السيمر 01 . 01 . 2016
شهاب آل جنيح
سنة تنتهي وأخرى تبدأ، سنين عجاف عاشها العراقيين، مطلع كل عام يرسلوا أمانيهم إلى السماء، متمنين أن يعود الأمن لبلدهم، بعد أن أخذت منهم الأيام مآخذها، حيث صارت الأحزان قاسمهم المشترك في كل مكان، لم تكن هذه السنين إلا أياماً مظلمة، فرحها قصير وحزنها طويل، يخرجوا من محنة فيدخلوا بأخرى أمر منها، توالى عليهم الإنتهازيين والفاسدين، والإرهابيين، وكانت سنة 2015 هي من أكثر السنين إيلاماً لما حملته من أحداث مختلفة.
2015، بقي تنظيم “داعش” في الأراضي العراقية والسورية، وإستمر القتال في كلا البلدين، وحررت العديد من المدن العراقية، بواسطة الجيش والحشد الشعبي والشرطة والعشائر الأصيلة، وخلال تلك المعارك وما رافقها من إنتصارات في العراق، فجع العالم بحدث مثل الهجرة من سورية والعراق، حيث هاجر أكثر من مليوني عراقي وسوري وكانت وجهتهم أوروبا، فأغلقت الحدود بوجههم، إضافة لغرق عدد منهم، فصارت صورة الطفل إيلان، وصمة عار في جباه حكام العرب والغرب.
حَركت عملية الهجرة الرأي العالمي ضد “داعش” قليلاً، وحدثت أعمال إرهابية في الكويت، وتونس، والسعودية، ولبنان ومصر، تبناها تنظيم “داعش” فدقت جرس الإنذار للعالم أجمع، بعدها عاشت باريس وأوروبا بأكملها ليلة مرعبة، عندما قام التنظيم بعمليات إرهابية عدة حولت باريس لثكنة عسكرية، هنا تغيرت المواقف وبدأ الموقف العالمي أكثر جدية في محاربة الإرهاب، وطرحت فرنسا مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي، لقطع تمويل “داعش ” بالمال والسلاح، وتبناه المجلس بالإجماع.
الموقف الروسي تجاه الإرهاب كان حازماً، تدخل الطيران الروسي في سوريا، فقام بضرب أبار النفظ التي إستولى عليها التنظيم، وقطع طرق تهريب النفط إلى تركيا، هذا الأمر لم يَرق لداعمي الإرهاب مثل قطر والسعودية، الذين راهنوا على سقوط النظام السوري، فحركوا شريكهم في المؤامرة أردوغان، فأسقط الجيش التركي طائرة روسية، فكان الرد الروسي، بنشر منظومة ” أس-400″ في سورية، وبذلك صارت الأجواء التركية في قبضة الجيش الروسي، إضافة للعقوبات الإقتصادية.
بعد أن قطعت يد أردوغان في سورية، وإيقاف إمدادات النفط المهرب منها، أمر وحدات من قواته للدخول للموصل، دون أخذ موافقة ورأي الحكومة العراقية، وهو بذلك ينتهك كل القوانين والأعراف الدولية، سعياً منه لإيجاد طريق أخرى لتهريب السلاح والنفط، فكان رد الحكومة العراقية هو اللجوء للحلول الدبلوماسية، فقدمت شكوى لمجلس الأمن الدولي، وطلبت إجتماعاً للجامعة العربية على مستوى الوزراء، وقد حصلت على التأييد الدولي في حقها برفض أي تدخل خارجي.
في نهاية العام2015، حقق الجيش العراقي إنتصاراً كبيراً، وهو تحرير الرمادي، المدينة الأكبر مساحةً في العراق، حررت بدماء الشهداء، من أبطال الحشد الشعبي، والجيش، والشرطة، وكان الدور الأكبر لجهاز مكافحة الإرهاب في تحرير المدينة، بعدما قطع أبطال الحشد الشعبي الإمدادات عن “داعش”، هذا الإنتصار بداية النهاية للتنظيم الإرهابي في العراق، وداعم ومحفز لتحرير الموصل، وكل شبر في أرض العراق من تنظيم “داعش”، بعد أن سلمها الفاسدون والفاشلون، وشيوخ المنصات للإرهاب.
أخيراً؛ كانت سنة 2015، ضيفاً ثقيلاً على العراقيين، حملت معها أحداث مؤلمة، حيث إستمر القتال مع “داعش” الإرهابي، إضافة لعمليات الهجرة التي حدثت في هذه السنة، والتدخل التركي في الشأن العراقي، إلا أن نهايتها كانت سعيدة، بتحرير الرمادي من رجس الإرهاب، الذي نتمنى أن يكون دافعاً لتحرير الموصل، وكل مدينة عراقية، ليلتم شمل الوطن، ولتعود أجراس الكنائس تدق من جديد في الموصل، ويرجع كل عراقي لمدينته بعد أن شردهم الإرهاب.