السيمر / الأحد 20 . 12 . 2015
زيد شحاثة / مصر
أثار إعلان السعودية, عن تشكيل تحالف إسلامي لمحاربة الإرهاب, دهشة كثير من المراقبين والمحللين السياسيين, لما يمثله من تناقض صادم بين الأهداف المعلنة, وما يحصل على أرض الواقع, بشكل يكاد يجعله نكتة.
مما لا يحتاج إلى جدل كبير, إثبات حقيقة, أن التنظيمات الأصولية والمتطرفة, تستند على ثلاثة أركان.. فكر متشدد, وتمويل مالي جيد, ودعم عقول مخابراتية متمكنة, لينشأ ويدار لاحقا, ويوضع على الطريق المرسوم له, ليستمر فيه, ولنا في تنظيم القاعدة, وكيف أنشأته أمريكا والسعودية, لمحاربة السوفيات حينها, دليل واضح وموثق.
خلال تدريب, على مكافحة الحرائق, تعلمنا أن النار تحتاج إلى ثلاثة أركان لتنشب, هي الوقود والحرارة والهواء, فان نجحنا في إزالة ركن منها, ستطفأ النار فورا, وكل طرق وأليات مكافحة الحرائق, تعتمد على هذه المبدأ.
اعتمدت كل التنظيمات الإرهابية, على الفكر الوهابي, ومراجعه الفكرية وتوابعها, وما طرحه فقهائه من أفكار منحرفة تكفر الأخر, كأيدلوجيا تبرر فكرهم وتصرفاتهم, وتمويل ضخم منبعه, معظم دول الخليج الغنية, على الأقل في جزئه المعلن, ودعم مخابراتي, طال الإتهام فيه, بالإضافة إلى دول الخليج, تركيا والأردن, وبعض الدول الكبرى.
حوادث كثيرة, ومواقف بعضها, موثق ومصور, بما لا يدع مجالا للشك, أن هناك دعما واضحا, أو سكوتا مريبا, عن النشاط الإرهابي في المنطقة, لأغراض تتعلق بتصفية حسابات, أو دفاعا عن مصالح, أو مناطق نفوذ, أو بغض طائفي, مع الخصوم في المنطقة, وتحديدا العراق وإيران.. وتخوف السعودية ومن خلفها, من ” المد الشيعي”, كما يطلقون عليه, والذي بدء يتغلغل في مختلف دول العالم.
من يقرأ واقع الدول التي تشكل منها هذا التحالف, سيقسمها إلى صنفين, أولهما دول هامشية, لا أثر لها, أو قدرة على محاربة الإرهاب, وإلا من يعرف كم جنديا تملك دولة مثل بنين؟! وماذا عن فلسطين؟!.. وأخرى اقل ما يقال عنها, أنها متهمة بدعم الإرهاب أو تمويله, وتدور حولها شبهات كبيرة, في أيجاد تلك التنظيمات لأهداف معروفة.
تحاول السعودية أن تدفع عنها تهمة الإرهاب, بهذا التحالف, وهذه لعبة إعلامية سياسية, فارغة المحتوى, ولن تنتج أثرا, على أرض الواقع, إلا إن تخلت عن تبني الفكر الوهابي المنحرف, وهذا ما لن يحصل, فهو أحد اهم, أسباب وجودها وبقائها, كدولة وعائلة حاكمة.
داعش وأمثالها, دمى كبيرة, لكنها تحرك من خلال خيوط, بيد لاعبين محترفين, فان كانت هناك رغبة, للإيقاف تلك الدمى, فما على من يحركها, إلا أن يقطع تلك الخيوط.