السيمر / السبت 23 . 04 . 2016
عبد الصاحب الناصر
يتضح الجواب من اصل السؤال، لماذا عليه ان ” يتعظ “؟ فيخون حتى من ساعده في التآمر على الشعب و على نتائج الانتخابات، و اوصله الى هذا المنصب؟ حتى المرجعية قد ساعدت على وصوله لهذا المنصب. لكن صبر المرجعية ليس بدون حدود. و هاهي اليوم 22/04/2016 و على لسان الشيخ عبد المهدي الكربلائي، تترك صمتها الطويل و صبرها كصبر أيوب، تصدح بصوتها من مدينة كربلاء المقدسة، تسطر له ” للعبادي”، ما تتصور انه سيفهم القصد و المراد كونه علمي تكنوقراط اصلي!، تستشهد بأول اسلوب و نظام دولة و دستور اجتماعي سنه امام المسلمين ابو الحسن علي عليه السلام، في وصيته لمالك الأشتر عندما ولاه على مصر ” لتعلمه” اي المرجعية تعلم العبادي، او تلقنه و تدله (بالتباعة) تشير له بما عليه ان يصنعه اليوم في العراق. وجاءت هذه النصيحة بعد ان كرر هذا الرجل نظريته (الاصلاح) بطريق من لا يفهم اهمية و جدية الاصلاح حين يخير الاشرار بالاختيار بين ما قدمه و ما يريدونه هم، او هو من لا يؤمن بالإصلاح اصلاً. لقد شرح له الشيخ الكربلائي و فسر الوصية كمن يفسرها لطفل مبتدئ. لم يحض اي سياسي عراقي منذ التغير بهذا الكم من الاسناد و النصح و المساندة وبصبر تحمد المرجعية عليه، و ربما ستحاسب لسوء اسنادها و لاختيارها له و طبعا لمساندتها كل هذه المدة. و عين له الشيخ الكربلائي، ان الفرق شاسع و ظالم و اجحاف بين من يتساهل و يتمادى و يغض النظر عن اصحابه، و بين من يترك اصوات الرعية الاكثرية مجموع الشعب الصامد المستغل المسروق والساكت كاظم الغيظ. وان من العدل و الانصاف و الحكمة ان يقف الوالي مع الرعية ان كان يخشى حكم الله . فهل على المرجعية ان تفسر للعبادي هذه الوصية بلغة الانكليز او الفرنج او الفارسية؟.اذاً ليذهب الى حجة الاسلام و المسلمين مقتدى الصدر، ليفسر له خطبة الجمعة من كربلاء المقدسة. الم يذهب مقتدى لدرس في مدينة(قم) و إن طرد منها لضحالة استيعابه و محدودية فكره .
اعود الى ما يجري في زمن ولاية ” العبادي ” من تجاوزات على الدستور بصورة صارخة وعلناً .
1ـ في اي ديمقراطية في العالم ، حتى في البلدان المبتدئة في التأسيس ، نعرف انه تتم الاتفاقات الدستورية و التشريعية عادة بين اعضاء في مجلس النواب لكونهم منتخبين من الشعب. كيف إذاً يتم الاتفاق و التفاهم و التوقيع بين قادة غير منتخبين على قائمة الاصلاحات التي سموها زورا (وثيقة الشرف)، ربما كانت افكارهم مع شرف “حسنه ملص”، و لولا الصلافة و عدم الاحترام لكان بإمكانهم توكيل بعض من ازلامهم للتوقيع على هذه الامور رميا للرماد في العيون. الا إنهم ككبير القوم بالدف ناقر و ملتحفون بعباءة الملوك الخيالية .
2 ـ من اعطى للدكتور (؟) سليم الجبوري الحق بتأجيل جلسات مجلس النواب الى أجل غير مسمى؟ و على اية مادة دستورية استند ؟ وعلى اي فقرة من النظام الداخلي للمجلس استند و ذهب يتعبد في صومعة الاخوان المسلمين؟ الم تكن هذه التصرفات هي نفس تصرفات ” الدكتور” مرسي الخبير العلمي الاخر في مؤسسة ناسا،NASA ؟ هذه المخالفة اعظم من اي مخالفة في تاريخ الديمقراطيات، في اي بلد في العالم، العالم الذي يستحي و يحترم نفسه. هل استغل العبادي هذه المخالفة ليستفاد منها في تمرير ما سميت زورا بقائمة التكنوقراط .
3 ـ من اعطى للدكاترة النوابغ الاخرون ( مقتدى كركري” و الطفل ” عمار ” الحق بمصادرة اصوات نواب انتخبهم الشعب؟ كذلك كان بإمكانهم سياقة السيارة من المقعد الخلفي ليظهروا بمظهر الاشراف و يفوضون احداً من زبانيتهم ليسير الامور، دون ان يحس او ينتقد احد، الا ان من اهم سياساتهم هي اظهار صلافتهم التي تعلموها من الامريكان، “الموسومة” بغطرسة القوة (Arrogance of power). و تتعمق المآسي و تتكور عندما يسمي اعلاميون مقتدى بسماحة حجة الاسلام مقتدى الصدر، و سماحة ايه الله عمار الحكيم . من أين لهم بالسماحة و بحجة الاسلام، و اوصاف ما جاء بها من سلطان، ليس حتى عند سلطان هاشم .
4 ـ و اخيرا و ليس آخرا، لماذا لا تشير المرجعية الرشيدة الى هذه النقاط او المخالفات الخطيرة، و هي من اصرت على كتابة الدستور فاستعجلت و تغاضت عن من سيكتبه، وهل هم متمكنون من ذلك . الامر الذي بسببه يتم التجاوز علي الدستور مرارا و تكرارا لضعف و هشاشة فقراته و بساطة ابوابه و لإخفاء فقرات مدمرة بين ابوابه، وزرع ألغام بين طياته؟ و سنبقي ننتظر الاسوء اذا لم ينتفض الشعب يلعن سلفه سلفاتهم .