السيمر / الأربعاء 16 . 12 . 2015
طوني حداد / لبنان
لم نكن بحاجة ل”ويكيليكس” والوثائق التي تثبت انبطاح مشيخة الأزهر تحت أقدام عصابة آل سعود وانخراطها في تغطية جرائم وشذوذ هذه العصابة القذرة حتى نتأكد من سفالة ووضاعة هذه المشيخة..
تذكرون الوثيقة التي نُشرت مؤخراً و التي يطلب فيها “أحمد الطيب” الحاخام الصهيوني الوهابي -شيخ الأزهر- من الملك رئيس العصابة السعودية أن يزوده بأوامره كي ينفّذ -وأزهره- بكل خسة ووضاعة أوامر حفيد عبد العزيز ابن “موردخاي”آل سعود..
ومشيخة الأزهر ابتلعت لسانها القذر بعد نشر هذه الوثيقة ولم تنفِ ولم تردّ لأنها تعرف بأنها صحيحة..
وأيضاً اليوم لم نكن بحاجة لانتظار الاعلان عن المسابقة الوقحة التي يجريها الأزهر -غير الشريف- لطلبته والتي موضوعها :
“نشر التشييع في المجتمع السني أسبابه مخاطره كيفية مواجهته”..
في تفاصيل هذه المسابقة نقرأ مايلي :
“القسم الأول : الجانب العلمي
إعداد تقرير علمي عن كتابين من الكتب التي تناولت الفكر الشيعي، بحيث لا يقل التقرير في كل كتاب عن خمس صفحات على أن يتضمن التقرير البنود الواردة في النموذج المرفق.
إعداد تلخيص لا يزيد عن عشر صفحات لكتاب يتناول الموضوع بشرط أن تبتعد عبارات التلخيص عن عبارات الكتاب.
تحديد عشرة مصادر أو مراجع لأبرز كتب الشيعة مع التعريف بمؤلفيها.
تحديد عشر شخصيات سنية تخصصت في الرد على الفكر الشيعي مع ذكر أهم مؤلفاتهم.
كتابة بحث علمي عن جهود الأزهر الشريف وعلمائه الأجلاء في مواجهة المد الشيعي.
القسم الثاني : الجانب الفني .
إعداد مسرحية تتناول الفكر الشيعي والرد عليه في شكل حواري درامي.
إعداد ملف ورقي أو إلكتروني يتضمن خرائط ذهنية وخرائط مفاهيم وصور حول الفكر الشيعي (تصميم فني).
إعداد خطبة تفند مزاعم الشيعة وطرق مواجهتهم (إلقاء).
إعداد منظومة شعرية فيما لا يقل عن عشرين بيتا تفند شبهات الشيعة وترد على افتراءاتهم.
كتابة قصة قصيرة عن صديقين اعتنق أحدهما المذهب الشيعي وجهود الآخر في رده إلى المذهب السني.
-انتهت شروط مهزلة المسابقة الأزهريّة الحقيرة –
أوغاد الأزهر يتحدثون عن التشيع لآل بيت النبي الكريم صلوات الله عليه وآله وكأنه “فيروس او جائحة” يجب استئصالها..عم يحكوا عن “فيروس ايبولا” مثلاً..!
يتحدثون عن “400 مليون شيعي اي ربع مسلمي العالم ” على انهم “كفار” ويجب القضاء عليهم..
لن اخوض بمسائل فقهية لست أنا الجهة الصالحة لها لكنني من فضلكم أحيلكم الى مقالة رائعة للاستاذ والمفكر “أحمد الشرقاوي” نُشرت اليوم على موقعنا “بانوراما الشرق الأوسط” بعنوان:
“لماذا يحارب الأزهر التشيّع ويرفض تكفير داعش”
هذه المقالة القيّمة تثبت بأن الأزهر لم يكن ولن يكون شريفاً بتاريخه وهو معقل الظلامية والتخلف والأب الروحي لكل حركات الاجرام التكفيرية الدمويّة..
ولن أزيد أو أزايد على ماقاله استاذنا “الشرقاوي” في التحليل الفقهي والقرآني, لكن اسمحوا لي ان أروي لكم -على طريقتي- حكاية صغيرة موجهة الى “حاخامات” الأزهر الذين يريدون محاربة الشيعة والتشيّع والقضاء عليه وتكريس الفتنة بين المسلمين السنة والشيعة بغية تفريقهم لا بل “احترابهم”..
هؤلاء مشايخ الأزهر وعلى رأسهم “قوّادهم” الأكبر لايختلفون كثيراً عن العاهرات اللواتي يستقدمهن أمراء عصابة آل سعود من شتى دول العالم الى غرف نومهم لاشباع غزائزهم وشهواتهم الحيوانية بفرق أن العاهرات هذه مهنتهم ويعترفون بممارستها بينما “عاهرات” الأزهر يتنكرون بثياب المشايخ ..
حكايتي عن رجلٍ “شيعي” دفعوا له بوزنه ذهباً كي يكون موظفاً عندهم لكنه لأنه شريف من أحفاد النبي صلوات الله عليه وآله رفض الاّ أن يكون موظفاً فقط عند من ستعرفونه في نهاية مقالتي :
ثمّة سيّد عالم فاضل “شيعي” من بلدي هو السيد محسن الأمين العاملي-1865-1952- كان شيخ شيعة سورية ابان الاحتلال الفرنسي لسورية ولبنان في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي ..
هو ابن بلدة “شقرا” في جنوب لبنان..
كان للسيد محسن أيادِ بيضاء في العلم والمعرفة اذ فرض على عائلات شيعة دمشق أن يرسلوا بناتهم الى المدرسة التي استحدثها والتي سميت في دمشق على اسمه حتى يومنا هذا: “المدرسة المحسنيّة” ..
سعى الى تعليم البنات في مجتمع “باب الحارة” الذي عقيدته المتخلفة -التي تشبه عقيدة الأزهر- تقول بأن الفتاة : “من بيت أهلها لبيت زوجها ومن بيت زوجها للقبر”..
كان السيد محسن الأمين “الشيعي” الذي يحارب الأزهر مذهبه اليوم أحد أبطال الاستقلال والخلاص من نير الاحتلال الفرنسي لسورية ولبنان ..
تصدى السيد محسن الأمين لحكومة الاحتلال الفرنسي وأعلن، من بيته، الإضراب لمدة ستة أشهر كاملة في وجه الانتداب الفرنسي. وحارب سعي حكومة الانتداب لفرض مبدأ الطائفية في سورية، ووقف بقوة إلى جانب علماء دمشق من سنة وشيعة في وجه قانون الطوائف الذي وضعه الانتداب الفرنسي، الذي حاول فيه التفريق بين السنة والشيعة، وأرسل مذكرة احتجاجية يقول فيها:
“بصفتي المرجع الروحي للمسلمين الشيعة في سورية وفي لبنان، أحتجُّ على هذا القانون، وأحتج على هذه التفرقة بين المسلمين، لأننا أمة واحدة وعلى دين واحد، لا نسمح لكم بأن تفرقوا بين السنة والشيعة، لأننا في قضايانا الإسلامية نمثل فريقاً واحداً. وقد قال تعالى، بعد البدء بسم الله الرحمن الرحيم إنما المؤمنون إخوة”. ما اضطر السلطة الفرنسية إلى إلغاء هذا القانون.
وعندما عرض عليه المفوض السامي الفرنسي رئاسة العلماء والإفتاء وعرض عليه رشوة ضخمة جداً، بقصد فصل الطائفة الشيعية عن الطائفة السنية قال قولته الشهيرة:
“من كان موظفاً عند الله لا يمكن أن يكون موظفاً عند المفوض السامي “..
بالنهاية -وخطابي الآن موجّه للأوادم أاشرف الناس مش للسفلة “عاهرات” الأزهر وقوّادهم الأكبر- :
من لم يرتضِ لنفسه الاّ ان يكون موظفاً عند الله هو من يحاربه اليوم “حاخامات” الأزهر لأنهم موظفون -لابل أجراء وعبيد – عند عصابة آل سعود أعداء الله..
هؤلاء هم شيعة آل بيت النبي سلام الله عليهم..
هم من قال عنهم الشاعر المسيحي “بولس سلامة” :
لاتقلْ شيعةٌ هواةُ عليّ…..انّ في كل منصفٍ شيعيّا..
بانوراما الشرق الأوسط
إدارة الجريدة غير مسؤولة عن كل الآراء المنشورة في كافة المواد التي تنشر ها الجريدة