السيمر / الأحد 14 . 08 . 2016
نـزار حيدر
أَوَّلاً؛ لا أَدري ما الذي يُؤخّر (قادة الموصل الحقيقيّون!) للاسراع في تحرير مدينتهِم وانقاذ ما بقِي من شرفهِم وعِرضهم وحضارتهِم ومدنيّتهِم من يد الارهابيّين؟! لنمنع مقاتلي الحشد الشّعبي الباسل والبطل من المشاركة في عمليّة التّحرير المرتقبة كما يُريدون؟!.
لماذا يتوزّع هؤلاء الأبطال الوهمييّن في عواصم الغرب ودوَل الجوار، ويُشغلِون أنفُسهُم بالتَّنظيرات التّافهة وصياغة البيانات الفارغة، اذا كانوا حريصين الى هذه الدّرجة لمنع الحشد الشّعبي من المشاركة في تحرير مدينتهِم؟!.
لماذا لا يخلعوا ربطات أَعناقهم الأنيقة ويستبدلونَ بدلاتهم الثّمينة بالخاكي ويلتحِقوا بجبهات الحرب على الارهاب الممتدّة على طول حدود محافظة نينوى ومدينة الموصل تحديداً كما يفعل الشُّرفاء عادةً عندما تُغتصَب الارض والعِرض؟!.
لماذا لا يكونوا كالرّجال الرّجال ويتركوا مكاتبهم الضّخمة وحماياتهم الكثيرة ويتجمّعوا هناك قرب الموصل ليسرِّعوا في تحريرِها وعندها لن نكون بحاجة الى قوّات الحشد وغيرهِ في عمليّات تحريرِها؟!.
لماذا يتركون قوّات البيشمرگة الباسلة يُقاتلونَ لوحدهِم لطرد الارهابيّين من الموصل على طول جبهةِ حربٍ حقيقيَّةٍ طولها (٨٠٠) كم تقريباً؟!.
الى متى يتعاملونَ مع قوّات وطنيّة هي جزءٌ لا يتجزّء من المؤسسة الامنيّة والعسكريّة الرّسميّة، أَثبتت بسالتها وقُدُراتها الخارقة وشجاعتها النّادرة في كلّ عمليّات التّحرير التي اشتركت فيها جنباً الى جنب القوّات المسلّحة العراقيّة، بهذا النَّفَس الطّائفي الأسوَد والبغيض والحاقد؟!.
هل يتصوّرون انّ الموصل إرثاً من آبائهِم وأجدادهِم وانّها ملكٌ صِرفٌ لهم فقط ليمنحوا أَنفسهم الحقّ في تحديد من يشترك ومن لم يشترك في تحريرها من يد الارهابيّين؟!.
اذا كانوا يتصوّرون ذلك فلماذا تَرَكُوا إرثَهُم ينهبهُ الارهابيّون ويُعيثوا فساداً بشرفهِم وعِرضهم وناموسهِم، ويدمّروا الحضارة والتّاريخ والمدنيّة؟!.
لو أَنّهم كانوا قد تعاملوا مع الارهابيّين، وجلُّهُم غرباء عن الموصل، بمعشارِ الحساسيّة التي يتعاملون بها مع الحشد الشّعبي لما تمكّن الارهابيّون من إِغتصاب الارض والعِرض، الا انَّ طائفيَّتهم أَعمتهُم عن التّفكير بشكلٍ سليمٍ وصحيحٍ!.
ولذلك لم تهتز لهم شعرةً من شواربهِم وهم يُتابعون تصريحات محافظ نينوى التي أَدلى بها مؤخَّراً بشأن مشكلة (الأبناء) الذين يولَدون من (زواج النّكاح) الذي شرَّعهُ الارهابيّون وبسببهِ اغتصبوا العذارى والأَبكار! ولكنَّهُم أقاموا الدُّنيا ولم يُقعِدوها بسبب (ثلّاجة) إِدَّعَوا انَّ أَحد مقاتلي الحشد الشّعبي كان قد (إِغتصبها) من بيتٍ في تكريت!.
غريبٌ أَمر هؤلاء، فكلّ شَيْءٍ أَصبح بالنّسبة لهم أغلى من الارض والعِرض والشّرف!.
حتّى ثمن الثلّاجة عندهم أغلى من نسائهِم وبناتهم! ومن الارض التي وُلدوا فيها ونشأوا وترعرعوا فيها! ومن التّاريخ والحضارة والمدنيّة والتُّراث الذي دمَّرهُ الارهابيّون!.
ثانياً؛ لا تغُرَّنَّكم إِتّهامات المرشّح الجمهوري للرئاسة الاميركيّة للمرشّحة الدّيمقراطيّة، بشأن الادّعاء بأَنَّ حزبها هو الذي صنع التنظيمات الارهابيّة! وأنّها شخصيّاً على علاقةٍ بهذه التّنظيمات!.
فكلُّ هذا الحديث والاتّهامات ليست أَكثر من دعاية إِنتخابيّة يسعى بها المرشّح لتبرئةِ حزبهِ من دورهِ في صناعة الارهابيّين، من جهةٍ، ولكسبِ تعاطف النّاخب الأميركي الذي لازالت صُوَر الذبّاح الارهابي وهو يحزُّ رقبة الضّحيّة الأميركي [جيم] عالقةً في ذهنهِ، من جهةٍ أُخرى!.
انّ الارهاب صناعةً أميركيّة ساعدت سياسات واشنطن الخاطِئة في العراق تحديداً، في عهد الجمهوريّين حزب المرشّح المهووس، وفي غيرها من المناطق السّاخنة في تنشئتِها وتنميتِها!.
ولعلَّ من أَعظم الأخطاء التي ارتكبها الجمهوريّون تحديداً والتي ساعدت على انتشار الارهاب في المنطقة والعالم، هو غضّ النّظر عن دور نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية في هذا الارهاب، وتحديداً في هجمات أيلول الارهابيّة عام ٢٠٠١، مقابل تحقيق مصالح حزبيّة ضيّقة وصفتها أُسَر الضّحايا الأميركييّن بالانانيّة، عندما صرَّحت بأَنَّ الإدارات الاميركيّة المتتابِعة باعت دماء الضّحايا لسوادِ عيون نظام (آل سَعود) الارهابي!.