السيمر / الاثنين 01 . 08 . 2018
نـــــــــــــزار حيدر
أَوَّلاً؛ انّ قانون تجريم (حزب البعث) الذي شرّعهُ أمس مجلس النوّاب في العراق ضروري جداً، من وجهتَين؛
الاولى؛ لتثبيت البُعد الدّستوري لمبدأ تجريم الكيانات الفاسدة المرفوضة الوارد في المادة [(٧) اولاً] والتي نصّت على ما يلي [يحظر كلّ كيانٍ او نهجٍ يتبنّى العنصريّة او الارهاب او التّكفير أو التّطهير الطائفي، او يُحرّض أو يُمهّد أو يُمجّد او يُروّج أو يُبرّر لهُ، وبخاصَّةٍ البعث الصدّامي في العراق ورموزهِ، وتحت أيِّ مسمّىً كان، ولا يجوزُ ان يكونَ ذلك ضمن التعدديّة السياسيّة في العراق، ويُنظَّم ذَلِكَ بقانونٍ] فكان لابدَّ من تشريع القانون كاستجابةٍ طبيعيَّةٍ للدّستور ونصوصهُ وروحهُ في آن، والا لظلّ الفراغ القانوني بهذا الشأن وارداً ما لم يشرَّع هذا القانون.
طبعاً، بغضّ النّظر عمّا يُقال من انّ تشريع قانون التجريم هذا جَاءَ ضمن صفقةٍ سياسيَّةٍ توصَّل اليها السياسيّون لتمريرِ إلغاءات لقوانين أُخرى لا تقلّ اهمّيّةً عن هذا القانون!.
بمعنى آخر انّ التشريع صدرَ في حيّز المُحاصصة سيئة الصيت، وفي إطار التّراضي ولُعبة الاتّجار السّياسي الرّخيصة!.
كذلك بغضّ النّظر عن التّوظيف السّياسي الذي سارعت اليهِ بعض الاطراف لأغراضٍ انتخابيّةٍ او للتّغطيةِ على أزماتهم التي يعيشونها مع الشّارع بسبب انعدام ثقة الاخير بهم او للهرب الى الامام في ظلّ تورطهم بالفساد وفشلهم في ادارة الدّولة وبناء البديل السّياسي الجديد، او لالهاء الشّارع بالمنجزات الوهميّة وهو المنهج الذي يتفنّنون به عادةً! كلّما اقترب موسم الانتخابات!.
كذلك بغضّ النّظر عن التّوقيت!.
الثّانية؛ لتذكير الشّعب العراقي الذي لاقى الامرَّين من نظام الطّاغية الذّليل صدّام حسين وحزبهِ الفاسد، بالجرائم التي ارتكبها هذا الكيان على مدى (٣٥) سنة، مارس فيها كلّ انواع الجرائِم وأَبشعها!.
فالتّشريعُ بحدِّ ذاتهِ جرسُ انذارٍ وتحذيرٍ لهم من أجلِ ان لا ينسوا او يغفلوا فتُعاد الكرَّة من جديد بأسماء ومسمّيات أُخرى.
قد لا يحتاجُ جيلنا الى من يذكّرهُ بتلك الجرائم البشِعة فلقد عشناها بتفاصيلها ورأيناها بأُمِّ أعيننا، رأينا إذابة اجساد الضّحايا بأحواض التّيزاب ومطاردتهم في مختلف دول العالم لتصفيتهم والأنفال وحلبچة والمقابر الجماعيّة وعمليّات التّهجير الجماعيّة وقرارات إسقاط الجنسيّة والحروب العبثيّة وقتل العلماء والمراجع والفقهاء وغيرها المئات بل الآلاف من تلك الجرائم!.
قد لا يحتاجُ جيلنا الى تذكرة! ولكنَّ الأجيال الجديدة التي لم تعش التّجربة وانّما سمعت عنها بشكلٍ مُقتضب! ولذلك تكاد ان تنساها! هذه الاجيال بحاجةٍ ماسَّةٍ الى من يُذكّرها يوميّاً من أَجل ان تكون منتبهة دائماً فلا يخدعها بمعسولِ القولِ احدٌ ويقولُ انَّ عهد الطّاغية كان أفضل من حالِنا اليوم! وانَّ مُنجزات [الحزب والثّورة] التي كانت هبةً من السّماء للعراقيين لم يعودوا يرونها أَبداً منذُ التغيير! أو انّ كرامة العراق وهيبتهُ ذهبت ادراج الرِّيَاح يَوْمَ ان سَقَطَ القائد الضّرورة! والصّنم في ساحة الفردوس!.
*يتبع