السيمر / السبت 26 . 12 . 2015
معمر حبار / الجزائر
مازال الجزائري بطبعه، يكن الاحترام الكامل لكل من يبتعد عن الكرسي، ويلقى ربه بعيدا عن أركان العرش والكرسي. وآيت حسين أحمد رحمة الله عليه من هذه الطينة الفريدة، التي ظل الجميع يحترمها في حياته ومماته، وفي الجزائر وخارجها، وحين ناهض فرنسا وناهض إخوانه الجزائريين، وحين إنتخب وترشح للرئاسة سنة 1999.
الذي يجعلك تقف بجانب آيت أحمد ليس معارضته للإنقلاب العسكري سنة 1992 فقط، بل وقوفه إلى جانب أشخاص يخالفهم الوسيلة والهدف. لأن مبدأه كان معارضته لأي إنقلاب، ولو كان ضد من يخالفهم ويحاربهم. ولم يستغل فرصة الانقلاب عليهم لصالحه ويصعد على أنقاضهم، بل كان وفيا لمبدئه، والمتمثل في معارضته لأيّ إنقلاب عسكري، ولو كان ضد خصومه ومنافسيه.
كتبت بتاريخ: الخميس 20 صفر 1437 هـ الموافق لـ 03 ديسمبر 2015، مقالا بعنوان “آيت أحمد وطريق السيار والبترول”، ضمن ” سلسلة يوم في تلمسان 6″. عقّب على غثرها، الأستاذ أ.د عبد الاله الصائغ على المقال، فقال..
“ان دماء الشهداء الجزائريين لم تجف بعد ولن تجف
وان حضارة الرفض الجزائري ضد اي خلل لن تنساها الحضارة العربية الاسلامية
سيدي ان تاريخ الجزائر الحقيقي لم يكتب بعد فقد اعترت مسيرة الذكاء الجزائري هرطقات غبية من قوة السلطة وسلطة القوة
ارجوك ومن خلالك الى كل الجزائريين الكتاب الغيارى المرموقين كمثل الاستاذ معمر حبار زيدنا علما بتاريخكم الذي هو تاريخ العنفوان المتحضر
ثم ان اية احمد مازال مغبونا رغم دوره البارز في التخطيط للثوار الجزائريين. وهل ثمة فرق بين اية أحمد وحسين ايت احمد ؟ وهل يصح الزعم بتغليبه الهوى الأمازيغي على المسار الجزائري !. سيدي احييك فانا متابع دؤوب لجل ما تكتبه واصافحك”.
أجبته الأستاذ الفاضل عبد الإله الصائغ على الفور، فقلت..
“وعليكم السلام..
إنه والله لشرف كبير، أن أنال متابعة أستاذنا عبد الاله الصائغ ، وأرجو أن أكون عند حسن الظن. وتقديرنا للسيد حسين آيت أحمد، متمنين له الصحة والعافية”.
منذ قليل أكتب عبر صفحتي: يسألني الأبناء عن آيت أحمد، رحمة الله عليه، فأجيب..
من أبرز مايميّزه ويرفعه، معارضته للإنقلاب العسكري لسنة 1992..
ولم تتلطخ يديه بكرسي، فظل في عليائه، ونال رضا الجميع..
لكنه إختار أن يعيش خارج الجزائر، ويموت بعيدا عنها بمحض إرادته، ولو طلب في أرضه عنان السماء لنالها، وهي التي كانت تتمنى أن يقبل ماتعرضه على أحد أبرز أبنائها..
وأقسم بالله لدموعي تسبقني . الله يرحمك.. ياحسين.
وكتبت أيضا، يقول لي الأبناء: أين يدفن آيت أحمد ، رحمة الله عليه..
أجيب.. يدفن حسب وصيته..
وإنا منتظرون.
ويختم صاحب هذه الأسطر كلماته بهذه الأسطر، التي يهديها لحسين آيت أحمد رحمة الله عليه، كما أهداها له من قبل وهو حي يرزق..
الحمد لله أني كتبت مقالا أدافع عبره عن موقف آيت أحمد في حياته بعنوان.. “آيت أحمد وطريق السيار والبترول”. وكان ذلك في الحلقة السادسة من “سلسلة يوم في تلمسان “.