السيمر / الأربعاء 20 . 01 . 2016
أحمد الحباسى / تونس
بعضهم يكره إيران ، هذا من حقه ، و بعضهم لا يحب الثورة الإيرانية ، هذا من حقه أيضا ، مع أن هؤلاء و هؤلاء يحبون إسرائيل و يمجدون “ديمقراطيتها” و يتغاضون عن جرائمها الدموية ضد الإنسان ، و مع ذلك نصر مرة أخرى أن هذا الأمر من حقهم ، لكن هناك في الإمارات شخص يدعى ضاحى خلفان ، نصبته الأقدار على رأس شرطة الإمارات مع أنه لم يفلح لا في تخفيض نسبة الدعارة و تجارة الرقيق الأبيض و لا في نسبة تعاطي الكحول و المخدرات و لا في القبض على هؤلاء الذين دخلوا الإمارات امنين و خرجوا منها امنين بعد أن قتلوا المناضل الفلسطيني محمود المبحوح منذ بعض الأشهر و ما تركوا للسيد مدير شرطة الإمارات إلا بعض صور كاميرات النزل التي كشفت هويتهم و ذلك من باب استهزاء الموساد بالسيد مدير شرطة الإمارات بجلالة قدره ، طبعا ، لا تزال الذاكرة تحتفظ للسيد مدير الشرطة بتلك التصريحات الجوفاء ضد الكيان الصهيوني مع أن الجميع على علم بالعلاقة الحميمة بين النظام و نظام التمييز العنصري الصهيوني في تل أبيب .
طلع علينا سيادة مدير شرطة الإمارات ، لا فض فوه ، بتصريح جلل لم يسبقه إليه أي من السياسيين المخضرمين في الخليج و لن يأتي مثله أي من الساسة في الغرب يقول بالنص ” أوباما من أصول …شيعية .. ” استفز التصريح أحدهم ليرد ” هذا معتوه إماراتي ” …بالطبع ما لا يعرفه الكثيرون في جزر الموز الخليجية أن قائد شرطة الإمارات متخصص في علم الأجناس و الطوائف و ما بينهما زيادة على تخصصه المعلوم في تاريخ الإخوان و خفايا الإخوان ما بينهما ، طبعا ، صديقنا المبجل قائد شرطة الإمارات لا يأتيه الباطل لا من خلفه و لا من أمامه و هو يصر إلحاحا كما يقول الفنان عادل إمام في المسرحية إياها على أن ” أوباما الذي يعود لأصول شيعية انتخب لتقريب وجهات النظر بين إبرام و أمريكا لإيقاف برنامج إيران النووي العسكري …نجحت الخطة …” طبعا هذا التصريح يستحق التصفيق و الهتاف … و من شانه أن يدخل إلى موسوعة الترجمة لاروس الفرنسي الشهير ( LAROUSSE ) .
منذ فترة كان الزعيم معمر القذافى من فرط شعوره بالفراغ يلتجئ إلى بعض المسامرات و فيها اكتشف الليبيون و العالم مدى ” اطلاع” القائد الليبي على مختلف العلوم و مدى تعلقه بالأدب العالمي و هو الذي كتب ” الكتاب الأخضر” الذي كان من أول ما تم استهدافه من الثوار الليبيين بعد سقوط العاصمة طرابلس ، هذا ” التبحر” قاد الرجل سنة 1989 إلى اكتشاف لم يسبقه إليه لا كريستوف كولومبس و لا ماركو بولو و لا ابن بطوطة …اكتشاف يقول أن الكاتب المسرحي البريطاني الكبير وليام شكسبير لا يعدو أن يكون إلا مواطنا عربيا باسم …. الشيخ زبير …هذا ما أثار حفيظة الناقد السوري المعروف كمال أبو ديب ليزعم بأغلظ الأيمان في كتابه ” تواشيح وليام شكسبير ” بأن هذا الشاعر البريطاني ليس إلا هو مواطنا سوري الأصل من بلدة سورية مجاورة لبلدة “صافيتا” السورية و اسمه الحقيقي …”الشيخ زبير” أيضا ، طبعا جاءت الثورة الليبية و بعدها ” الثورة” السورية القذرة لتضع حدا لهذه المناظرة التاريخية الشيقة.
يظهر أن السيد رئيس شرطة الإمارات و شارلوك هولمس دبي لا يريد أن يودع هذه الدنيا طال عمره إلا بعد أن يترك للمتابعين الشغوفين بأفلام أم . بى . سى بوليوود أو زى أفلام ما يستعيضون عنه عن هذه الأفلام المكررة على مدار اليوم ، و بما أن “الموضة” هذه الأيام هي التصويب على الشيعة ، في لبنان، في الإمارات ، في البحرين ، في السعودية ، فقد كان لزاما على هذا العقل المتخاذل المريض إلا أن يركب الموجة و يستعمل كل إسهال خياله ليتهم الرئيس الأمريكي بهذه “التهمة” الفظيعة التي ستقضى على تاريخه الملطخ بالدم و تجعل الكونغرس يسحب منه ما تبقى من فترته الرئاسية المملة و يحيله على المحاكمة بتهمة التشيع بدون إعلام و التخابر مع العدو الإيراني و لم لا إعادة النظر في الاتفاق النووي الموقع بين إيران و الإدارة الأمريكية برمته ، طبعا ، هناك من تحدث منذ فترة عن تخاريف قائد شرطة دبي ، عن الزهايمر و عن “أشياء أخرى” ، لكن أن تصل الحالة بالرجل إلى هذا الحد ، فالظاهر أن الرجل قد وصل إلى آخر الطريق …و هذه هي حال الدنيا ، اللهم لا شماتة .
بانوراما الشرق الاوسط