السيمر / الثلاثاء 16 . 02 . 2016
غسان يوسف / سوريا
يقول مندوب سورية الدائم بشار الجعفري رداً على تهديد المندوب السعودي عبد الله المعلمي بعاصفة حزم ضد سورية “فلترنا السعودية ماذا تستطيع أن تفعل ضد بلادي”؟!
التصريحات السعودية المتكررة والتي تؤكد استعداد الرياض للتدخل برياً في سورية، تذكرنا برد الجعفري على المعلمي خلال إحدى جلسات مجلس الأمن وتهديده بقطع اليد التي ستمتد إلى سورية، وهو ما أكده وزير الخارجية السوري وليد المعلم رداً على التهديد السعودي بتدخل بري من أن أي عدوان على سورية سيكون نتيجته عودة جنودها بتوابيت خشبية.
السُّعار السعودي مضافاً إليه الجنون التركي يدل على أن من أشعل النار في سورية يخاف من إطفائها قبل أن تكمل حرق سورية بأكملها! وإلا فكيف نفسر جنونهم لما تتعرض له المجموعات الإرهابية من تراجع وتقهقر على يد الجيش السوري.
المعلومات تقول: إن المناورات العسكرية السعودية المسماة “رعد الشمال” التي انطلقت في شمال السعودية في التاسع من شباط الحالي تعتبر الأكبر في تاريخ الشرق الأوسط.. ما هي إلا (بروفة) للدخول إلى سورية عبر الأردن.
فتعداد القوات المشاركة في التدريبات التي تستمر 18 يوماً يقدر بأكثر من 150 ألف عنصر من مصر والأردن والسودان والإمارات واليمن وباكستان إضافة إلى السعودية، إلى جانب 300 طائرة ومئات الدبابات والقطع البحرية، مع استخدام السعوديين أحدث الأسلحة بما فيها “التايفون” و”الأباتشي” و”الأواكس” والمدرعات الفرنسية والبريطانية الحديثة.
ويرى مراقبون أن المناورات السعودية تحمل عدة رسائل.. أولها للإدارة الأمريكية التي تتهمها السعودية بخذلان المنظمات الإرهابية في سورية والتي يطلقون عليها زوراً (المعارضة المعتدلة).
الرسالة الثانية، لدول المنطقة إيران وسورية والعراق وهي أن السعودية دولة ذات قوة حتى لو كانت تخوض حرباً في اليمن وتتعرض ميزانيتها لخسارات يومية بسبب تراجع أسعار النفط.
السؤال الآن: هل ستقوم السعودية بتدخل بري في سورية؟ وإذا قامت بهذا التدخل، فهل سيكون بعيداً عن التعاون مع الولايات المتحدة؟
البعض يقول: إن الولايات المتحدة ستعمد إلى توريط السعودية أكثر في البراري السورية كما ورطتها في اليمن، وهنا نعود إلى كلام الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح من أن الولايات المتحدة لن توقف الحرب السعودية على اليمن ما دام هناك نقطة بترول واحدة في أراضي المملكة!
يقول المثل الشعبي: “ربّ ضارة نافعة”، وهنا نرى أن الرعونة السعودية ستكون مفيدة لأن مغامراتها سترتد عليها لسببين.. الأول: إن السعودية لم تخض الكثير من الحروب في تاريخها وبالتالي ستشهد انهياراً سريعاً لجيشها أمام الجيش السوري.
والثاني أن السعودية ستتفاجأ بأن أغلب جنودها يحملون الفكر الوهابي المتطرف ما يجعلهم أقرب إلى الفكر الداعشي وبالتالي سيسارعون للانضمام إلى (الدولة الإسلامية) لا (السعودية) وترك الجيش السعودي كونه يمثل أسرة لا خلافة! وهنا نصل إلى المثل العربي القائل: “وعلى نفسها جنت براقش”!