السيمر / 08 . 01 . 2016
عبدالرضا الساعدي
برعاية صهيونية مميزة وعبر أدوات خليجية جاهزة تحت الطلب تتم هذه الهجمات والجرائم المدبّرة والممنهجة ضد الطوائف الشيعية المسالمة في أفريقيا وفي كل مكان في العالم .. ولكن لنطلع شيئا عما جرى في نيجيريا أواخر العام الماضي 2015، ولم تكشف عنه أو تغطه الأخبار والتحليلات والتحقيقات الصحفية والإعلامية في العالم كما هو أو بما يستحق.
الجيش يدخل إحدى الحسينيات للشيعة ويباشر بإطلاق النار فورا ويستمر في إطلاق النار من الصباح حتى المساء ..أفلام الفيديو والصور الموجودة عن الحادثة تثبت أن الجنود أطلقوا النار في داخل الحسينية من دون أن يتفوهوا بكلمة وقد تمت محاصرة الحسينية مع بدء إطلاق النار الذي استمر حتى الساعة العاشرة ليلا وبعد الساعة العاشرة ليلا اتجهت قوات الجيش نحو منزل العالم الديني زعيم الشيعة هناك الشيخ ابراهي زكزكي ، والذي يبعد 10 كيلومترات عن الحسينية وتمت محاصرة المنزل من الساعة العاشرة واستمر إطلاق النار لعشرين ساعة واستمر الحصار يومين وكان الشيخ زكزاكي في المنزل طوال هذه المدة.
أكثر من 1000 ضحية خلال يومين والكثير ممن اعتقل أو هرب ، الشيخ إبراهيم زكزكي قدم 6 من أولاده كشهداء ، كما أن زوجة الشيخ أيضا قد أصيبت بطلق ناري في رأسها.. كل ذلك لأنه طالب برسالة موجهة للحكومة النيجيرية بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، ومحاربة الفساد المستشري في الدولة.
شهود عيان على هذه الجريمة قالوا ‘‘ أن السفارة السعودية في (ابوجا) كانت على علاقة بهذا الهجوم وان الجيش قد تلقى الأوامر بالهجوم من السفارة السعودية بشكل مباشر ، ونحن قد رأينا بأم العين كيف أن إحدى آليات الجيش التي جاءت الى الحسينية كانت تنقل جنودا غير نيجيريين ومن البيض وهم كانوا يستهدفون الناس بشكل مباشر.
وفي غضون ذلك حاولت السلطات النيجيرية وكعادتها تصوير الحادث على أنه “تمرد شيعي” يستهدف أمن الدولة، فسارعت إلى إطلاق تهمة محاولة الشيعة لاغتيال رئيس أركان الجيش النيجيري في “زارايا” بحسب ما أفاد بذلك المتحدث الرسمي باسم الجيش العقيد “ساني عثمان”.
الأمر الذي دعا الجيش النيجيري إلى إصدار بيان رسمي أكد من خلاله أن “الطائفة الشيعية وبناءً على أوامر قائدهم، إبراهيم الزكزكي ، هاجمت موكب رئيس أركان الجيش الذي يرافقه 73 عسكري” بحسب البيان.
عملیة استهداف الشیخ إبراهیم یعقوب زکزاکي والشیعة بشکل عام فی نیجیریا تمت بعد قیام رئیس أرکان الجیش النيجري بزیارة السعودیة بأسبوعین ، مع الإشارة أن “السعودیة أبدت انزعاجها بسبب الحضور الشیعي في نیجیریا خصوصا في المسیرة الملیونیة في العاشر من محرم وأربعينية الإمام الحسین” العام الماضي ، وغيرها من الدلائل التي تشير إلى أن “السعودیة تقف وراء استهداف شیعة نیجیریا”.
خفايا هذه الجريمة وتفاصيل إضافية تضمنت معلومات عن وقوف السفارة السعودية بشكل مباشر خلف هذا الاعتداء الدامي ومشاركة قوات إسرائيلية خاصة فيها، حيث الحكومة النيجيرية لديها علاقات وثيقة مع السعودية وقد علمنا أن بعض الجنود النيجيريين أرسلوا الى الكيان الصهيوني للتدريب وان السعودية قامت بدفع التكاليف ، وكان الشيخ زكزاكي قد كشف عن هذا الأمر خلال خطبة صادفت في يوم -عيد الغدير- .
الأمر لم يقتصر على نيجيريا طبعا ، فبالإضافة إلى الشيعة في العراق وسوريا ومصر فهناك يد سعودية تستهدف الشيعة في باكستان وبنغلادش وغيرها من الدول الآسيوية والإفريقية على حد سواء..
سكتوا جميعا على هذه الجريمة وغيرها ، من دون أن يدينها أو يشير لها أحد من مجلس الأمن والأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإنسانية غير المنصفة ، بل وحتى الكثير من الجهات العربية والإسلامية التابعة للمال والتأثير السعودي في المنطقة.
فأي سجل إرهابي وإجرامي يحمله حكام السعودية ، وكيف سيكون مصيرهم الحتمي القريب على أيدي الشعوب المستضعفة المظلومة والثائرة على هذه الطغمة الفاسدة العميلة لإسرائيل والصهيونية .