الرئيسية / مقالات / أساساً للسياسة المغربية ساسة 1 – 10

أساساً للسياسة المغربية ساسة 1 – 10

السيمر / الاثنين 13 . 12 . 2015

مصطفى منيغ / المغرب

للسياسة في المغرب اتجاهان عادم ومنعدم، الأول خصوصيته في ذراعيه المظهري والجوهري، والثاني مهمته زمني ظرفي أو عشوائي محدود،لذا الولوج في إدراك مقوماتها وفهم أبعادها يتطلب الحذر في انتقاء المعلومات الكفيلة بالتعرف عليها قبل التعريف بها ، وبالتالي الحساب الضيق للخطوات الموجهة لاقتحام أسرارها، الدفينة في صدور واضعيها كاملة، والمسجلة في كراريس عادية مذبذبة في أجزاء، غامضة في أخرى،القوانين تحميها وأصحابها المكلفين وفق مقاييس ومعايير مدروسة ، منها التنفيذ الأعمى مع الدهاء في بسط الأمور أمرا بعد آخر، دون فسح المجال مهما كان ضيقا، لرسم خطأ في التقدير المؤدي لخلق اضطرابات مهما كانت يتيمة تاركة علامات استفهام قد تتضخم لاحقا مع مستجد يفاجئ بما قد يترك من أثر غير مرغوب فيه،السياسة المغربية الرسمية، بعض الأحزاب السياسية آخر من بعلم بِرُبْعِها، أما بعض المشتغلين بالحقل، تابعون ليس إلا، مهما كانت استنتاجاتهم المُؤَسَّسة فوقها مواقفهم، فرادى أو جماعات لهم فيها انتماء عضوي أو متحرك حسب الرغبة. “البعض هنا”المقصود بها الأغلبية وليس العكس، حتى نكون أكثر دقة في الحديث حول مثل المواضيع الهامة والخطيرة في ذات الوقت، هامة من حيث المادة العلمية المعرفية ، وخطيرة لوجود خطوط حمراء لا علاقة لها بحرية الرأي بتاتا تدخل في بند المُحَرَّم تناول مقاصده قبل أسسه مهما كانت الأهداف حسنة النية يُستعان بها على تدقيق مصداقية المعلومات للتعامل مع المجال السياسي بحكمة أكبر و اهتمام أزيد ، ممَّا يجعلنا نؤكد، أن مهما اجتهدنا ورافقنا في العملية البحثية الأكاديمية الصرفة، المنطق، والموضوعية، والميزان بكفتي القانون والعدل، لن نستطيع اجتياز موانع وعراقيل توضع حيالنا عن قصد لأسباب تعطي الصلاحية الكاملة لواضعيها بحماية قوة لا يمكن للعقلاء تجاوزها بالمرة ، طبعا الديمقراطية ومن جاء على شاكلتها في المغرب، تبقى والمتحمسين لتصديق وجودها، مجرد شعارات منطوقة في مناسبات وطنية أو مكتوبة معلقة ظاهرة في الساحات ليس إلا . حتى البرامج المعتمدة، من طرف معظم الأحزاب المحترمة، تبقى بعيدة نوعا ما وبنسب متفاوتة فيما بينها وتلك السياسة الرسمية ذات الاتجاهين المحددين من طرفنا في البداية ، خاضعة تلك البرامج في عمقها لرؤى قد تتناسب والمنتسبين إليها من حيث الجرعات المَُطََمْئِنَة المرصعة أحيانا بطموحات مبطنة بوعود يصعُب ُتطبيقها ، فتتآكل مع مرور الزمن لتصبح شكلا من أشكال الإدانة، متى اتجه الرأي للبحث عن أصحاب برامج أخرى تُطَبَّقُ بها بداية جديدة، وهكذا تتسم العملية بسباحتها داخل دائرة نفس الصفر مهما كانت نقطة الانطلاقة فيه تصل إليها آخر المطاف بكفي حنين مهما تحقق لأصحابها من مغانم سياسية، كالمشاركة في الحكم بواسطة حكومة، مختار وزيرها الأول من طرف صناديق الاقتراع كما هو حاصل الآن ، لتبقى النتيجة ما أقرته السياسة الرسمية للمغرب كدولة لا غير ، وهنا يكمن الدهاء السياسي، أن تقوم بفعل ما يُريدون لا ما تريد ، حتى وإن توهمتَ أنك فاعل ما تريد ،فإنك بوهمكَ ذاك وصلتَ لما خططوه لك ، لأنهم أقدر منك، يحركونكَ كما سطروا بعناية منهجا استراتيجيا سياسيا متكامل البنيات، منسجم، لانعدام النقاش الديمقراطي داخله أو حوله، للتقيُّد مهما طال الأمد، بمبدأين اثنين، الاستمرار والاستقرار، لهدف واحد لا شبيه له ، سنصل لتبيينه لاحقا إن كانت لنا حاجة في ذلك.