السيمر / الخميس 07 . 04 . 2016
سعد بطاح الزهيري
أسكن في أحدى محافظات جنوبنا الأسمر المجاهد،وطريقي كل يوم يجعلني أمر قرب الأهوار،ولكن في هذه الأيام أصبحت اسمع أصواتاً شجية، لم اعتد أن اسمعها إلا في هذه الفترة من كل عام، نعي يجعلني أبحر بين أمواج الحزن المتلاطم في داخلي، أنه صوت القصب والبردي الذي يشتاق بلهفة الى رجلٍ كان لا يفارقهم يومآ، ولكنه استأذنهم لزيارة جده وكان يعلم بان دمائه الطاهره ستمتزج مع دماء جده الزكية، رغم كل هذا كان مصراً على الذهاب شوقاً للشهادة فطوبى لك يا شهيد المحراب.
العراقيون كانوا ينتظرون اللقاء بعد تضحيات جسام لرجال الجهاد المقدس، التي طافت أرض العراق وسطرت المقابر الجماعية ذنبهم العظيم، يكمن بحب آل محمد فالحزن الطويل مكتوب على قمصانهم الممزقة، وإطلاقات الرصاص وبقايا العظام شواهد حية على جرائم الطاغية، وعليه كانت كلمة المشروع الجهادي مع السيد محمد باقر الحكيم في الجنوب، بعباراته الممزوجة بدعوات الإصلاح والخلاص ،فعندما نسمع خطاباته وبهدوء مطلق من إذاعة الثورة الإسلامية وصوت العراق الثائر، فأن إسماعنا تتجه الى الماضي الكربلائي، الذي جعل منا جيلاً مؤمناً أيماناً مطلقاً بالحرية وسائراً في طريق هيهات منا الذلة.
هكذا تعلمنا من رجال الله الذين هاجروا في سبيله،تعلمنا الشجاعة والصبر والجهاد والتضحية،كان صوته هادرآ يهب مع الرياح الجنوبية بنسمات هادئة،تغني بالحرية والجهاد ضد الظالم، حيث غنى مع صوته العذب لحن الصمود للقصب والبردي عندما كان يحتضن رجال العقيدة الحسينية.
كانت عودته الميمونه إلى أرض الوطن بعد طول الفراق والغربة،ممزوجة بدموع الفرح تارة والحزن تارة أخرى، حيث كان بأستقباله ما يقارب 7 مليون نسمة،من أبناء الشعب العراقي المضطهد،من السجون والمقابر الجماعية والأهات والويلات،بهتافات موحدة للترحيب بالقائد المصلح،نعم هذا هو ابن الحكيم الذي عاش مع الجميع عاد ليضمد جراح العراق.
عاد الأمل وعادت الروح والحنين إلى الاهوار من جديد،حيث كنا نسمع هتافات الترحيب والأشتياق إلى المعشوق،كان للجميع ورسم للطريق قناة للحرية والوحدة ،كان العراق أمانة في رقبتة الزكية، أراد للجميع أن يعيش حياة هانئة سعيدة بوحدة الكلمة.
استقر الحكيم في النجف الاشرف عاصمة جده أمير المؤمنين،ليجعل من حرم الأمير منبر للتوجيه والإرشاد نحو الصلاح،قام الحكيم خاطبآ وامامآ للجمعة،في غرة شهر رجب 29. 8. 2003،وعند الانتهاء من أداء الفريضة رحل الحكيم من محراب الصلاة إلى محراب الشهادة ،لتمتزج دماءه الزكية مع دماء أجداده الأطهار،كانت جريمة العصر آدمت القلوب،وادمعت العيون حزنا والمآ عليك سيدي.
نشتاق إليك في كل حين،ها هو أنين صوتك سيدي حنت وأنت إلية الاهوار،فالأمس كنت فيها اسمآ ورسمآ واليوم لا نرى إلا اسمكم خالدا في سماء العراق،سيدي الحكيم لك منا كل تحية وسلام .