أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / مقتدى الولاءات في جمعة التظاهرات !

مقتدى الولاءات في جمعة التظاهرات !

السيمر / السبت 27 . 02 . 2016

عبد الصاحب الناصر

لم يفشل ، و لا لمرة واحدة ، ان يحيرني هذا المقتدى بمفاجئات لا اتمكن من تجاهلها. ليس لذكائه فهو عند اوطئه، و ليس لشطارته فهو بدونها احسن. مثلا ما حدث و صرح به يوم الجمعة. لنحلل هذه الفذلكة السخيفة على سذاجتها ,عند تجمع الصدريين و من يؤيدهم في ساحة التحرير بدافع النفاق والانتهازية. عن ” عندما يتبرأ من وزرائه “، و يكررها ،هكذا على رؤؤس الناس و في ساحة التحرير في هذا اليوم بالاخص.
“ يعني شنو ؟؟؟”
لقد اعطى “القائد الضرورة” شهادة واضحة لسوء ادراكه و قلة ذكائه وإطلاعه، خصوصا في السياسة و الادارة ، وحتى على مستوى الشارع !.لنحلل من الخلف ،
فإذا لم يكن هؤلاء الوزراء فاسدين فلماذا يتبرأ منهم و يتجاوز على صلاحيات رئيس الوزراء .و هل هؤلاء الوزراء كالقطيع يسير بهم و يدلل بهم متى شاء؟ اما إذا كانوا فاسدين فمنذ متى هم فاسدون، و لماذا اليوم فقط يتبرأ منهم؟ و هل كان كلهم فاسدين؟ اما اذا كان البعض منهم فاسد فقط ، فلماذا يتهم الآخرين ويتجنى عليهم؟ و اذا كان كلهم فاسدين، فهل فسدوا بين يوم و ليلة ، و صحى فحل “التوث” اليوم فقط من سباته فوجدهم فاسدين، ام ان فسادهم كان يتصاعد و يتعاظم مع الوقت. لماذا اذاً بقى يتغاضى عمن قد فسد منذ البداية، وهل كان ينوي جمع شملهم كفاسدين ليتبرأ منهم جميعا و بالجملة يعني مثل جرذ ابن العوجة، كلهم “فاسدون و ان لم يفسدوا !” فمن يا ترى سيتحمل تبعية فسادهم او فساد بعضهم حتى طفح الكيل عند مقتدى و تصورهم كرياضي كرة القدم يتبرأ منهم كما كان يسجنهم ابن الطاغية عدي. ،يعني كلهم رياضيون فاسدون مثل الكركري. لن استعمل اشارة الاستفهام لكي لا افسد حلاوة التسلسل في استمرارية التساؤل .
هناك احتمال واحد ، قد يكون ان من قدم هذا الاقتراح و نصحه به هم مستشاروه، قبل اقالتهم “ ضمن فسادهم “ .السبب في رأي المتواضع انه ، عندما سمع بالتحرك الاخير في خطب و محاضرة الطفل الاخر عمار يوم امس في المنتدى الثقافي “ كالرياضة“ حين يتسابق مع مقتدى ، فأمر وزراءه و قديم استقالاتهم ، و لكن اودعها عند البرلمان وليس عند رئيس الوزراء ، وهو تجاوز صارخ على صلاحياة و مكالنة العبادي كرئيس لمجلس الوزراء . فنتسائل ،يعني وزراء عمار في مجلس النواب ام في محلس الوزراء؟ هنا اكد المستشارون العظماء عند مقتدى ، انه لا بد لمقتدى ان يتخذ خطوة اكبر و اشمل و تتماشى مع ضخامة حجمه. فنصحوه ان يقوم او يقدم مفاجئة كبرى للمزايدة مع عمار وحتى مع العبادي لاحراجه ، ذلك بصعوده على المنصة ليخلع خاتمه عن بصيرة اصحابه . لكن هذا ”الكلاو” مفضوح من كليهما، من عمار و من مقتدى، فمن الطبيعي عند تشكيل اي وزارة جديدة في العالم و بالاخض لغرض الاصلاح (؟) التي يعد بها العبادي ، ستحل الوزارة و يقال الوزراء كلهم، (( اوتوماتيكيا)) .
يعني شنو حسبة هذه المنه السخيفة، ان لم تكن فذلكة فجة .
لكن هؤلاء، خلفاء و ابنا ء المرجعيات، تنقصهم الحنكة و الذكاء، فيقيسون الناس من خلال مستوى ادراكهم الواطئ و العياذ بالله.
لقد قدم مقتدى امس اشارة خطيرة لا يجوز السكوت عنها، و ربما بدون ادراك منه، لكن حسب شهواته الشخصية و مع شيطانية من نصحه، فقد تلبس و احتل مكانة المرجعية العليا بعد اعلانها ايقاف خطب صلاة الجمع في الصحن الحسيني الشريف .و اذا به يحتل مكانة المرجعية في الارشاد و القيادة. و سنرى تبعة هذه الخطوة الخطيرة . فكل غد لناضره قريب.
ملاحظة “مهمة “ اخرى. واضحة كوضوح الشمس. هو التواطؤ بين رجال مقتدى و مسؤولين في شبكة الاعلام العراقية. القناة العراقية ، بالإضافة الى بعض المسؤولين السياسيين وبرضاهم ، او طمعهم بمنصب صدري الى حين اقالتهم ، نرى التواطؤ من خلال الاستعدادات الواسعة و المكثفة ، و الكاميرات والصحفيين و المراسلين منذ الصباح الباكر، اضافة الى استعدادات رجال الأمن بهذه الصورة الواسعة. و القوات الامنية مازالت احوج لمقاتلة الدواعش. هنا ولد السؤال الاهم .
اذا لم يكن هذا فساد على شكل مؤامرة ، فما هو اذاً ؟ . و كيف نتوقع اصلاح من هكذا بشر يسري الجهل و الفساد في عروقهم. و السؤال يتضخم امام العبادي، ان كان لا يعلم !، انهم سيكتفونه و يضعون القيود عليه بحجة الاصلاح. كيف نتوقع اصلاح من بشر يتصرفون كرعاة غنم مع وزرائهم، ويسحبونهم او يقيلونهم او يسيروهم دون اي اعتبار لهؤلاء الاشخاص “ الوزراء”و بدون اي احترام لشخوصهم و اعتباراتهم ناهيك عن احترام ذكائهم . ؟
و كلمة لا بد منها. لقد صحى اليوم و انتبه السيد العبادي من تصرفات سيد مقطاطة ، فصرح بصوت عال (( الف مرحا له )) ينتقد سحب الوزراء بحجة التبرؤ منهم. و هذه دلالة مشجعة لعملية الاصلاح. و شكوك في جدية هؤلاء. و برز امامه تصور لا بد ان يفكر به ، ماذا لو تبرأ مقتدى غدا من مساندة العبادي؟ اين سنصل بالاصلاح ؟.
و هل سيتمكن العبادي من اقناع الأمريكان عند سماعه هكذا شعار و الهتاف بصوت مقتدى في ذلك التجمع، وهو يهتف: “ بغداد حره حره ، امريكا بره بره “. وهل سيطمع بمساعدات أخرى من دول العالم لمساندة الحرب على الارهاب؟؟؟ ام انه سيقول لهم و بلهجة عراقية شعبية: لا تهتمون ، يابه اغواتي ، تره هذا طفل يلوص و يخوط و يخربط .!
و لله في خلقه شؤون

اترك تعليقاً