الرئيسية / مقالات / ندوة : تازة خورماتو هيروشيما العراق

ندوة : تازة خورماتو هيروشيما العراق

السيمر / الأربعاء 30 . 03 . 2016

د . حسين ابو سعود

تحت شعار (تازه خورماتو هيروشيما العراق) أقامت رابطة الشباب المسلم في بريطانيا بالتعاون مع منظمة حقوق تركمان العراق ندوة مساء يوم الأحد 27 مارس 2016م وذلك على قاعة دار الاسلام في العاصمة البريطانية لندن.
وقد أقيمت الندوة برعاية سعادة سفير جمهورية العراق في لندن الدكتور صالح التميمي الذي ألقى كلمة قيمة جاء فيها: يواجه العراق منذ حزيران عام 2014م هجمة شرسة من كيان داعش الارهابي، هددت وحدة أراضيه وسيادته عليها وهجرت الملايين من أبنائه. لقد استخدم كيان داعش الارهابي شتى انواع القتل والتعذيب بحق المدنيين الأبرياء العراقيين، وقد رأى العالم أبشع الصور التي تتنافى وتعاليم الأديان السماوية. مضيفاً: لقد أكَّد الخبراء الألمان والأوربيين الذين أخذوا عينات من الصواريخ التي أطلقها كيان داعش الارهابي على ناحية تازة خورماتو بأنها كانت محملة بمزيج من غاز الخردل والكلور، حيث عانى سكان ناحية تازة خورماتو من جرائها الحروق الجلدية وحروق في العين والبلعوم والجفاف. لقد كان الأطفال وهم الأقل قدرة على تحمل هذه العوارض ضحايا هذه الهجمة البشعة من كيان داعش الارهابي. وأضاف: إنَّ الاعتداء الأخير والهجوم على الناس الأبرياء في بروكسل والذي تزامن مع الإعتداء الإجرامي على مجموعة من الشباب الأبرياء في ملعب شعبي لكرة القدم في محافظة بابل في العراق يدلِّل على أن الهجمة البربرية لكيان داعش اتجاه كل العالم بمختلف (قومياتهم وأصولهم ودياناتهم. واختتم حديثه بقوله: ونحن على اعتقاد ويقين من أن الجرائم في تازة خورماتو وبروكسل وبابل هي جرائم ضد الانسانية، وتثبت أن داعش هو العدو المشترك لنا جميعاً، وعلينا مواجهته بكتلة وجبهة موحدة وصلبة رغم شعورنا بالحزن لهذه الضحايا البريئة ومشاركتنا الوجدانية لعوائلهم الكريمة. في حين دفع العراق ضريبة كبيرة جراء تمسكه بتعدد نسيجه الاجتماعي والتعايش السلمي بينهم وتمسكه بوحدة أراضيه ورفضه كل أشكال التقسيم، وهو حارب كيان داعش بجهود أبنائه الأبطال من الجيش والمتطوعين والبيشمركة والعشائر نيابة عن دول المنطقة والعالم، لذا يتطلع العراق الى تضامن إقليمي ودولي معه في جهوده لتحقيق الاستقرار الذي سيسمح بعودة العوائل المهجرة داخل العراق وخارجه الى مدنها وأراضيها).
ثم ألقى الاستاذ محمد سركال مقرر حقوق الأقليات في منظمة حقوق الإنسان الدولية التابعة للأمم المتحدة كلمة مؤسسة إنقاذ التركمان كلمة باللغة الإنجليزية والتي خاطبت بها الاتحاد الأوربي ومنظمة الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الاسلامي وجامعة الدول العربية والى أصحاب القرار بكتابها المرقم العدد: 166 والمؤرخة بـ28/3/2016م ، ومما جاء فيه:
باتت الجرائم ضد الانسانية كثيرة وذلك لشدة التعتيم على مرتكبيها والمنع من إظهار وقائعها، وما يشهده الواقع المأساوي للمواطنين العراقيين الأبرياء وتعرضهم لأكثر من أسبوعين ومنذ 8/3/2016م في ناحية “تازة خورماتو” التركمانية الواقعة جنوبي كركوك الى قصف يومي بالمواد السامة والأسلحة الكيمياوية من قبل مجاميع داعش الارهابية المتواجدة في قرية بشير التركمانية المحتلة أيضا (والتي شهدت هي الأخرى مجزرة ضد التركمان في حزيران 2014م حيث قامت هذه العصابات آنذاك بقتل واغتصاب وحرق جثث النساء وتعليقها على أعمدة الكهرباء).
مؤكداً: إن ما يحصل هو تهديد لحياة أكثر من ثلاثين الف عراقي تركماني من أهالي الناحية الذين هم تحت النيران وأمام تهجير جديد من منازلهم، ومن المحزن أن الحكومة العراقية لحد الآن لم تحرك ساكناً أو تضع حلاً لمأساة أهالي الناحية بالرغم من مطالبة النواب التركمان ومناشدتهم للحكومة بالاسراع بتحرير قرية البشير منذ أول ايام احتلالها، لكنهم لم يجدوا أذاناً صاغية باهتمام الحكومة بهذا الموضوع الخطير متجاهلين ما يحصل وما النتيجة التي ستؤدي بها، حيث وصل عدد الوفيات نتيجة هذا القصف الى ثلاثة أشخاص فيهم طفلتين وإمرأة بالاضافة الى التزايد اليومي للمصابين حيث تجاوز العدد الحقيقي 2600 حالة مصابة بدرجات متفاوتة من مشاكل في العينين والجلد والصدر وأمور أخرى، بالاضافة فان المنطقة شهدت 10 حالات ولادة أطفال مشوهين وميتين ورائحة الغاز متواجدة لحد هذه اللحظة في المدينة مع عدم وجود جهود تطهير للمدينة حقيقية، علماً ان نتيجة فحص دائرة الدفاع المدني في كركوك وجامعة كركوك أثبتت أن الغاز المستخدم هو خليط غاز (الخردل والكلور).
مستنكراً للموقف الحكومي، ومناشدا بارسال فريق متخصص في الأسلحة الكيمياوية وفريق طبي دولي لمعالجة الاصابات الناتجة عن هذه الأسلحة وإصدار قرار لعتبار ما حصل في ناحية تازة خورماتو واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً جريمة إبادة جماعية وإحالة عصابات داعش للمحكمة الجنائية الدولية.
مطالباً اللجنة الدولية بالتحقيق مع الدول التي زودت عصابات داعش بالأسلحة الكيميائية وتسمية الدول الممولة ومعاقبتهم. مضيفاً مطالبته بتوضيح موقف هذه المنظمات وهل سيستمر الموقف المتفرج من كل هذه الجرائم وعدم الأخذ بالمسؤولية المناطة بهم لحفظ أرواح المواطنين والاعتبار لقدسية البشر في الكتب السماوية جمعاء.
وأعاد الأستاذ سركال في الندوة القاء كلمة العراق التي سبق وألقاها مندوب العراق في منظمة حقوق الإنسان للأمم المتحدة في جنيف بعد الجريمة النكراء التي وقعت في ناحية تازة خورماتو، والذي لم تتطرق كلمة العراق الى الجريمة التي وقعت على أهالي ناحية تازة خورماتو لا من قريب ولا من بعيد بشكل خاص، ولا الى المأساة التي يعيشها التركمان في العراق بصورة عامة. وكانت التفاتة ذكية من قبل الأستاذ محمد سركال على إعادة قراءة تلك الكلمة، وأظهر تأسفه الشديد من عدم الشعور بالمسؤولية للمؤسسة العراقية الرسمية لحقوق التركمان ومظلوميتهم والذين يعدّون مكوناً اساسياً من مكونات الشعب العراقي.
وتحدث الإعلامي اللبناني الأستاذ جعفر الأحمر حول تطور الفكر الإرهابي وعن انتشار الحركات والتنظيمات الإرهابية في البلاد الإسلامية والعالم أجمع.
ثم تحدث المحلل السياسي والاعلامي المعروف باسم العوادي في كلمته عن تطور استخدام الإرهابيين الأسلحة الكيماوية بدءا من ضرب الغوطة قرب دمشق سنة 2013م من قبل جبهة النصرة المدعومة من تركيا وقطر وانتهاء بناحية تازة خورماتو التي تم قصفها من قبل داعش المدعوم فكريا وسياسيا ولوجيستي من دول معروفة. وتطرق إلى مظلومية التركمان ووقوفه إلى جانبهم في مأساتهم والتي هي ماساة كل الشعب العراقي.
ثم ألقى السياسي العراقي حميد الكفائي كلمة دعا فيها الجميع الى التكاتف لمواجهة عصابات داعش الإرهابية الذين وصفهم بأنهم قوة شريرة لا تعرف سوى القتل والتدمير ولكنهم ضعفاء لأنهم يقتلون النساء والأطفال وقال بان هناك خلايا نائمة في الدول الغربية ويجب علينا باعتبارنا مهددين ان نسعى ان نجدهم ونجد من يحفزهم والإبلاغ عنهم .
وكانت للكرد الفيلية مشاركة بالمناسبة حيث ألقى سماحة الشيخ زكي الفيلي رئيس مؤسسة الكرد الفيلية في لندن كلمة ندد فيها بالقصف الاجرامي الذي قامت به عصابات داعش الإرهابية ضد اهالي مدينة تارة وطالب بالرد القوي والسريع على هذا الاعتداء الاثم
هذا وأدار الندوة الاستاذ جواد الخالصي الذي أعطى الكلمة في النهاية لابن مدينة تارة المنكوبة الدكتور عباس الإمامي “رئيس منظمة حقوق الانسان لتركمان العرق في بريطانيا” الذي أنهى الندوة بكلمة ختامية مظهراً تأسفه الشديد على عدم تعرض الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة في حديثه أمام مجلس النواب العراقي عن الجريمة التي تعرض لها أهالي ناحية تازة خورماتو بقصفها بأسلحة سامة من قبل تنظيم داعش. وأعلن أن أهالي ناحية تازة يعيشون بحالة مأساوية بكل معنى الكلمة. مظهراً عدد الضحايا التي وقعت جراء الحادث الاجرامي ووقعت اكثر من 2800 ألفين وثمانمائة اصابة بمختلف حالتها، وتم نقل عشرات المصابين بحالات خطرة الى خارج العراق للمعالجة، في وقت وقع عدد من الشهداء من الأطفال والنساء. شاكراً الحاضرين مشاركتهم في مواساة الشعب التركمان الذي أراد إيصال صوت مظلوميته للعالم. خاتماً حديثه بالشكر المتواصل للحضور الكرام على تجشمهم عناء الحضور ودعمهم لمظلومية التركمان في العراق وخصوصاً أهالي ناحية تازة خورماتوا لما تمر عليهم من حالة مأساوية وجريمة الإبادة الجماعية من قبل كيان داعش الارهابي.

اترك تعليقاً