السيمر / الأربعاء 13 . 04 . 2016
عبد الصاحب الناصر
مربوط بالحديقة ومطمطم بالصيان و يريد يتعنتر براس الشعب
من غير المعقول ان يحدث كل ما يحدث” واقعيا” في العراق .اكتب و انا اتابع جلسة مجلس النواب في بغداد هذا اليوم 12/04/2016.
كنت اتصور ان من يهدد الناس بسيفه الخشبي هو الدكتور اياد علاوي فقط. لكن الحقيقة المؤسفة ان هناك اكثر من Don Quixote دون كيخوته في العراق .
و ان هناك ابطال منحهم الله صفة خاصة يتحايلون بها على الناس، هذه الصفة من خصائصها التلون كالاخطبوط، او كسمكة حبار البحر، و صفة التلاعب بالالفاظ و مسك العصى كيفما يشاؤون. و اخطر ما يتوصل له اي انسان بسيط مثلي هو عندما يسمع و يرى ان اكثر المتعلمين ذوي الشهادات العلمية العالية هم اكثر المتلاعبين بالألفاظ .مثلا ، صاحب نظرية الاصلاح، الدكتور حيدر العبادي، و هو نغس البطل، كاسر المحاصصة و نبذ الشراكة الوطنية، سيئة السيط، و نصر نتسائل كيف يطالب بنبذ المحاصصة من اتى الى الحكم عن طريق مؤامرة محاصصاتيه. الم تكن تلك الحركة انقلاب على نتائج الانتخابات ؟ بدون اي تحفظ على هذه الكلمة. وكيف يطالب بكسر المحاصصة من يستلم الاوامر من امريكا، اقصد امريكا بول بريمر؟ و اثبتت الاحداث و الاسابيع الاخيرة و خصوصا هذا اليوم ان الرجل مربوط من كل اطرافه لكنه يتعنتر علينا. فنراه يقدم قائمة باسماء وزراء يقسم اغلظ الايمان بانهم تكنو قراط ، لكنه قدمها قبل عشرة ايام مختومة بالشمع، و مغلفة محصنة بدعاء “بازبند سحري“، و غير مفتوحة و لم يطلب اصلا باختيارهم كوزراء اصلاح او تغيير، بل جاء بها لجس النبض فقط. و يصر في نفس الوقت بالتلاعب بالألفاظ ، يبعده عن الاصلاح اصلاه،عندما يقترح على اعضاء مجلس النواب ان يصادقوا(1) او يغيروا(2) او يقترحوا اسماء اخرى(3). اي نفاق اكثر وضوحا من هذا. و اليوم جاء مملوءً ”بحقنة” الامس بعد حضوره نصف اجتماع يوم أمس، جاء بقائمة جديدة تحمل مبهمات اكثر مما يتمكن الانسان من فك سرها ،جاء ليطرحها على مجلس النواب بأسماء جديدة امليت عليه من قبل عمار الحكيم و النجيفي و الكرد وغيرهم. هي غير تلك الاسماء التي قدمها قبل عشرة ايام و يصر اصرارا على انها اسماء تكنوقراط . فاصبح زيباري والفياض بقدرة قادر علماء تكنوقراط ؟؟
اقول للسيد العبادي، لا اصلاح إلا إذا قام به من يؤمن حقيقة بالاصلاح الحقيقي في جوهره، وليس بقشوره. وبدون ذلك فهو ترقيع… و شتان بين الترقيع و الإصلاح الحقيقي لتحسين الاوضاع التي انتم من أسسها وعمقها و دفنها في الضمير العراقي، لا اصلاح الى الافضل عن طريق التراضي و بوس اللحى، و عقد الاجتماعات لتقسيم الكعكة، و لا اصلاح يملى علينا من امريكا و لا اصلاح يملى علينا من عمار الحكيم و لا من مسعود .
انت يا حيدر جئت بانقلاب على شرعية و نتائج الانتخابات، فاكل و وصوص ولا تتفلسف علينا بشهوات من تتوحم في وليدها الاول .
هي حالة ميؤوس منها مع الاسف، حالة ننطلق منها عادة متمنين ببصيص من الامل ونحلم كالأطفال احلام يقظة ابطالها هم ارباب الفشل انفسهم و نعود نلعن انفسنا بأننا آمنا بهم، وبأننا تمنينا ما هو غير معقول، و ما هو غير معقول لن يصلح العراق من اتوا به بزفة انقلاب. اذاً هي لا تشبع من جوع ولا تؤمن خوف، و لا نتوقع منها اصلاح. لاذكركم بما قاله زيباري الوزير التكنوقراط ، المعتق و المخضرم، قبل سقوط الصنم بأيام: (سنسقط دكتاتورية الاكثرية في العراق). أي سنسقط الديمقراطية، وذلك بمنح الأقلية حق استخدام النقض (الفيتو). هذه هي فلسفة التغيير والاصلاح و طريق بناء البلدان. اما البطل الحقيقي للانقلاب فهو المعمم (على العلاق)و الفيلسوف شارد الذهن الجعفري ، و معه المتلونون من كل الطوائف و الاديان. فكل هؤلاء يحملون طلاسم التغيير، ليس الى الاصلح بل الى الاسوأ، ربما الى تاكيد حالة شاذة و خاصة ، ان العراق غير قابل للحكم . بقى أمل واحد نتمنى ان يتحقق ألا وهو ان يثور الشعب في الشوارع و يلعن سلفة سلفاتهم و يعيدهم الى جحورهم و الى البيوتات التي تربوا فيها. ان يتظاهر الشعب و النواب الذين رفضوا الاستسلام لهذه اللعبة القذرة و يطالبون بالتغيير الحقيقي، او اعلان انتخابات جديدة (مفتوحة). ليعرف الناس من ينتخبون وليس عن طريق الزحف النيابي، كعادة اصحاب الكتل و الاحزاب و التكتلات الطائفية والقومية .