السيمر / السبت 30 . 04 . 2016
سعد الزهيري
شاع في الأوان الأخيرة مصطلح التكنوقراط، في الأوساط العامة وقد غاب هذا المفهوم عن الأغلب الأعم، بحيث أصبح هناك من يستهزئ بهذا المصلح دون الرجوع إلى تفسير المحتوى.
الشارع العراقي للأسف الشديد شارع عاطفي، وهذا يدل على شيئين سلبي وإيجابي، سلبياته واضحة بحيث يصبح المتلقي منقاد بيد مرؤوسيه، وهنا يصبح انسان عبارة عن مجموعة فارغة، وهذا ما يفسر واقع حال العمل السياسي اليوم.
ايجابياته العاطفية أن يفكر الإنسان بعقل ورؤية للخروج بحل للأزمات المتوالية والمترتبة، بالرجوع إلى الحكمة والمنطق.
ما بين هذا وذاك ضاع أصل مفهوم التكنوقراط، بحيث أصبح صاحب هذه الفكرة لا رأي له، بل هناك أيادي وكأنها كونترول، يحرك يمين ويسار، وما يقال في الليل يحمى في وضح النهار، وهنا فقدت المصداقية في اتخاذ القرار.
هنا يمكن الرجوع إلى الميول العاطفي السلبي، الذي أصبحت به الطاعة(عمياء)، فقدت المصداقية واتخاذ القرار أصبح فكر مشوه، بحيث لا يمكنك الوثوق بالشركاء، رغم عدم وضوح الرؤيا لديهم.
ما نجده اليوم من تخبط وعدم وضوح في الرؤيا، في الواقع السياسي المرير والمتردي يوم بعد يوم، مهاترات وسب وقذف بهذا وذاك، وتوقيع ميثاق فارغ المحتوى لردة فعل حمقاء، يجعلك تعود إلى نقطة الصفر، وكأنك لا تعد تفهم معنى التطور.
شخص فقد الثقة بنفسه قبل أن يفقدها الآخرون به، اشترى الضمائر التي هي بالأصل مجموعة فارغة، ليطبلوا في قاعة الدستور الشرعي، ويرمون بقناني المياه وكأنهم صبيان في باحة حيهم!
حاولوا بفعلتهم الحمقاء أن تكون قدم وطأ لصاحبهم المخلوع، ولكنهم تناسوا انهم حمقى بمعنى الكلمة.
علينا تدارك الوضع للحفاظ على مفهوم التكنوقراط، لكي نوظفه بمكانه الصحيح دون الرجوع إلى الميول العاطفي، لتكون رؤيتنا واضحة وهدفنا واحد وهو بناء دولة وفق متبنيات عصرية ورؤى عادلة.