السيمر / الأربعاء 03 . 02 . 2016
أ.د. علي الهيل / قطر
لعلّ عضو لجنة النزاهة بالبرلمان العراقي الذي ظهر على إحدى شاشات التلفزة العراقية و أعلن صراحةً أن الطبقة الحاكمة في المنطقة الخضراء هي من يدير الفساد. إعترف العضو أنه و غيره في لجنة النزاهة عادة ما يغلقون الملفات الخاصة بالفساد مقابل مليوني دولار و أنه هو شخصياًّ فعل ذلك و لا يجد غضاضة لأنه ضحك على الفاسد بن الفاسد (أتحفظ هنا على الصفات التي ذكرها) و أن العراقيين الجوعى لو يعرفون ما يجري من الطبقة الحاكمة في المنطقة الخضراء لَزحفوا عليها و أحرقوها. قال العضو في لجنة النزاهة إن الطبقة الحاكمة هي سبب دمار العراق و تجويع أطفاله و شعبه و أنهم جميعاً يسرقون في الحكومة و في البرلمان و أن القاضي الذي قد يحكم على أحدهم تقوم الطبقة الحاكمة باختطافه و قتله كما فعلوا مع الشاب العراقي في مظاهرات بغداد الدي كان يشجع المتظاهرين على التظاهر ضد الفساد. ذكر العضو في لجنة النزاهة أن في أوروبا شيء طبيعي أن يخرج الفتى مع صديقته أما في العراق فَإِنْ حدث مثل هذا فإن الفتاة تُقطع رقبتها دفاعاً عن الشرف الرفيع في حين أن الذي يسرق الملايين في العراق خلال وضح النهار شيء طبيعي و دليل على الرجولة و الفحولة و طول الشارب!!!
يذكرني هذا العضو بكلام صرح به على إحدى القنوات العراقية عالم شيعي عراقي بأن هؤلاء الذين يحكمون العراق لم يفعلوا شيئاً للشعب العراقي؛ فكل ما هو موجود في العراق من مدارس و مستشفيات و طرق تم بناؤها في عهد حكم صدام حسين، و أن هؤلاء فقط مشغولون بإثراء أنفسهم و إتخام جيوبهم.
الرئيس محمود عباس هو أيضاً لم يستحِ من دماء الشهداء الذين تعدمهم قوات حليفته “إسرائيل” و هو يقاومون الإحتلال بطعن المحتلين بالسكاكين و بدعاوى الطعن. كل ذلك يتم بالتنسيق الأمني بينه و بين حليفته “إسرائيل” و لا يخجل على دمه و يظهر كمل ظهر عضو لجنة النزاهة العراقي على التليفزيون و يدافع عن التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني بأنه في صالح الشعب الفلسطيني في وطن أنجب يحي عياش أسطورة المقاومة الإنسانية الحديثة كما جيفارا.
لا أدري، ربما أن المنطقة الخضراء بالعراق و مقاطعة محمود عباس في رام الله تشكلان رمزين لجرأة مؤسسة الحكم العربية على الشعب بأنها تسرق و بأنها سبب الدمار. لا أستبعد أن يظهر مسؤلون عرب آخرون من الخليج إلى المحيط و يأتون بما لم يأتِ به الأوائل من حديث عن أنهم يسرقون و ينهبون و بأنهم سبب الدمار و الهلاك و لْيذهب ما يسمى بالمواطنين إلى الجحيم – الذي حتماً سيكون أقل إيلاماً من جحيماتهم.
أستاذ جامعي و كاتب قطري
رأي اليوم