السيمر / الأحد 21 . 08 . 2016
عزيز الحافظ
لن أدخل في مناظرات تائهة الإتجاه…فاقدة البوصلة…ولا في معادلات هندسية يسجل لها فيثاغورس إعجابه وهو في تربته….فما يحصل اليوم أصاب الناس في العراق ليس بالدهشه بل بالفجيعة التي صارت هرموناتها تفوق التصميم التكويني الإلهي… نعم يشعر كل عراقي بفجيعة تذّكره بفجيعة مصاب سيد الشهداء وهي الذكريات التي تنساب بها دموع عشاق الحسين ع وشهادته العظمى… ولكن محرم شهر واحد من 12 شهرا عربيا….. اما فجيعة العراقي فهي تفوق الشهور والايام بسباق ماراثوني لامدى له منظورا…. من كان يصدّق في العراق طفلا… او كهلا أو حتى ميتا مدروسا في القبور الملايينية المجهولة التي لايعلم موقعها الامجرميها…. أن يذهب حكم صدام الزنيم وحكم البعث؟ من كان يتصور أن هناك سيناريو هوليوودي سيحصل… سينال أوسكار الكذب العالمي!!! فحتى المنجمين
والسحرة والكهنة أعلنوا الاستسلام التام أمام نظرية زحزحة اللعين صدام حتى بهزّة ربانية!!!
ولكن الاقدار تلعب أحيانا كرة القدم….. سقط صدام ولم يصّدق الناس أن الرفيق الحزبي الذي كان يسيطر على البيوت والناس والهواء والغذاء وحركة الناس.. توارى هاربا بلحظة لم ينساها حتى هبوب ريح التاريخ الحديث… وعاد للعراق أولئك الفقراء الذين هربوا من الموت في كل أصقاع الارض وكانوا يائسين من المعجزة….وإذا بالأقدار تجلبهم قادة مناضلين كدون كيشوت عندما حارب طواحين الهواء,,,,,, ليجدوا انفسهم قادة الملايين ويجدون الخزائن المالية التي لم يروها في أفلام الخيال العلمي…. مشرعة الأبواب أمامهم!!! تعالوا للعناق …. فماذا فعلوا؟ لم يصونوا أمانة الناس…. تركوا كل القيم الدينية التي من أجلها أنتسبوا للشهيد الصدر… وتصدرّوا المشهد السياسي ولهم عمق مذهبي كبير دون أن يحققوا للشعب الفقير وكل بائس أي شيء منذ2003 ولحد الآن…..هل بنوا مجمعا واحدا سكنيا للفقراء؟ هل بنوا مستشفى واحد أو جسرا واحدا وأستحدثوا شارعا واحدا…. مع كل الاسف …. بقت نفسها الشوارع والجسور والمستشفيات الصدامية مرتسمة في الخيال وفي الواقع العراقي الاجتماعي دون تغيير…. اما المليارات المتاحة فقد ذهبت كالهواء دون أن تكون هناك بوصلة للصرفيات وكإن كل حراميوا بغداد حضروا وليمة التاريخ كله!!!!
اليوم يُقال حضر مجموعة من المفتشين العالميين معهم وثائق وملفات للاستقصاء عن مليارات الدولارات…. ولااعلم هل يملكون السلطة ليسألوا كل رئيس وزراء بعد سقوط العار اين ذهبت الاموال؟ وهل يستطيعون ان يسألوا السيد مسعود البارزاني والاكراد اين ذهبت الاموال؟ وهل يستطيعيون سؤال مجالس
المحافظات العراقية جميعهم سنة وشيعة…كيف اتفقوا على صرف تلك المليارات في محافظاتهم في حين لازال المعقل والحيانية والخمسة ميل من مدن التراث العالمي للفقر!ولازالت الديوانية أفقر محافظات العالم مع السماوة…
ولازالت مدينة علي بن ابي طالب ع مدينة عادية لم يزرها العمران والتطوير نعم زارها تمدد القبور!!!! نعم ارتفعت اسعار المقابر وصارت بمساحات أوسع !! اما مدينة سيد الاحرار الحسين ع فحدّث ولاحرج لاحياة ولاعمران فيها وكإن السياحة الدينية وحدها لاتكفي للتطوير والسبب؟
البشر فقط لاغير.
ماذا ستفعل اللجان الدولية؟ تضع الاغلال في ايادي السارقين؟ أم ترفع تقاريرها للامين العام وهي مكللة بغار الفشل الذريع…أن المليارات في العراق تذوب كيمياويا كما يذوب الملح في الماء؟
لاول مرة أقولها لايوجد أمل!! وان البعث لازال يتحكم في من يحكمون! وإننا نحتاج ثورة حقيقية يقودها اناس عقائديون لايغرّهم بريق الذهب الدولاري ابدا وهم موجودون ولكن مفقودون!!
ماالعمل؟
الجواب سهل جدا…..أن يتظاهر كل عراقي بالبلادة!! وأن لايتابع اخبار بلاده! وأن لايهتم لكل صدمة يراها ويعيشها ويسمعها…لان الصدمات في العراق لاتنتهي إبداعاتها… ففي حين تتوقف هوليوود لالتقاط الانفاس والتحضير لعمل فني كبير…. لايتوقف الحدث في العراق عن الصياغات الفلمية كل يوم….
وقد يأتي يوم يثور الشعب ويقتلع كل شيء… ولكن الجيل الذي سيتصدى أيضا سيعميه بريق الدولار…. وسينسون الشعار العظيم….. ياليتنا كنا معكم ونفوز فوزرا
عظيما!!! لانهم ببساطة لم يكونوا معهم ابدا ولكن فازوا بالدنيا فوزا عظيما!