السيمر / الخميس 07 . 04 . 2016
زيد شحاثة
من منا لا يذكر ذلك اليوم الأسود, في الأول من رجب؟ عندما أرتكب الإرهاب التكفيري, مذبحة على أعتاب, مرقد الإمام علي أبن أبي طالب, عليه وأله أفضل الصلوات, راح ضحيتها العشرات, يتقدمهم وهدفهم الأول, عدو البعثيين والتكفيريين, السيد محمد باقر الحكيم.
كانت أول جريمة, بهذا الحجم المروع, ودرجة الإجرام والوحشية, وبالحد الأقصى, من التجاوز, على مقدسات أتباع أهل البيت, في العراق.. فهي أستهدفت, أحد رموز وقيادات الشيعة, ممن قل من أختلف حولهم, وفي أطهر وأٌقرب وأقدس الأماكن على قلوبهم, بعد البيت العتيق, ومسجد النبي وقبره الشريفان.
من ينظر, للأمور بعمق, ولا يكتفي بظاهرها, يفهم بكل وضوح, أن المستهدف, ليس فقط شخص السيد الحكيم, بل منهجه المعتدل, ووسطيته التي أتاحت له, أن يكون دوما, محطة تجميع وتوحيد الصفوف, رغم أن الرجل, إسلامي بشكل واضح وصريح, ويحمل منهجا, ورؤيا محددة العالم, وهدفها ثابت, بما يتماشى مع توجهات المرجعية وخطواتها, رغم وجود شركاء, يختلفون معه في الفكر, والتوجه السياسي والديني حتى.
تلك الوسطية, التي يصعب أحيانا كثيرة, فهمها أو تقبلها, من قبل عامة الجمهور, ويرفضها بعض ساسة الأزمات, ممن لا يمكن ان يكون لهم وجود, في الساحة السياسية, إلا إن كانوا يزعقون, أو يسبون ويشتمون, ساعين لخلق أزمة, أو تلاعب بعواطف الناس ومشاعرهم, دينية كانت أو قومية, طائفية كانت, أو غير ذلك.
رغم مرور أكثر من ثلاثة عشر سنة, على تلك الحادثة المشؤومة, إلا أن منهج السيد الحكيم, بالعقلانية والحكمة, المستندة إلى قوة وثبات الموقف, وأرث عائلي, من الجهاد والتضحية, مما يفتخر به.. كان دوما هو الخيار الأمثل, رغم أن بعض الساسة كانوا يستبعدونه, بهدف كسب عواطف الناس, والتلاعب بمشاعرهم, لأغراض الكسب السياسي.. إلا أنه يصبح خيارهم الحتمي, أذ لابديل عنه, إلا الخراب.
الوضع السياسي المتأزم, الذي نمر به هذه الأيام, يجعلنا نفهم, كم نحن بحاجة لقادة من هذا الطراز الرفيع, ممن يستطيع بعقلانيته وحكمته, أن يطوق الأزمات, ويجمع الخصوم, ويقدم حلولا, تحفظ كرامة الجميع, وتحقق لهم, جزأ من مطاليبهم, ولا ينزلق إلى مستنقع التهريج السياسي, وإنفعال مراهقي السياسة.
بناء مستقبل الأمم ونهوضها, يتطلب قادة من طراز خاص, يمتلكون الرؤيا الواضحة, والمشروع المتكامل, المبني على, أسس صحيحة, وتاريخ ناصع البياض.. وأن خيار الوسطية والإعتدال, هو سنة حسنة دوما, فهل من أذن واعية.. أم سنظل, ننعق مع كل ناعق؟!