الرئيسية / مقالات / سمير القنطار .. شهيد آخر لا منتقم له

سمير القنطار .. شهيد آخر لا منتقم له

السيمر / الأحد 20 . 12 . 2015

غادة زقروبة / (تونس)

سيبقى دمنا مشاعا لكل سلاح غادر وستبقى أرضنا مرتعا للغاصبين مادمنا نواجه الدم المسفوح بالنعي وحده !! مادمنا ننعى قتلانا ولا نحاسب المجرمين. ونكتفي بالكلام الكثير عن الرد والدفاع والمواجهة والمقاومة دون فعل جادّ وحقيقي.
إسرائيل اليوم إذ تغتال “سمير القنطار” فهي تربح جولة أخرى وتؤكّد على موقعها المتقدّم في المعركة. إسرائيل تقتحم الفضاء الجوي لأراضينا وتقتلنا وتضرب عواصمنا ولا رادّ لها. لذلك فلا يحق لأنظمة ما يسمى بالممانعة أن تنطق كلمة واحدة عن المقاومة والقوة والمواجهة مادامت لا تملك قوة الرد. لا يحق لهذه الأنظمة، والتنظيمات المقاوِمة التابعة لها، أن تنعى رجالا أبطال في حجم “سمير القنطار” و”عماد مغنية” مادامت لا تملك القدرة على الرد بالدم.
حين تحدث عملية إرهابية في أي مكان في الغرب يُتهم بها الإسلام مباشرة، ومن جراء هذه التهمة يُمارس على مسلمينا هناك أبشع أنماط العنصرية بدءً من السياسة وصولا للمجتمع، فلما لا نواجه نحن أعمال الصهيونية القذرة والتقتيليّة تجاه أبنائنا وشعوبنا وقيادات المقاومة الشريفة وجنودها ببعض الإجراءات العقابية ليهود البلاد العربية ردّا على ما تفعله دولتهم الدينية بنا مادمنا غير قادرين على رفع السلاح في وجه دولة الكيان ولا حتى في وجه ظابط واحد من ظباطها؟
أليست دولة الكيان الإسرائيلي هي من تعلن في كل حين أنها دولة ليهود العالم وأنها دولة الله الذي آختار شعبه وأنها “الدولة اليهودية”، فلماذا لا نعتبر بذلك أن كل يهودي على أرضنا هو مواطن أولا بدولته القومية ويُعاقب على جرائم دولته كما يعاقِب الغربُ المسلمينَ بجرائم لا تخصهم تقوم بها مخابرات الغربية وتقنّعها بقناع ديني وتتهم بها الإسلام والمسلمين؟ أليس من حقنا أن نردّ على الدولة العبرية، الدولة اليهودية بمعاقبة يهودها عندنا (وإن سياسيا وأمنيا فقط كسحب جنسياتهم مثلا وتقييد نشاطاتهم المدنية وحرمانهم من بعض مقومات العيش الكريم عندنا) كما آستعملوا “تنظيم الدولة الإسلامية” –داعش- لتقتيلنا على أراضينا، إضافة لدمائنا المسفوحة بالسلاح الصهيوني في فلسطيننا وفي لبناننا وفي سوريَّانا؟
بإمكاننا الرد ولسنا ضعافا إلى هذا الحد المبتذل الذي بلغناه بتخاذل من يخطبون فينا كل يوم بأنهم حُماة للديار المشرقية وأنهم متحدون ضد أعدائنا ويعطونا المواعظ في خطب تلهب المشاعر الثورية دون فعل ثوري.
يا تنظيمات المقاومة الشريفة (وأؤكد على عبارة الشرف) يا “أنظمة الممانعة” كفّوا عن التورية وبلّلوا جفاف قلوبنا المكلومة بالفعل المقاوم الحقيقي. لا نحتاج للإرتواء بالكلام فكلنا نتقنه. لن يروي صحارى العذاب غير النِدِّية بالفعل الحقيقي.
لسنا بحاجة لرفع صور الشهداء بل بحاجة لرفع السلاح في وجوه قاتليهم.

باحثة في الفلسفة

اترك تعليقاً