السيمر / الأربعاء 30 . 03 . 2016
عبد الصاحب الناصر
أجل، هل جاء ليصلح الدنيا ؟ ام ليشل الوضع المشلول اصلا !
و اقول للسيد العبادي
ان مفهوم و فحوا الحقيقة الموضوعية تتلاشى في العالم ، الا الاكاذيب فانها تدخل التاريخ.
عجيب غريب وضع هذا البلد، العراق! بلد التناقضات، يحمل في جنباته اعجب العجائب و الغرائب. و اول بشائر “اصلاح العبادي”هو سيطرة فخري كريم وصحيفته “المدى” على قناة العراقية الاخبارية. كتبنا عن ذلك في حينها عندما افرد العبادي مقابلة خاصة مع خادم الانكليز في الحبانية فخري كريم. اليوم و في برنامج “مانشيت” ليوم الثلاثاء 29 اذار احتلت صحيفة المدى اكثر من ستين بالمائة من وقت البرنامج (ساعة واحدة)، و تلتها صحيفة الزمان لسعد البزاز (يا سبحان الله)، وربما تليها بعد أيام مقابلة مع عون الخشلوك صاحب قناة البغدادية. كتبت محذراً من شيطانية هذا المفتري السارق فخري كريم في يوم تمت تلك المقابلة منفردا مع العبادي في بداية تسنمه السلطة بعد الانقلاب على الديمقراطية في العراق .
الاحداث الاخيرة تدير رؤوس الناس في كل الاتجاهات الا في الاتجاه الصحيح .
مثلا، يتعاون اليوم الحزب الشيوعي الذي اعترف مؤخرا بأنه يدبر و يسيِّر التيار الديمقراطي و التظاهرات، وأخيراً اتفق حتى مع الجاهل مقتدى الصدر في مشروع تظاهرات مستمرة، و توحدت الشعارات. من منكم يتذكر هتاف( جذاب جذاب، المالكي جذاب)؟ واليوم و امام خيمة مقتدى صاغ نفس ذلك الهتاف الذي اتفقوا عليه( قلع، قلع، للعبادي، و كلكم حرامية)، علماً بأن التيار الصدري له حصة الأسد في الحكومة والبرلمان. كما لم يخفي السيد حميد مجيد موسى مؤخرا في مقابلة مع قناة ”آسيا” انهم ساندوا إعتصامات الأنبار اياها!. لا يخفون ذلك حتى بعد افتضاح امر تلك التظاهرات والاعتصامات التي اعترف الدواعش بقيادتها، كتمهيد لاحتلال محافظة الانبار. .
يصر الكرد على ابقاء وزرائهم بحجة وحدة العراق، بينما هم مختلفون فيما بينهم منذ اكثر من عام و رئيس اقليمهم يمنع رئيس مجلس نواب الاقليم والأعضاء من الوصل الى مجلس البرلمان في اربيل. يجتمع “الدون” علاوي مع العبادي و يخرجا كالعادة ببيان “ التفاهم “. و في الحقيقة ان الدون علاوي جاء ينتفد خروج عبد المهدي شركاء سرقة ال 17٪ . بينما مازالت كتلة علاوي مع ال الحكيم مازالوا يطالبون بتغيير رئيس” مجلس “ الوزراء نفسه. اما قائد الانقلاب”ذاك “ الدكتور الفقيه الجعفري فيرفض التنازل عن بغلته و عن منصبه و عن دولته و عن رئاسة الائتلاف الوطني. وعندما يجتمع دكتور الهندسة العلمية العبادي، صاحب مشروع التغيير و الاصلاح، ويحيط به مقتدى والطفل المدلل عمار ليزيده علما و تنويرا، ويرشحون اعادة تنصيب وزير الشباب والرياضة ذو الشهادة المتوسطة، و كلنا نرى مدى انحطاط مستوى الكرة و الرياضة في العراق .
يقود طفل جاهل لا يحمل اية شهادة ، الجماهير و التظاهرات يطالب بحكومة تكنوقراط و يحتل ابواب المنطقة الخضراء و يهدد (( المتظاهرين )) نعم (( يهددهم المتظاهرين انفسهم)) ان لم يتبعوا ارشاداته و تعليماته( الديمقراطية جدا)، و كما يفهمها هذا الجاهل، فهم إذاً ليسوا من انصاره و سوف يُحتجزون في ملعب الشعب .
تذكرت و الالم يعتصر كل كياني و فكري و حتى صحتي، قصة مزرعة الحيوانات للكاتب الإنكليزي الشهير جورج اورول .Animal farm , George Orwell
حين اصبح الكل يجر ويعر و يطالب بالإصلاح كما يفهمها و عندما تأتي لصالحه فقط، ولصالج حزبه ولصالح عائلته و جلاوزته، حتى اصبحت القضية ماسخة و زفرة، فانكشفت اللعبة وصعدت جيفتها و رائحتها الزنخة، وعفونة حامليها و الناطقين بها مع المهددين باحتالال المنطقة الخضراء . لكن خلال تلك الاعتصامات حدثت تفجيران، الاول في ملعب الاسكندرية ، و اليوم الثاني في ساحة الطيران .
عن اي اصلاح نتكلم و اكثر من 70٪ من موظفي الحكومة مرتشين و فاسدين ، من اصغرهم الى اكبرهم. لكن الحقيقة التي مازال اكثرنا يتذكرها ان العبادي جاء بانقلاب على نتائج الانتخابات، وسكتنا على مضض املين التغير. لكنه سار بنفس حكومة الشراكة و المحاصصة و السرقات، مع ذلك نراه يصرح من جهة اخرى و في البرلمان على انها حكومة منسجمة؟ وتناسى في تلك اللحظة انه هو من يطالب باستبدالها، و المجيء بحكومة تكنوقراط مستقلة، ثم يتناسى من جديد و يدعى بانه مكتوف الايدي، و عندما جاء بلعبة جديدة سميت بـ“مشروع الاصلاحات“،ولكنها اخرجت بشكل غير جديد هو (المحاصصة)، بعد طلاء وجهها المسخ وغسيل قذارته جيدا ، اخرجت على انه يصر وراء حكمة “ تكنوقراط ” طبعا مع اصلاح شامل للوضع الاداري العراقي. مضت اكثر من ثلاثة اشهر و العراق يدور في دوامة جديدة اضيفت لسابقاتها. في وقت تدور رحى الحرب بشراسة مع داعش و السلفية الوهابية و حواضنها من البعث العفن .
فانقلبت على العبادي القضية و اصبح مجلس النواب هو من يحدد الوقت لإعلان تشكيل الحكومة بدليل أنهم من اعطوه مهلة الي يوم الخميس 31/03 اي انهم يتسابقون من يهدد من؟ و اليوم قدم النابغة الشيطاني “عمار لاعبه” قدم مقترحه لحل لزمة العراق متكون من تسعة نقفاط، ابتدئها بعبقريته ،هكذا ( للسيد رئيس الوزراء ان يطلبتغير جزء من كابينته الوزارية من دون ان يبيت الاسباب ،وان يطالب من نت القوى السياسية ترشيح بدلاء ضمن مواصفات التكنوقراط،التي يحددها رئيس مجلس الوزراء ) ، الا يبين هنا ان العبادي داخ بين دوامة صنعها هو لنفسه و دوامات انصبت عليه ، كان من المفروض ان يفهمها وهي طائرة قبل ان يشغل الشعب بمشاغل هم اغنى عنها !.
بينما يبقى تهديد العبادي الاول (غير الواعي لما يدور حوله) يتسابق مع تهديد مقتدى كركري. فأية حالة هذه لما يدور في هذا البلد و الشعب المغلوب على امره و الذي يحاور ربه مستجيراً ليخلصه من كل هؤلاء الطفيليين .
تشبيه لوضع السياسيين العراقيين عن كتاب مزرعة الحيوانات
1 –
شعاره، و ما يحس به حيدر العبادي اليوم .
“His answer to every problem, every setback was “I will work harder!” —which he had adopted as his
personal motto.
George Orwell
جوابه مع كل مشكلة و مع كل انتكاسة .ساعمل و اجتهد اكثر، فاتخذ هذا كشعار له .
2 –
شعاره اكثرية السياسيين في مجلس النواب العراقي: كل الناس متساوون ، لكن بعض الناس اكثر مساوات من غيرهم
All animals are equal, but some animals are more equal than others.
Read more at: http://www.brainyquote.com/quotes/authors/g/george_orwell.html― George Orwell
3 –
شعارمقتدى كركري و ربما سيحتج كثير منهم، اذا ما وجدوا ما يحتجون عليه
“Several of them would have protested if they could have found the right arguments.” ― George Orwell,
4 –
شعار التحالف الكردستاني
من هم ذو اربعة ارجل جيدون ، من ذو رجلين سيؤن
“Four legs good, two legs bad.” ― George Orwell