السيمر / الثلاثاء 10 . 05 . 2016
جمال حسين مسلم
تونس العزيزة على قلوبنا جميعا مازالت حالمة بالديمقراطية التي سرقها نظام بن علي ,الذي تسلط على رقاب الشعب التونسي فترة طويلة من الزمن…وماهو إلا موعد مع القدر ؛ حيث ارتبطت ارادة التغيير عند الشعوب العربية بحادث الشهيد البو عزيزي , الرجل الذي غير تعريف الشهادة والشهيد عند المتأسلمين والمتفلسفين , والذي كان صرخة مدوية أيقضت العرب من سباتهم ,فكانت تونس البداية وبعد ذلك توالت أحداث المنطقة العربية الدامية وتداخلت الاسباب والظروف, وحضرت مخابرات العالم بأجمعه في تحديد مصير الشعوب العربية ,فركب الموجة الصغير والكبير على حد سواء..ورحل الامل بالربيع العربي وحلّ علينا ضيفا دائما الخريف العربي المثقل بالاحداث الدموية … وإلى حد ما كانت تونس في منأى عن الاقتتال الداخلي ,ولاسيما بعد اجراء انتخابات محلية هناك افرزت بعض النتائج المرضية لاغلبية جيدة من الشعب التونسي …إلا أن المتتبع للاحداث في الوطن العربي ولاسيما الاحداث في مصر وليبيا ,يستشعر بأن شيئا ما مخفيا في الملف التونسي , ويجب إعادة النظر فيه أو التحسب منه ,فكنا أمام أحتمالين لاثالث لهما..أولهما أن تونس آمنة ومحصنة من خطر الاقتتال العسكري الدامي ,كما هو يحدث الآن في سوريا بين الحكومة وخطر الارهاب والمعارضة المعتدلة ..؟؟؟ أو أن الحكومة تغمض عينيها عما يدور في الداخل ,لعل الله يبعث أمرا أو تتدخل القوى الغربية لفض الملف الليبي المتنامي في خطره وعلى مرأى ومسمع من الجميع..هذا من حيث التصور الخارجي للامور ولكن الحقيقة تقول إن تونس داخلة في معمعة الارهاب لامحال ولاشك في ذلك.. فالهدوء في الداخل لايعني ان التكفيريين لايشتغلون بالليل والنهار لاعلان اماراتهم المزعومة وخصوصا مع وجود حركات اسلامية تونسية مشاركة في الانتخابات { من مثل النهضة }على صلة بل صلات وثيقة مع جهات خارجية من مثل تركيا وقطر والسعودية ,هذا بحد ذاته مؤشر خطير في الازمة التونسية…تونس نسبة للتكفيريين خط امداد وتواصل حقيقي بين الجماعات في لبيبا وتونس ولاشك في ان ليبيا معدة لتكون داعما استراتيجيا للاحداث في تونس ,فالحدود الوعرة بين البلدين تخدم ذلك الهدف بشكل كبير والتداخل البشري وخاصة بعد موجة النزوح الليبي الكبيرة , تخفي في طياتها ما سيكشفه الزمن وان طال ,فضلا عن الخلايا النائمة واليقضة ,والحقيقة لم تعد خلايا بقدر ما اصبحت تجمعات كاملة , تصل إليها الاسراب من مجاهل صحراء أفريقيا بكل يسر وسهولة .. مع ذلك تحاول الحكومة التونسية جاهدة عدم الاصطدام بها عسكريا ..فكانت تجربة الحركات التكفيرية في مصرع الشهيد بلعيد تجربة ناجحة نسبة إليهم ,فلم يتلقوا أي رد فعل عسكري أو أمني كبير من الحكومة على ذاك العمل الشنيع والرهيب والقبيح…وربما الحكومة التونسية على صواب إن فكرت بالابتعاد عن المواجهة لاغراض حماية الوطن من مسألة الصراعات الفكرية الداخلية الدامية والانقسامية ولكن هذا لايعفينا من ذكر الحقيقة التي تقول بأن حركة الارهابيين العسكرية في بن قردان هي مجرد جس نبض لردة فعل العسكر التونسي وردة فعل المجتمع الدولي ولاسيما الاوربي ,والتي نظنها كانت باردة جدا ولاتشبع ولا تغني عن أي شيء….ولطالما الوضع في ليبيا مجهول ومغيب في الاعلام ولا أحد يبالي بما يحدث هناك حتى تستفيق امريكا واوربا من غيبوبتها , يبقى الوضع في تونس مهيأ لكثير من الطواريء والازمات , والشعب العربي التونسي يعلم حق العلم بأن تونس تصدر المقاتليين إلى سوريا والعراق وليبيا , وهاهم يعودون إلى ديار حاملين الرايات السوداء ..فعلى تونس أنْ تبحث عن حلول أخرى غير النظر بوجه فرنسا وامريكا ,فلم لاتكون حليفة عسكرية للجزائر ومصر ضمن اطار عسكري بحري وبري وجوي ,يسيطر على البواخر المحملة بالاسلحة من تركيا إلى ليبيا علانية و تسيطر على الطائرات التي تصول وتجول في مطار امعيتيقه في طرابلس محملة بما تشتهي قوات فجر الاسلام المصراتية من دول الخليج وتركيا في آن واحد…الانتظار لايعني الانتصار ولكن يعني الخطر في تزايد واعداد العدة لمواجهته يراوح مكانه ولذا فان تونس على قلق كان الريح تعصف بها…..