أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / لِقَناةِ (الإشراق) في برنامج (جدلٌ إقليميّ) عِبر خدمة (سكايب)؛كِشْ بِتْرُودُولار!

لِقَناةِ (الإشراق) في برنامج (جدلٌ إقليميّ) عِبر خدمة (سكايب)؛كِشْ بِتْرُودُولار!

السيمر / الجمعة 10 . 06 . 2016

نـــــــــــزار حيدر

انَّ اعتراف الامين العام للأمم المتّحدة السيّد بان كي مون بانّهُ تعرّض لضغوطٍ شديدةٍ وابتزازٍ واسع من قبل (الرّياض) وعددٍ من حليفاتها أَجبرهُ على حذفِ اسم نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية من القائمة السّوداء للانتهاكات بحقّ الأطفال في مناطق النّزاع، انّ مجرّدَ اعترافهِ هذا هو تثبيتٌ للجريمةِ، على الرّغم من انّ الاعتراف لا يبرّر القرار أَبداً، على العكسِ
مما يتصوّرهُ البعض من انّ حذف اسم (الرّياض) من القائمة هو صكّ براءة لـ (آل سَعود) من تِلكَ الجرائم البشعة التي يرتكبها (تحالفهم) الارهابي في اليمن ضد الطّفولة البريئة وبشكلٍ متعمّد ومع سبق الإصرار المُننهج!.
وبذلك يكون البترودولار قد فقدَ بريقهُ المُتعارفُ عليه ودورهُ المعهود في العلاقات الدّولية وفي سياسات شراء الضمائر وتكميم الأفواه التي طالما وظّفها نظام القبيلة للتستّر على جرائمهِ البشعة التي يرتكبها يومياً ضد الابرياء في مناطق النّزاع وخاصة في العراق واليمن وسوريا والبحرين، إِن كان ذلك بشكلٍ مباشر كما هو الحال بالنّسبة لعدوانهِ العسكري المستمرّ في اليمن والبحرين، خاصَّةً في اليمن الذي استخدمَ فيه كلّ انواع الأسلحة المحرَّمة دوليّاً، أو بشكلٍ غير مباشر من خلال دعمهِ واحتضانهِ للارهابيّين الذين يرتكبونَ يومياً ابشع الجرائم الوحشيّة ضدّ الابرياء كما هو الحال في العراق وسوريا.
لقد ظلّ المجتمع الدّولي والعديد من المنظّمات الدّولية تتستّر على جرائم (آل سَعود) حول العالم بالسّكوت والتلفّع بصمت أهل القبور وكأنَّ شيئاً لم يكن أو كأنّهم لا يعرفون شيئاً عن كلّ هذه الجرائم، أو كَأَنَّهُم لم يعرفوا شيئاً عن دور (الرّياض) في كلّ هذه الجرائم ضدّ الانسانيّة، وكلّ ذلك ببركة (البترودولار) امّا اليوم فعلى الرّغم من خطورة القرار الذي اتخذهُ (مون) عندما حذف إسم نظام (آل سَعود) من القائمة السّوداء، الا انّ اعترافهُ بتعرّضهِ للضّغط والابتزاز من قبل الرّياض وبعض حليفاتها الإرهابيّات هو الذي أجبرهُ على اتخاذ القرار، يكفي للتّدليل على انّ البترودولار لم يعد كما كان في السّابق، يضغط على من يُريد ليفرض عليه السّكوت المطبق وعدم التحدّث عن ايّة فضيحة من فضائح الرّياض.
لقد فضحَ (مون) باعترافهِ هذا دور نظام القبيلة الفاسد في كلّ الجرائم التي يرتكبها (تحالف الرّياض الارهابي) ضد الطّفولة البريئة في مناطق النّزاع، وثبّت التهمة ولم ينفها ابداً!.
فضلا عن ذلك فانّ احتجاج واعتراض اكثر من (٢٠) منظّمة وهيئة حقوقيّة دوليّة وبأشدِّ العبارات قساوة على قرار (مون) دليلٌ قاطعٌ على ان البترودولار لم يعد بامكانهِ شراء الذّمم على نطاقٍ واسع كما كانَ في السّابق، أو التستّر على جرائم القتل والتّدمير المنظّمة والمُمنهجة التي يرتكبها ويحرّض عليها نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية.
لن يمرّ قرار (مون) دون عقاب من قبل الرّأي العام العالمي خاصةً بعد ان اعترف انّهُ خضع لضغوطاتِ وابتزازِ الرّياض ليقدم على هذه الخطوة المُخجلة والتي وصفتها منظّمة العفو الدّولية بالمُداهنة المُخزية، وهي المرّة الاولى التي تتعرّض لها المنظّمة الدّوليّة لإهانات عالميّة على نطاقٍ واسعٍ.
وفي ظلّ هذا التّصعيد السّياسي والاعلامي والحقوقي العالمي ضدّ نظام (آل سَعود) ينبغي على ضحايا الارهاب، وخاصّةً في العراق، الاستمرار في تهيئة ملفّات الادانة لنظام (آل سَعود) والحزب الوهابي، دون كللٍ أو مللٍ، لتقديمِها كوثائِق وأدلّة دامغة للقضاء عندما تحين ساعة الحقيقة، ليدفع (آل سَعود) آخر سنتٍ من التّعويضات سواء لأُسر ضحايا الارهاب او لإعادة بناء كلّ ما دمّرهُ الارهابيّون المحميّون بنظامِ القبيلة.
صحيحٌ انّ الشُّهداء لا يُعوَّضون أبداً، الا انّهُ من الواجب المؤكّد تعويض أُسرِهم بسبب ما عانوه من آلامٍ ماديَّةٍ ومعنويَّةٍ، نفسيَّةٍ وروحيّةٍ، بسبب استشهادِ أبنائهم.
انّ الشّهداء السّعداء وهبوا لنا الحياة وحفِظوا لنا العراق، ودافعوا عن أعراضِنا ودينِنا وشرفِنا أمام الهجمة البربريّة التي يشنّها الارهاب المحميّ بنظامِ الْقَبيلَةِ الفاسد، ولذلك فلا يعوّضهم ويعوّض دماءَهم الا الله تعالى الذي يقول في محكمِ كتابهِ الكريم {وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ} وقوله {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ* فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن
فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} وقولهُ تعالى {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} وقوله {وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا} وقولهُ تعالى {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}.
ولقد قلّدهم رسول الله (ص) وساماً ما بعدهُ وسامٍ عندما قال {الشّهداءُ أُمَراءُ أَهْلِ الجَنَّةِ} وهو التّعويض الأعظم لهم على تضحياتهم السّخية بالنّفس والرّوح من أجلِ حياةِ الآخرين!

اترك تعليقاً