الرئيسية / ثقافة وادب / زهيـــــــر عمــــــران

زهيـــــــر عمــــــران

السيمر / الخميس 18 . 02 . 2016

هاتف بشبوش

اليك/ قائدا شيوعياً ، وطالباً ، وصديقا/ يوم الشهيد الشيوعي العراقي

أتذكرُ جيداً……
رومانسيتكْ…..
وأنتَ فوق صهوةِ السايكلْ
تعرّجُ علينا في المقهى الشاطئيّ
كي تجعلَ أحلامنا ، سحراً دائماً
كان ضياؤكَ المتدفقِ في الشوارعِ والمدارسِ
كأنهُ (ستندال ) بحماسهِ الشكسبيري ، ضدّ راستين
أشهدُ الآنَ….
عن ذلكَ الزمنِ اللذيذِ
أنكَ كنتَ حالة الأحاسيسِ ، التي يُشارُ لها بالعينِ ، وبالشعرِ
بالنضالِ والتصدي ، بحب ليلى وخنسا، وأمِّ غوركي
وبّكل ماينبعثُ من القلبِ للقلبْ
حالة ُ الأحاسيسِ ، التي أطّرها ( تيم بلانينغ)
وإرجوحتهِ البهّيةِ في التحوّل
بين مركزي ، الدينِ والإنسانيةِ
حتى أصبحتَ الصوتَ والظلّ الشيوعيّ بيننا
والثورةَ ضدّ مَنْ يمدحُ قتلنا
ضد السكّين الطائفيّ ، والمسدّس النازي
ضد مّن جاء بالظلامِ للبارات ِوالشوارعْ
……………….
………………….
أتذكرُ جيداً
في ذلكَ الزمنِ القمحيّ الأصيلِ
كأنكَ لم تكن تريدُ المزيدَ من الأيامِ
فأعددتَ نفسكَ كي تغادرنا
وهبتَ كل مافي الوصالِ النفيسِ
الى الترابِ المنثورِ بين النضالِ والحروبِ .
وفي بلاطِ الشوارعِ المتراميةِ ، صوبَ البساتين
تعلّمتَ …. كيف تصيرُ التلاميذُ وطنُاً يتغنّى
بالوفاءِ لفلاّحيهِ وعامليهْ!!!
تعلمتَ …..كيف تطالعُ التلاميذ ُفي الكوتْ
الى ثنياتِ القادم ، من السماوة َبالسرّ وبالحقيقةِ
التي بقيتْ ، تجالدُ في ساحاتِ الخرابِ حتى اليومْ
……….
……..
أتذكرُ جيداً
كنتُ بمعّيةِ الشهيدِ الشيوعي (كاظم وروار) ، والشهيدِ (جمال وناس)
عند ناصيةِ أبي الستين
ذلك الشارع البوهيمي بعشاقهِ
الذين مرّواوسجلوا ، بطاقاتهم الكونية في الإنتماء.
أتذكرُ جيداً…
وأنتَ تحدثنا ، عن العنفِ الثوري
وكيفَ كان بعيداً ، عن شرفتكَ الواعدةِ
حينها كان الحزبُ بلاداً
كان الحزبُ جداراَ
ميلاداً
تراثاً
حِواراً
ضياءاً
ياسميناً
كان الحزبُ عناقاً في اللحظةِ الراكعة .
فأيقنتَ أنّ الراهبَ الكاثوليكي
هو منْ شدّ وثاقكَ العنيدِ هذا
لكنّ الوقتَ العصيبَ ، جعلَ منك أنصارياً
تلميذاً لدى كزانتزاكيس ، ومسيحهِ المصلوبْ
حتى ترى يومَ الدينونةِ فوقَ الأرضِ هذيْ
لا…… لا……..في أباطيلِ القيــامْ
…………………….
……………………
أعرفُ جيداً
إننا اليومَ بعيدونَ عنكْ
لكنّ سراجَ قبرِكْ …
هو دليلنا الى رقودِكَ الجميلِ
الى أحلامكَ الطائرة
الى موتكَ الوسيمِ على منجلٍ ، من نبيذِ كرومنا الأحمرِ
الذي تطايرَ في عمقِ السحابْ .
أوَتعرفُ يارفيق ……
إنّ الدينَ تسيّسّ وأصبح فاشياً
وإنّ بعضّ ماتعرفهم ، صاروا ناسكينَ اليومَ
بإسمِ الخرافةِ والأساطير
والبعضّ الآخرِ…. بإنتظارِ عودةِ ظلّكَ اليساريّ .
فوا أسفي على زمانكَ الشجيّ الخالصِ للحرية ِ
بلاتصوفٍ ، بلاتقليدٍ يزحفُ آلافَ الأميالْ
إنها مشاعية ُ آخر زمانْ .
فنمْ يارفيقي ، كي لاترى إغتصابّ الشرفِ العراقي
في مقاصف ِالتجّارِ بالصلواتَ على النبي وآل بيته
نم …..
كي لاتموتَ مجاناً كما يموتَ الأغبياءُ
فلاشئ يخرجُ من مرايا الطقوس ِالوثنيةِ
ولا من الدورانِ حول الذهبِ المرصّعِ
في قبورِ ولاتنا
نم ياشقيّ
فاليومَ مجاميعنا قصبْ
وفي كلّ جامعٍ وقمّةٍ ، يَكذِبُ العربْ.
نم فجراً يارفيقي :
كي لاترى خيانةَ الشعراءِ في المديحْ
ونمْ ظهراَ : كي تأخذَ القيلولةَ بالنيابةِ عنا
ونم عصراً : فكلنا ماضونَ في النهايةِ
لكنكَ الوحيد الذي بيننا ، كما البحرِ السادرِ في الغروبْ.
ونم ليلاً: كي ترى قوافلَ الشهداءِ وهم يحلمون بالصغارْ
أولئك الصغار الذين يفترشون أماكننا تحتَ فيَء دبابةٍ
أو على مقربةٍ ، من ركامِ جيشٍ قد رحلْ .
فنم أخيراً … بردائكَ الأبيضْ
فاليومَ…. أينما وليتَ ظهركَ
كلّ شئٍ قابلُّ للطعنِ والإنكسارْ
حتى الجريمةُ صارتْ ، إبداعاً وكمالاً وشعرا
بينما أنتَ….
كنتَ تهجو النوّابَ وعزيزَ الحاج
لالشئ….
غيرَ إنهم أرادوها عنفاً ثورياً ، يطيحُ بالجريمةِ والطغاة
فحسبناهم في ذلك الوقتِ الذهبي
بعيدينَ عن السراجِ اللينيني في التعايشِ والسلام
……………….
……………….
اليومَ ……وأنا أشربُ الكحولَ الدنماركي
أشربهُ بجرعتهِ الخاطفةِ
فأشعرُ أنّ الكأسَ الأولَ ، يذهبُ مباشرةَ الى الدماغِ
دون المرورِ بأمعائيّ الخاويةِ
فأتصيّدُ في الإفق السكرانِ بعضاً من شجاعتكْ.
أتصيّدُ الترنحَ المخمورَ ليسنين الروسيّ ، في مَقصفٍ
لم تدخلهُ نساؤنا المبرقعاتِ بالحجابِ وبالخديعةْ
أتخيّلُ وانا تحتَ الأضواءِ القزحيّةِ
الوانً السوتيانِ المخفي ، وكلّ مايجذبني خلفهُ
أو تحتهُ من أشقرِ البطون وأصفرِها .
فأجدُ نفسي ياشهيدنا ، مخيالاً ماهراً
لكنني لستُ على غرارِ مَنْ يتصيدُ
في الدماءَ العكرةِ ، عن فصيلةِ دمٍ طاهرةٍ
كي يسترَ فيها حقبتهُ الملطخةِ ، بين شهوتينْ
………………
………………
أتذكرُ جيداً
كيف جاءنا الخبرُ الحزينُ
حين ترجّلتَ من الحياةِ ، وركبتَ المدى نيابةً عنا
ولذا سيندافُ جزاءَ الربِ اليكَ بالورقِ الصقيلِ
وبالتلفازِ ، وعلى الهواءِ
وعلى لسانِ الرواةِ تسلسلاً
وعلى فرسِ الندامى حينَ ينداحُ خيالُهم
صوبَ البكاءِ على الشهداءِ ، ومَنْ رحَلوا عنوة ً
………..
…………
أتذكرُ جيداً
وأنا انظرُ خلفَ أوراقَ العمرِ
كيف قالوا بأنّ العصافيرَ ، عند الجبالِ الشماليةِ
قد أدّت صلاتها ، على معصميكَ الداميينْ
وها نحنُ كم سنة ُّتمرّ على الرحيلْ
نحصدُ الأسى المثمرَ ، ونرشُ على بقاياكَ طيورَ البرقِ
كي نشعرَ أننا كنا ، وانتَ كنتْ
نشعرُ إننا نريدُ أنْ نرى الدينونة َ
مثلما كنتّ تريدْ……
أنْ نراها هنا في الأرضِ…في الأرضْ
لا…….. في أباطيلِ القيامْ
لا………. في أباطيلِ القيام ْ

اترك تعليقاً