لنمارس التّضليل على أنفسنا!.
البداية بوقفِ النّشر فوراً لكلّ ما يصلنا عبر وسائل التّواصل الاجتماعي، ثم نتساءل قبل ان نقرّر النشر او التوقف؛
*هل انّ الْخَبَرَ صحيحٌ؟!.
**اذا كان صحيحاً، هل من فائدةٍ ما تُرتجى من نَّشرهِ؟!.
***ايّ النسبتَين أكثر؟ نسبة الفائدة بنشرهِ؟ او نسبة الفائدة بعدمِ نشرهِ؟!.
****اخيراً، هل من المصلحة نشرهُ اذا كان صحيحاً ١٠٠٪‏؟!.
وتذكّر دائماً الثّلاثي أعلاه قبل ان تنشرَ ايَّ شَيْءٍ.
وتذكّر دائماً قول الله تعالى {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}.
أيّها المواطن أيّتُها المواطنة؛ لا تحمِل مِعولاً تحطّم فيه وطنك! لا تحمِل فأساً تكسر فيه رأسكَ، فمن لم يحترم وطنهُ لا ينتظر ان يحترمهُ الآخرون ابداً، وإذا اخطأَ أَحدُ السياسيّين وأَهان العراق فلا تعينهُ على ذلك بنشرها والتّرويج لها!.