الرئيسية / مقالات / التحالف الوطني..الخيمة والأوتاد

التحالف الوطني..الخيمة والأوتاد

السيمر / الخميس 28 . 01 . 2016

سعد بطاح الزهيري

عام 2003 شهد تحول كبير في الساحة العراقية، تغيير خارطة العراق السياسية ،من حكم دكتاتوري إلى حكم برلماني ، وفق نظام انتخابي برلماني وهو نظام القائمة ،الذي طرحته وباركت به المرجعية المباركة .
المكون الأكبر في العراق هو المكون الشيعي ، حيث تم اتفاق الجميع على خوض الانتخابات بقائمة موحدة ،وهي الائتلاف العراقي الموحد ، لم يغيب عن أذهاننا هذا الاسم، حيث وجدنا فيه وحدة الكلمة و القيادة الناجحة ،كان يتزعم هذا المكون السيد عبد العزيز الحكيم (رحمه الله )، كان حقا قائدا ناجحا، صاحب تجربه ذات أهمية كبيرة ، وضع حجر الأساس لمكون غيب كثيرا، من الساحة والتمثيل السياسي .
الائتلاف العراقي الموحد ،كان يمثل الجميع ولم ترَ لكلمة التفرقة وجود ،بفضل قيادته وتوجيهات المرجعية التي أنارت لنا الطريق ، خاض دورته الأولى بوحدة الكلمة والقيادة الناجحة .
حب التسلط والانفراد بالسلطة ،دخل في نفوس بعض ساسة التحالف !، وهنا تم زرع بذرة الفرقة في الصف الشيعي ، و انقسم الائتلاف إلى ائتلافين شيعيين ، كان هم السيد عبد العزيز الحكيم، وهو على فراش الموت يوصي بوحدة الائتلاف، إلا أنه بات ما في قلوبهم بشق وحدة الأتلاف، وغاب دور القائد الموجه الذي كان حضوره بمثابة الأب الروحي للصف الشيعي.
خلفت بذرة شق الائتلاف إلى التستر على المفسدين ،و أولها التستر على فساد وزارة التجارة !، والحكم علية ومن ثم يخرج بكفاله ،ويهاجر بأموال الفقراء لينعم بعيشٍ رغيدٍ ، من هنا بدء الفساد تحت شعار ( سد لي وأسد لك ) ، وبعدها توالت صفقات الفساد ،وغاب الحساب .
ومن مخلفات شق الصف ومن هوان الدنيا ،أن يتم تشكيل الحكومة في اربيل !، والاتفاق على بنود مخفيه ليومنا هذا ، لغرض التمسك بكرسي الحكم ،و هنا أعطوا إشارة إلى ضعف المكون الأكبر ،وكانت رسالة واضحة للطرف الآخر .
عدم الرجوع إلى البرلمان وإلى صف الأئتلاف ،والتفرد بالسلطة وتشكيل مجالس الإسناد للحزب الحاكم ، و حكم الوكالة وخصوصا للوزارات الأمنيه ،خلق فجوة أمنية كبيرة لأنها بنيت على حساب خاطئ.
التطرف والتوحد بالقرار، وعدم الرجوع إلى الشركاء خلف لنا الكثير من التبعات ، فقدنا من خلالها أرواح بريئة و دماء زكية ، الشباب الذين فقدانهم بدم بارد شاهدهم الحي سبايكر ،الذين خلفوا فينا جرح دامي، موازنة 2014 التي لم نرى نورها إلى يومنا هذا ،الأزمة المالية والسياسية والأمنية ،التي نعيشها اليوم ماهي إلا نتاج سياسة خاطئه، انتهجها حب الكرسي والتسلط على حساب الآخرين .
نحتاج إلى وحدة الكلمة ، كما ونحن نفتقد إلى القيادة التي تلم الشمل ،وأن تعود خيمة الصف ، وأن نتوحد كما كنا في خيمة الائتلاف العراقي الموحد ،ندعوا الجميع من قادة التحالف بأن يختار قائدآ تتفق معه جميع الأطراف، وأن يكون الخيمة كما كان زعيم الائتلاف الشيعي سابقا، وأن يحاسب الفاسد والمقصر وإن يقدم إلى العدالة كوننا نمثل مكون يتبع نهج الولاية.

اترك تعليقاً