السيمر / الثلاثاء 12 . 01 . 2016
رواء الجصاني
كتبنا ونشرنا في فترة ماضية، توضيحا وموقفا بأسم مركزنا، مركز الجواهري في براغ، جاء فيه فحيح “ملثمين”، من المناضلين الجدد، شكلاً، وأرباب السوابق فعلاً، يعلو بين تارة واخرى ليخلطوا الحابل بالنابل، وليختبئوا بعد ذلك تحت عباءات “الوطنية” و”الثقافة” المنغمسة بالخبث واللؤم، وليديفوا السمّ بالعسل، وان كان الثمن أنهار دماء تسيل لضحايا وأبرياء، لا ناقة لهم بالسياسة، ولا جمل في دهاليز الخداع والزيف…
مقدمة قاسية نكتبها هكذا ” فيا طالما كان حدّ البغيّ، يخفف من فحش أهل البغا”…. للرد على فحيح بعض “مثقفين” تطاول اخيرا بعد نشر تنويه أخير لمركز “الجواهري” وقعه د. عدنان الأعسم، ليظهر نص موتور على موقع “ملثم” مجهول النسب، يحاول أن يتدرع بشخصيات ثقافية مرموقة، دون جدوى، إذ فاحت منه عفونة الأحقاد في اختيار العديد من مواده، وتحريضه على الدم والقتل تحت شعارات مزوقة تدعو لحرق الأخضر واليابس في العراق… ولا ضير في ذلك أبداً – كما يبدو- مادام البعض ممن يعنيهم هذا الرد “لاجئين” و”مناضلين” في ربوع بلدان استعمارية “بشعة”!! ومع ذلك يتسلمون منها تكاليف المأوى والملبس والمأكل والعلاج والضمان الاجتماعي “الحقيقي” أو “المزيف” ثم يصعدون من شتمهم للاستعمار والتبعية والفساد، وما الى ذلك من نصوص جاهزة في كل زمان ومكان، وإن اكل عليها الدهر وشرب…
والنص الموتور كتبه “ملثم” قدير كما يبدو، تخبأ تحت اسم “ملثمة” محترفة، وما أكثر مثيلاتها في هذه الأيام، وقد حاول أن يطال من مركز ثقافي الروح والعطاء، ومن ادارته، دون أي وجه حق، وتحت براقع مقارعة مهلهلة وان كانت من بارات وأزقة “رأسمالية” أو “اشتراكية” سابقة…
ان مركز الجواهري، ذلك المنبر التنويري الذي يعتدي عليه الملثمون، لا شيء لديه ليخفيه… ادارته منذ حوالي اربعة عشر عاما، وما برحت تديره “عصبة” تتباهى بتاريخها، وأصولها، وجذورها وروافدها الوطنية والسياسية، كما بإرثها التليد وليس مثل “جاههم انتحالا”. وأسماء “العصبة” معروفة وكذلك النشاطات التي تقوم بها… فأين منهم أولئك “الملثمون” الداعون للحقد والطائفية وللعنف وسفك الدماء؟!. وإلا فلنتنابز بالألقاب والأسماء والمواقع والتاريخ والاتجاهات والآراء، والرؤى، علناً، مع سبق الاصرار، وحينها سيعرف الجميع من هم “المجزون” حقاً، ومن هم “اللاهثون” وراء الانانيات والشخصانيات المدعاة، واقعاً…
وهنا، فلنتبارز، ولمَ لا؟! ولكن باليراع النبيل وليس اللئيم، وحينها تتوازن المنازلة وتحلو، وتتجلى، وذلك ما نطمح إليه بكل صدق، بل وما نسعى إليه… وإلا، وخلاف ذلك، فلنتذكر كم كان للفاشية والنازية “أدباؤها” و”مفكروها” . وهكذا فللارهاب في العراق اليوم “مثقفون” و”أنصار” معروفون، وان كانوا ملثمين، وحسابهم
لابد أن يكون مثل حساب أسلافهم، في قاع الذل الأبديّ…
أخيراً، لقد تقصدنا أن يكون النشر موجزاً ومحدوداً متمثلين ببيت شعر عربي مدل: “كبرت عن المديح فقلت أهجو، كأنك ما كبرت عن الهجاء”… ولنا عودة إن تطلب الأمر ففي الجعبة والأرشيف ما يطفح بالوقائع والوثائق، ويدحض حقيقة الذين يحبون العلوّ، وإن كان ذلك على حساب كراماتهم، ويرجون الظهور بأية وسيلة جاءت، ومن أين وبأي ثمن…