السيمر / الجمعة 12 . 02 . 2016
عبد الرضا الساعدي
قبل 37 عاما ، أي في العام 1979 ، تم إسقاط اعتى نظام ديكتاتوري وأقدم نظام ملكي في إيران ، حيث تفجرت ثورة شعبية تاريخية عظيمة بقيادة الإمام الراحل الخميني (قده ).. وتم من خلالها تأسيس أول جمهورية إسلامية في إيران .
ورغم أن نظام الشاه كان مدعوما بشكل مباشر من قبل الولايات المتحدة والغرب، وكانت علاقاته طيبة مع الكيان الصهيوني ، كان يعتقد أنه قوي وباقٍ في عرشه السلطوي رغم إرادة الشعب المستضعف الثائر ، وفي حساباته أن أمريكا والغرب عموما سيحميانه من أي بركان شعبي.
هذه الثورة كما يراها المفكرون وأصحاب الرأي والتجربة ، ‘‘ تحمل مجموعة من الخصائص والميزات التي تحتل في نظرية الثورات، مرتبة عليا في الظواهر السياسية والثورات الكبرى في العالم. وهي استطاعت أن تخطف الأضواء التي كانت مسلطة على الثورات الأخرى، كالثورة الروسية والثورة الفرنسية والثورة الأميركية وغيرها. ولعل قيمة انتصارها تكمن في البعد الفكري والقيادي والشعبي إضافة إلى _ وهو الأهم _ هو أن قيادة الثورة وبنفس الإرادة التي استطاعت بها أن تسقط أعتى الأنظمة الدكتاتورية في المنطقة تمكنت في القضاء على الفتن الداخلية والخارجية التي كانت تسعى لتشويه صورة الثورة وإفشالها،،.
لقد حاولت القوى العظمى في العالم وعلى رأسها أمريكا ، ومنذ اللحظة الأولى إسقاط هذه الثورة المباركة ، فقد استشعروا خطورتها وتأثيرها في المنطقة والعالم ، منذ انطلاقها ، فجنّدت عملاءها وأجهزة مخابراتها وكل إمكاناتها لهذا الهدف ، حتى وصل الأمر أن دفعت صدام المقبور إلى إشعال الحرب ضد الجمهورية الإيرانية ولم تزل فتية في أيامها الأولى ، ظنا منهم أنها الفرصة المواتية للإيقاع بهذا الإنجاز العظيم ، إنجاز الثورة والشعب ، ولكنهم فشلوا أيضا.. واستمرت الجمهورية الإسلامية بعد الحرب بالبناء وتعزيز القدرات والتطور باتجاه الرخاء ، رغم الحصار الغربي الأمريكي الذي توافق مع أهداف إسرائيل والصهيونية العالمية في المنطقة .
ورغم التحديات وصعوباتها ، تتضح عظمة هذه الثورة ونتائجها اليوم بقيادة الإمام الخامنئي ، من خلال هذا الزخم الكبير المتواصل في النمو والتطور على شتى المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية والحفاظ على القيم والمبادئ والأهداف التي انطلقت من أجلها الثورة ووفق المنهج الإسلامي والسياسي الذي يراعي القضايا الداخلية والخارجية ، حيث وقفت جمهورية إيران الإسلامية ومازالت ، وقفات مشرفة بجانب قضايا فلسطين وقضايا التحرر في المنطقة والعالم ، وجعلت من محور المقاومة ضد العدو الصهيوني منهجا ثابتا ، تعزيزا للأمل بعودة حقوقنا المغتصبة ، كما وقفت ضد الإرهاب وعلى رأسه داعش ، وساندت ودعمت العراق وسوريا في حربهما العادلة والمصيرية ضد أبشع مخلوقات الأرض الإجرامية (داعش) ومن يقف معها.
كما حققت انجازات سياسية واقتصادية كبيرة على مدى مسيرتها الحافلة وكان آخرها الاتفاق النووي مع مجموعة الدول الكبرى أو ما يعرف ب ( 5+1) والذي اعتبره المختصون والخبراء في هذا الشأن ، واحدا من أهم الإنجازات التي من خلالها حافظت على قدراتها التقنية والفنية في هذا المجال مع الانفتاح في العلاقات التجارية والاقتصادية والدبلوماسية التي ستفتح الآفاق واسعة على مستقبل البلد والشعب ، ويمنح المنطقة والعالم أيضا توازنا واستقرارا وطمأنينة باتجاه السلام العادل.