الرئيسية / مقالات / رحلتي إلى الحدود الجزائرية المغربية / تلمسان وحوض قصر المشور الجديد

رحلتي إلى الحدود الجزائرية المغربية / تلمسان وحوض قصر المشور الجديد

السيمر / الاحد 24 . 07 . 2016

معمر حبار / الجزائر

تلمسان لها معزّة في القلب وما زالت. فعلى إثر زلزال الأصنام سابقا والشلف حاليا 10 أكتوبر 1980، تم ترحيلنا يومها إلى متوسطة بتلمسان، وكنا يومها في السنة الثالثة متوسط.
ومن فرط حبي لها كتبت عنها 4 مقالات وهذه الخامسة، وأرجو أن لا أكون قد نسيت واحدا أو إثنين منها.
وجلوسه.
قلعة المنصورة.. كانت المنصورة أول محطة للزيارة. أعجب الأطفال كثيرا بعلو المنارة والبناء المتين، الذي صارع الزلازل وتغير الزمان، منذ قرون عديدة خلت.
كانت الزيارة لوقت قصير جدا، تمتع الأطفال بالتقاط الصور من زوايا متعددة، ومن حين لآخر أطلب من بعض الزوار أن يلتقط لنا صورة تضم كل العائلة.
وكانت رسوم الدخول بـ 60 دج، فاستثنى من الحساب ملاك وشمس الدين، باعتبارهما أصغر الأبناء.
ومن الملاحظات إنعدام وجود إشارات المرور خاصة إشارتي قف أمام مدخل قلعة المنصورة، لأني رأيت السيارات تخترق الطريق بسرعة ، بينما زوار القلعة يدخلون ويخرجون، رفقة أبنائهم وعائلاتهم، ما يجعل القلعة خطرا على المارين. ولذلك يطلب من القائمين على ولاية تلمسان، والمنصورة وضع إشارات المرور المناسبة، التي تجعل الطريق آمنا، ويضمن سلامة وأمن المقيمين والزوار.
حديقة الحيوانات.. بمجرد ما إنتهينا من زيارة قلعة المنصورة، زرنا الحدية باعتبارها مقابلة لها.
تضم الحديقة مجموعة من الأفاعي، والأسود، والنسور، والذئاب، والماعز، والطاووس، والنعامة، والخنزير، والفئران، والضربان، والحمام، والتمساح الصغير، والجمل، والحصان، واللقلق، والأغنام، وأنواع أخرى لا يحضرني الآن إسمها.
الحديقة متوسطة الحجم، لكنها منظمة بطريقة جيدة جدا، وبأدوات بسيطة لا تكلف شيئا، لكن صاحبها أبدع في الترتيب والتنظيم.
سعر الدخول بـ 40 دج، بما فيهم أصغر الأبناء. ففي الحديقة كل يدفع الثمن ولو كان أصغر الأبناء، لايتجاوز طوله 1 متر.
الحديقة تفتقر إلى وسائل الخدمات التي تخدم الزوار والعائلات من كبار وصغار، كأماكن الغسل والوضوء، خاصة وأن أغلب الزوار من عائلات تضم نساء وأطفال.
كان يمكن أن تكون عبر كل ولاية من ولايات الجزائر حديقة مثل حديقة تلمسان ، خاصة وأن هناك حيوانات محلية لاتكلف الكثير ولا تطلب الكثير، وتساهم في التعريف بالتراث الحيواني الذي تفتخر به طبيعة الجزائر الشاسعة المتنوعة. ويمكن إضافة حيوانات أخرى في إطار التبادل الحيواني بين المجتمعات والدول.
قصر المشور.. أزور قصر المشور للمرة الثانية، فقد زرته شتاء العام الماضي رفقة القافلة الثقافية التي نظمها شباب مثقف من ولاية الشلف.
زرنا مسجد القلعة، حيث المخطوطات النادرة للسادة المالكية، منها ” جامع العلوم” ، كتب أخرى لسيّدنا خليل، وسيّدنا الدردير. ألتقي بمجموعة من الزوار، فأقول لهم..
لقب السادة يطلق على المالكية لأنهم أعلم الناس بالكتاب والسنة. وحين ألف سادتنا المالكية مختصر خليل، قال علماء المذاهب الأخرى.. المالكية إختصروا علمهم، فمن يجمع علمنا. مايدل على عظم مكانة وفقه وعلم وحفظ سادتنا المالكية.
دخلنا بعدها القصر، وحين علمت المكلفة بالاستقبال أن وليد إبني تحصل على البكالوريا بـ 18.33، لم تطالبه بدفع مستحقات الدخول، واثناء الخروج أهدته هدية صغيرة رمزية ، تتمثل ف حاملة المفاتيح، فالشكر موصول لكل من أهدى وهنّأ.
وحين هممت بالخروج حدثتني إحدى المكلفات بتسيير القصر، بعدما أعادت على مسمعي إسمي، قائلة ..
المقال الذي نشرته أثناء زيارتي الأخيرة، وأتحدث فيه عن التدهور الفضيع الذي مسّ حوض القصر، وشوّه منظره، وأساء لسمعته، قدمته بدورها لمدير قصر الشور، فأخذ ملاحظاتي بعين الاعتبار، ومن يومها أعيد ترميم وإصلاح حوض الماء. وفعلا وجدنا الحوض هذه المرة في حالة حسنة جدا، ونقي بفضل ماءه العذب المتدفق باستمرار، حيث المياه المتساعدة نحو السماء، زادت المنظر جمالا وبهاء، ويشجع منظرها الجميل على الزيارة وإعادة الزيارة.
للتذكير ، مقالي السابق حول رحلتي إلى تلمسان ، كان بتاريخ الأحد: 23 صفر 1437 هـ الموافق لـ 06 ديسمبر 2015 ، ويحمل عنوان ” سلسلة يوم في تلمسان 7 – قلعة المشور .. حسنات وسيئات “.
لالة ستى .. شرعنا فيما بعد في بدأنا زيارة لالة ستى، باعتبار أن أحد التلمسانيين هو الذي دلنا عليها لأنها الأقرب والأسهل في نظره. زرنا الحوض عبر عربة الحصان المعروف بالكاليش، وصلينا الظهر وكانت فرصة لتمطي البنت الوحيدة ملاك واصغر الأبناء أكرم ، الجمل بمرافقة صاحبه الذي يحسن قيادة الإبل، والتحكم جيدا في عملية نهوضه
المسجد الكبير.. مسجد الكبير بتلمسان بني بتاريخ 1153 هجري، على يد يوسف بن تاشفين. والزائر للمسجد يلمس عن قرب عمق التاريخ، وعبق الحضارة.
المساحة الشاسعة المريحة التي تقابل المسجد الكبير، زادته جمالا وبهاء، وساهمت في راحة المارة والمصلين.
وأنت تدخل المسجد الكبير، يقرأ المرء لافتة كتب عليها ” موقف مخصص لإمام المسجد الكبير”، وفيما أعلم أنها حديثة العهد، فرضا صعوبة وجود مكان ركن السيارات، والازدحام الذي تشهده الطرقات.
مازلنا في الجزائر وفي المدن الكبرى العريقة كتلمسان، لايحق للمرأة أن تدخل المسجد للصلاة أو الوضوء، لغير صلاة الجمعة، وهذه من المساوىء التي أرهقت المرأة صغيرة كانت أو كبيرة، عزباء كانت أو متزوجة.
أقول هذا الكلام، لأني رأيت في المسجد الأموي الشريف، نساء يحضرن الصلوات طيلة أوقات الصلوات بما فيها صلاة الصبح في جو كله أمن وأمان وأخلاق واحترام.
ومن الملاحظات السيئة التي إستوقفتني وأنا أصلي صلاة العصر بالمسجد الكبير، وجود خزانة صغيرة لحمل المصاحف بين حاملة الأحذية عن اليمين واليسار. وقد دخلت للإمام الذي صلى بنا صلاة العصر، وأخبرته بأني عابر سبيل وقدمت له هذه هذه الملاحظة. وأجابني الإمام أنه سيأخذ الملاحظة بعين الاعتبار.
وإمام صلاة العصر ليوم الخميس 09 شوال 1437، الموافق لـ 14 جويلية 2016، كان طويل القامة، أبيض البشرة، في صحة جيدة، لكن يبدو أنه ثقيل الحركة، أتعبه جسده، رغم أن ملامح وجهه تبدو عليه علامات النعمة والرخاء، وأنه ليس بالشيخ الكبير.

اترك تعليقاً