السيمر / الاحد 13 . 12 . 2015
معمر حبار / الجزائر
مجاهد وعميل.. الزميل المحامي سفيان البراهمي أفادنا كثيرا بمعلوماته القانونية والدستورية، فقال ونحن في الحافلة المؤدية إلى تلمسان..
غرست الثورة الجزائرية عملاء لها داخل الجيش الفرنسي مخترقة إياه بما استطاعت، وقد أدى هؤلاء الجزائريين خدمة جليلة للثورة الجزائرية. لكن ما زال لحد الآن ينظر إليهم على أنهم عملاء لفرنسا رغم ماقدموه للجزائر. فالمطلوب إذن تصحيح النظرة وإعادة الفضل لأصحابه وأهله ونفي تهمة العمالة عنهم، وهذا من أبسط الأعمال التي تقدم للجزائريين الذين استطاعوا أن يخترقوا الجيش الفرنسي بالعدم الذي يملكونه، والإرادة والإقدام والشجاعة التي ميزتهم ورفعت شأنهم.
المثقف والسياسي.. ودائما عبر الحافلة المؤدية إلى تلمسان، يتحدث المحامي سفيان البراهمي وهو يدافع عن بومدين وفترة بومدين، بأنه بومديني، فدخلت مصححا ومضيفا ..
المثقف لا يكون تابعا للسياسي مهما بلغ السياسي من نجاح. فهو يتابع السياسي ويوجهه إن استطاع وإن كان يملك رأيا أفضل منه، ويصحح أخطاءه إن ظهرت أنها أخطاء فعلا، ويثني عليه إن استحق الثناء. لكنه لا يكون أبدا المثقف تابعا للسياسي. فالسياسي يتبع مصالحه الشخصية والحزبية والانتخابية، ولا يعرف الاستقرار في رأي ولا مبدأ، والمثقف لا يبيع مبدأه وثباته لسياسي يبيع ويشتري.
أكتبوا مذكراتكم.. يقول المحامي سفيان البراهمي، ونحن متجهون إلى تلمسان عبر الحافلة، فيما نقله عن أحد الأساتذة، لايمكن الاعتماد على المذكرات في كتابة تاريخ الثورة الجزائرية، لأن كل المذكرات تعتمد على تصفية الحسابات، فتدخلت موضحا ومضيفا ومصححا..
لا يمكن بحال تجاهل ماجاء في المذكرات بغض النظر عن محتواها. والمطلوب قراءتها ونقدها ومقارنتها، وعلى أساس القراءة والمقارنة والتمحيص يكون الأخذ والرد، بغض النظر عن كاتبها، وضد من كتبت، ولصالح من.
المذكرات مهمة جدا في التوثيق للوقائع السابقة، خاصة فيما تعلّق بالثورة الجزائرية، ولأن صاحب المذكرة حين يشرع في الكتابة عن أيامه والأحداث التي عاشها، يكون..
متقدما في السن، وهذا العمر يجعله زاهدا في دنيا غيره، ولا يخاف أحدا ، ولا يطمع في أحد، وربما يرى في مذكراته ، وسيلة للتكفير عن ذنوبه التي ارتكبها ولم يبح بها، حين كان في أوج قوته وعطائه. ومن خلال هذه الأسباب تكون المذكرات ضرورية وملحة في الكتابة والأخذ بها. وذهب صاحب الأسطر أبعد من ذلك، حين قال للزملاء..
أقترح على الدولة تخصيص رجل يحسن الكتابة والتعبير، ليساعد الذين لم يسمح لهم مستواهم العلمي المتدني في كتابة المذكرات الشخصية وحول الثورة الجزائرية، فنكون قد تحصلنا على مذكرات صادقة وذات أسلوب أدبي يسمح بقراءتها ومتابعتها ونقدها. ويقدم له مبلغ يساوي حجم المجهود الذي قدمه في المساعدة والكتابة عن الثورة الجزائرية، وتقتطع من ميزانية المجاهدين، فتكون خدمة للتاريخ الجزائري وللثورة الجزائرية، ولمن يحسن الكتابة والتعبير عنها، ولمن شارك بما يملك حينها.
إدارة الفساد.. أثناء الرحلة إلى تلمسان، يحدثنا المحامي سفيان البراهمي ، فيما نقله عن أحد أساتذته، قوله.. إنتقلنا من فساد الإدارة إلى إدارة الفساد.