السيمر / الثلاثاء 05 . 07 . 2016
عبد الجبار نوري
أنها نينوى شمال عراقنا الحبيب ، مركزها الموصل الغير حدباء ، بل هي طودٌ وجبلٌ شامخ تتحدى عاديات الزمن بكبرياء وشموخ بعنفوان جذورها التأريخية بأشارة ستة آلاف سنة وهي تحمل تاج وطننا المرصع بأثمن لؤلؤة مختومة ببصمات آشور بانيبال ، أنها أم الربيعين بتجدد فصولها المخملية الشفافة ، أنها مدينة الخير والعطاء الرافديني ، أنها الماء والخضراء والوجه الحسن ، أنها مدينة أبي تمام وأسحق الموصلي وأبن الأثير ومدينة الفريد سمعان وكامل قزانجي ومحمد حديد وزها حديد وجواد سليم ، أنها مدينة الشعب الموصلي العريق المؤطر بحب العراق بشهادة أستفتاء معاحدة سيفر 1921 التي تشير بنودها التأريخية بعقد قران كاثوليكي لا رجعة فيه بالتصويت بأغلبية ساحقة في ضم الموصل إلى العراق الحبيب ، بالرغم من الظروف الدولية المعقدة والصعبة خلال الصراع الفرنسي والبريطاني والتركي .
واليوم ونحن قادمون اليك يا موصل لطي الصفحة الأخيرة وتنظيف ترابك المقدس من رجس حاملي السيف والمعول أصحاب العقول الخرفة وكنس مؤيديهم من شيوخ الفتنة ودواعش الحكومة ، وتعذرينا لنعلمك – وأنت غافية على ضفاف دجلة الخير مؤرقة بكوابيس أرهاصات الأشرار والعملاء – بأنك سوف تواجهين أربعة سينوريوهات مشبوهة لا تمت بصلة لهذه التربة الطاهرة {والظاهرة الغريبة والغير مسبوقة في عالم (الحرامية) : أن اللصوص يتسابقون بصراعٍ مرير قبل التحرير ، لأننا تعودنا على الفرهود وتقسيم الغنائم بعد التحرير ويبدو أن غايتهم جميعاً طمس معالم وذاكرة المدينة وشد عربتها بحصان الأجندات الأجنبية وهي الوجه الثاني لعملة الخلافة (الخرافة ) المزيفة ، واليك تلك الروايات الهندية المضحكة والمبكية وكلاهما وجهان لعملة واحدة هي مأساة شعبنا وأحزانه التأريخية منذ تأسيس هذا الوطن المبتلى بأشباه الرجال :
-المشروع الأول الأمريكي وهو أخبث النوايا السيئة للسيطرة على عنق العراق والقريبة من قواعدها التركية في ( أنجرلنك )، والأستفادة من مصادر الطاقة في سهل نينوى وتمرير مشروع بايدن السيء الصيت في تقسيم المنطقة من جديد والقفز على معاعدة سايكس بيكو، ورسم خارطة الموصل الجديدة الممتدة من سهل نينوى حتى مدينة الرقة السورية بمباركة (النجيفيين ) وكذلك أبعاد الجيش العراقي والحشد الشعبي عن أرض المعركة ، ليحصل على السبق الصحفي الأعلامي المساند لحملة الأنتخابية الأمريكية المزمع أجراؤها في تشرين الثاني المقبل .
الرواية الثانية : المشروع التركي : تلك الرواية والتي بدأت بوادرها في الغطرسة التركية الأردوغانية – الأخوانية المتحالفة مع عتاة الأرهابين قبل سنتين في أحتلال وتدنيس التراب العراقي في بعشيقه بكتيبة تركية رافعة العلم التركي متحدية السيادة العراقية للتحضير لأستلام الغنائم ، وأشباع غرورها وسد مافقدته في الموصل بمعاهدة سايكس بيكو ،وتحقيق أحلام العصافير الأردوغانية في تأسيس دويلة تمتد من الموصل حتى الرّقة السورية لتحقيق أوامر سادتها الأمريكان والخلايجه الكارهين للمشروع الديمقراطي الجديد في العراق ، وتحقيق الصحوة المتأخرة في أحياء بلاط حريم السلطان السخيف ، ولجعل الموصل بوابة لتركيا .
السيناريو الثالث : موقف الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة مسعود المنتهية ولايته في الأقليم، له في تحرير الموصل رأي توسعي خاص فيه الأبتزاز ومجرد من البوصلة العراقية وذلك بأشتراطه( المشاركة مقابل ألحاق أجزاء من نينوى بالأقليم ) وكأن الأقليم دولة مجاورة لا كونها جزء من العراق .
والفلم الهندي الرابع : هو عربان القومجية من شيوخ الفتنة ودواعش الحكومة ومجاهدي الفنادق ودواعش السياسة وذباحة منصات خيم الأعتصام ، وهم جميعاً عراب الطائفية المذهبية المكلفين بأشعال حرائقها والممولين بمليارات السحت الحرام السعودي والقطري والملوثة عقولهم بفتاوى الظلالة الوهابية ومن شاربي بول البعير من كأس الدواعش حتى الثمالة وبتأييد من الجيل الموصلي الجديد وفي غفلة من الزمن الأغبر عندما خان الأحفاد رسالة الأجداد في وصيتهم المكتوبة بدمائهم بالمحافظة على قدسية تربة الموصل وللأسف المئات تقمصوا بجلباب أبي رغال وساعدوا المتآمرين في تسليم المدينة لداعش ، وهم اليوم رافعين شعار الأقليم على أساس مذهبي وطائفي ومناطقي بهوية أجنبية مرتبطة بشريان البترول بني سعود وقطر موزه وأردوغان سلطان( خيال المآتة ).
وأخيرا وليس آخراً لقد أثبت العراقيون أنهم أصحاب رسالة وحضور ثورات وأنتفاضات الأجداد وشهد العالم أنتصارات جيشه الباسل والشرطة الأتحادية والحشد الشعبي والعشائري في تحرير صلاح الدين والأنبار والفلوجة أخيراً أنهم قادمون إلى الموصل ليقلبوا الطاولة على المحتلين والأرهابيين وتجار السياسة وعملاء ماما أمريكا وأخوة يوسف الخلايجة ويكللوا ويوشحوا( الصفحة الأخيرة ) بالنصر المؤزر وأرجاع أرضنا المسلوبة——-