السيمر / الأحد 10 . 04 . 2016
قراءة ورؤى: رواء الجصاني
بثلاثة مجلدات، وبأزيد من الف وخمسمئة صفحة من القطع الكبير، صدر قبل فترة وجيزة، مؤلفُ جديد موسوم: “الجواهـري صحفياً” من المجحف حقاً ان يسمى كتاباً، كما هي عليه التعابير السائدة، إذ فيه ما فيه من توثيق وتأرخة لعقود مديدة في تاريخ العراق الحديث، وبشكل ادق، للفترة 1930- 1960.. ولن نأتي بجديد اذا ما قلنا كم هي مهمة و”غنية” احداث ووقائع تلكم الاعوام الثلاثين.
والرجل الصحفي المقصود هنا ليس صحفياً بالمعنى المعروف، وحسب، بل انه جامع لصفات وسمات متشابكة، منها وليس كلها: شاعر ونائب برلماني وسياسي ومفكر ومثقف، وكل ذلك بحسب النقاد والعارفين والمتابعين، على اختلاف ارائهم وتقييماتهم، كما ونياتهم، إن شئتم !. ولذلك، ووفقه، جاءت صفحات الكتاب / الموسوعة “مليئات حقائبها من التجاريب” والاراء والوقائع، والخصومات والصداقات، الثقافية والسياسية، وغيرهما عديد حافل، يثبتها الجواهري: شاهد عيان من وسط الحلبة تماماً، بل وفي بؤرتها بقول اصح.
ومن البديهي والحال هكذا ان تتشابك عشرات العشرات من افتتاحيات وكتابات ومقالات الجواهري، التنويرية المتمردة الهادفة للارتقاء، مقرونة بالوقائع والشواهد، عن شؤون البلاد العراقية، وشعوبها: عرباً وكورداً وتركماناً وآشوريين وغيرهم، مسلمين ومسيحيين ويهودا وأيزيديين وصابئة، واخوانهم، من عراقيي دجلة الخير، والفرات الزاهي .. وكل هذا وذلك موشى بالاناقة الجواهرية المعهودة: لغة ومفردات وتنبؤات. ويكثر الوصف والتوصيف، وما هنا مجاله.
والمؤلَف الذي نكتبُ هذا الموجز والعرض العاجل عنه، انما جاء في الوقت الذي احوج ما تكون اليه شعوب العراق- وهي على حالها التي ندري!- بهدف الاستنباط والاستذكار، والتذكر- وعسى ان تنفع الذكرى- دعوا عنكم الاتعاظ الذي ما برح غائباُ، او مغيّباً مع سبق الاصرار والترصد، وحتى الان على الاقل، مع كل اهميته، بل واستثنائيته.. “ومن لم يتعظ لغدٍ بامس، وان كان الذكي هو البليد” على حد ما قاله وهدر به الجواهري ذاته عام 1979.
ولكي لا نتهم باننا نروج للكتاب/ الموسوعة “تجارياً” ودرءاً للتربص – وما اكثر المتربصين!- نقول بان التكاليف قد تحملها “كفاح” النجل الثالث للجوهراي الخالد، فضلا عن جهده الاستثنائي في التجميع والترتيب والتصنيف، وغيرها من متطلبات اتمام هذا التاريخ الجواهريّ العراقيّ الثري، وعلى مدى ثلاثة اعوام، كما تقول المقدمة.
اخيراً، لنا – نحن المتبطرين!- تمنيات وإن فات آوانها، وهي ان المؤلَف “لـو” توزعت مواده على اجزاء محددة، بعضها لافتتاحيات ومقالات الجواهري نفسه، والبعض الآخر لكتابات الذوات، المثقفين والسياسيين والشخصيات العامة وغيرهم، ولا سيما اللامعين منهم، المنشورة في صحف الشاعر العظيم مثل: الفرات والجهاد والرأي العام …. نقول “لـو” حدث ذلك – لسهّل الامور للباحثين والمختصين والقراء والمتابعين، كل لغاياته، بدلا من جمعها سوية، كما جاءت به في الاجزاء الثلاثة، متداخلة، وفق الترتيب الزمني .
———————————————————
ملاحظات وإحالات:
•المؤَلَف اهداءٌ كريم من معدّهِ وموثقه، الباحث الجهود: د. كفاح محمد مهدي الجواهري.. وقد حمله متفضلاً، من بغداد الى مركز الجواهري في براغ: المهندس الصديق، أثير فالح الحيدري.
•صمم الغلاف، المهندس عمار، حفيد الجواهري من نجله، الدكتورفلاح.
•صدر الكتاب / الموسوعة عن دار ومكتبة” عدنــان” للطباعة والنشر والتوزيع- بغداد/ اواخر العام 2015.