السيمر / الأربعاء 06 . 04 . 2016
عبد الصاحب الناصر
ولو كن النساء كمن فقدنا…. لفضلت النساء على الرجال
فما التأنيث لاسم الشمس عيب… و لا التذكير فخر للهلال
ابو الطيب المتنبي
اكتفوا ببيان مقتضب يتيم، و تعزية باهتة. حتى هذا القليل القليل جاء كمزايدة لمصالحهم الشخصية و للصعود ( وطنيا) على اكتاف زهاء حديد، و على اكتاف كبار المبدعين العراقيين و عظمائهم. هذا كل ما يملكون و يعرفون و كل ما تعلموا، و لم يفكر اي منهم بإرسال وزير او سفير او مندوب خاص ليقوم بالواجب تكريما لهذه السيدة العظيمة، كفتح سجل التعزية في السفارت العراقية ليمر و يقرأ الفاتحة، و يوقع احتراما و تعاطفا مع روح السيدة الكبيرة، و لم تبعث الحكومة العراقية وفدا رسميا ليحضر اجتماعات و مقابلات تجري متلفزة عن حياة الراحلة العزيزة . و لم يوعز احد من السياسيين العراقيين ممثلين له لتعزية عائلة الفقيدة.
اما الاخطل المهطول الجعفري وزير الخارجية المهموم بعزله فلم ترمش له عين اسفا على رحيل ابنتنا (زهاء) و لم يبعث احد سفراءه ليقوم بالواجب العراقي و الاخلاقي و الوطني كما بعث مندوبون عنه وعن الوزارة ليعزي من توفى في بلدان التطرف السلفي الارهابي. و لم تقم الحكومة العراقية ضمن سفاراتها بفتح ابواب سفاراتها و كتب التعزية ليشعر العالم ان هناك اهتمام خاص و احتراما لهذه السيدة العظيمة و لعلماء العراق.
إلا أن ، من عظمة زهاء حديد انه، حتى بعد رحيلها، ان يستغل الكل، من الجهلة و المديوكرية ( Mediocre) و وصوليون و انصاف المثقفين ، يستغلون مناسبة وفاتها ليرفع من شأنه و من موقعه ” كما يتصورون ” بالكتابة عنها، هي ادعاءات انتهازية ليس الا .
و لم اقرأ و لا كلمة واحدة ممن تبرع خلال هذا الاسبوع للكتابة عن سعة وعمق علمها و جمال فنها وأبعاد افقها و خيالها في مجال العمارة و الفن و الابداع.
و باتت زهاء حديد مسلوبه من كل انتاجها و مكانتها الفنية و العلمية ( في العالم العربي)، ولا عن ما احدثت من توسع في الافق و في المادة و في الفضاء و في كل جوانب العمارة الحديثة، حيث طوعت زهاء اقصى مواد البناء تصلبا لتغرد معها في فضاءات جاءت بها و بفلسفتها . و لم يتجرأ حتى الكثيرون من المعماريين من التفكير او التقرب بمس تلك المجالات.
قالت سيدة العمارة العالمية، رحمها الله ، متمنية:-
( افتقد جوانب عندما اكون في العالم العربي، اللغة ،وهناك الهدوء و السكينة، إن كنت في القاهرة ام في بغداد، ان تجلس هناك وتفكر، هذه الانهار التي تجري منذ آلاف السنين،هناك لحظات سحرية في تلك الاماكن) .
حتما سينصف العالم و التاريخ ( زهاء)، فهي لا تحتاج الى شهادة متوسطى الفهم و المستوى، لأن هذا شأن العباقرة و المبدعين القياديين، صانعي مسيرات التغير و الابداع.
و قالت أيضاً:( انا مع المودة و التصميم والاتجاه، لانهما يحملان مزاج اليوم، مزاج اللحظة ، كالموسيقى و الادب و الفن).
لانها تتعامل في كل اعمالها و تصاميمها من خلال معايشتها لتلك المجالات واللحظات، تتعامل بحس مرهف حد الجنون والنبوغ،لكنها تتعامل بسعة و شمولية بكل جوانب الفن و العمارة و الابداع، حتى قالت (ما هو جميل عن الكونكريت، انك تشعر انه غير كامل) اي انها تتعمق في تطوير و تطويع المادة حد الكسر.
وافصح ما قالت عن اتجاهها في العمارة وهي تنتقد متوسطي الفهم و الرغبات:ـ
“Architecture is not a medium of personal expression for me,” she said. “To interpret it as striving for individual expression is to misunderstand it. This misunderstanding is often linked to the dismissal of my work as self-indulgent or wilful.”