الرئيسية / مقالات / اسلاميون و يساريون وأشباههم يتحالفون في محاربة الفتلاوي !

اسلاميون و يساريون وأشباههم يتحالفون في محاربة الفتلاوي !

السيمر / الخميس 25 . 08 . 2016

عبد الصاحب الناصر

العنوان هو اتهام اتقدم به شخصيا و اتحمل تبعاته . أولاً، من هم هؤلاء؟ وثانياً، البحث عن الاسباب،(ان كانوا هم مخلصين و الدكتورة الفتلاوي في قفص الاتهام ) وثالثاً، لماذا يتخوفون من صراحتها و شجاعتها و حبها للعراق ؟
بدءً، أقول انا شخصياً يساري و منهجي في الحياة العلم و المنطق، والنضال من أجل العدالة الاجتماعية، يوم كان اليسار يساراً حقيقياً ولم يسقط ليلتقي مع اليمين المتطرف عند حوافر الفرس على حد تعبير لينين. و لي من العمر ما حملني خبرة طويلة . فمنذ عام ١٩٥٦ حين توقفت في الأمن العامة بسبب مشاركتي في التظاهرات احتجاجاً على العدوان الثلاثي على مصر ،و لي آنذاك ١٦ سنة فقط، ثم سجنت سنة ٦٧ بعد عودتي من الخارج بتهمة الشيوعية، ثم هجرت هربا من العراق سنة ١٩٧٦الى المملكة المتحدة لنفس السبب .
و لست ممن لا يعترف بحق الناس في عبادة الله سبحانه و تعالى، و لا يجوز الاعتراض ، او الاعتداء على معتقدات الناس او مقدساتهم .
(١) منذ اكثر من ثمان سنوات ، كان اليسار و من يرتدي ثوب اليسارية و يتاجر باسم اليسار (و من يرقص على حس الطبل خفن يرجليه) و من لا يمحص في الاشياء للبحث عن حقيقتها كالاتهامات الباطلة ، و من في نفسه مرض . كل هؤلاء يرتكبون هذه الأعمال باسم الوطنية، ولكنهم يغفلون أو يتغافلون ( و لا اعرف لماذا) ، ان التعاون مع اي شخص مخلص للعراق في محنته هذه ، فهو خير و حسنة للعراق و يوجب التعاون معه لاصلاح الحال ، فلا اصلاح يهبط من السماء ، و الا فهم يؤمنون بالله كذلك ، فلم الاعتراض إذا؟. و منذ وزارات المالكي ثم وزارة العبادي تستمر هذه الاتهامات لهذه السيدة الكريمة الشجاعة الدكتورة حنان الفتلاوي، و لم يقدم اي منهم أي دليل واحد ٌثبات تهمته ضد هذه السيدة .و لا يسع المجال لذكر كل تلك الاتهامات التي تتوسع و تنتشر بسرعة البرق ، و يساعد بعضهم في اعادة نشرها حتى كثير من الذين نتوسهم فيهم الاخلاص للعراق، لكنني ساذكر واحد من تلك الاتهامات التي نشرت هذه المرة و “باسرع من البرق “.اذكرها لا على التعيين و لكن لمجرد سخافة التحامل على هذه السيدة العراقية، متناسيا بانه يدافع و في شريط الفيديو هذا عن الانوثة في العراق، بالاخص عندما يقدم نفسه كشاعر شعبي عراقي
المقصود هنا هو المدعو هاشم العقابي، الاعلامي الذي يطرح نفسه الآن كيساري بعد أن خدم البعث حتى سقوطه، وهو الذي كتب أطرحته الدامعية بعنوان (القيم الخالدة في أحاديث السيد القائد صدام حسين)، والآن انضم إلى جوقة فخري كريم. يقدم هذا الشخص موضوعاً بعنوان: (الأنوثة العراقية في خطر، حنان الفتلاوي نموذجا). تصوروا كمية هذا النفاق المفضوح في جملة واحدة ناهيك عن فحوى الاتهام ، الذي سماه : (ظاهرة حنان الفتلاوي ).و تكلم عن الخطر الذي يصيب العراق ، و بالأخص يصيب الانوثة العراقية ، يا سلام ! .
ادعى ان الانظمة الشمولية تستهدف الانوثة ، لكنه لم يذكر لنا ما علاقة الدكتورة حنان بالانظمة الشمولية، و هي سيدة مناصلة بمنتهى الشجاعة الأمر الذي جعلها مستهدفة من سياسيين عراقيين و من مختلف الاحزاب و الكتل السياسية في هذا الزمن الأغبر. لماذا اذن يحملها ما يفعله هؤلاء و هي ( انثى ) و محاربة من كل هؤلاء اصلا ؟. يحاربها الصدريون و يحاربها الاكراد و يحاربها الاخوان المسلمين ، و يحاربها حتى بعض اعضاء حزب الدعوة، ناهيك عن البعثيين ووأذنابهم وأشباههم، (وأشباه الرجال وما هم برجال). و ربما سيطلع علينا العقابي يتهمها بانها سبب فشل الاحزاب اليسارية في الحصول على مقاعد لاعضائها في مجلس النواب في الدورة الحالية .هذا وقت عجيب و فاقد المصداقية و مشرع لاي كان .
كما يحاربها اليسار الذي يتظاهر في ساحة التحرير منذ سنوات احتجاجاً على الفساد و المحاصصة و الشراكة الوطنية ” سيئة السيط ” والدكتورة الفتلاوي من وقفت في مجلس النواب و طالبت مع غيرها بكل اهداف اليسار تلك اي محاربة الفساد بكل اشكاله و محاربة المحاصصة و محاربة العنصرية و الطائفية . لكن ، و يا للعجب ، ان يتعاون هذا اليسار مع مقتدى الصدر، و لم يدرك خطورة الانتماء في احضان هذا الجاهل الخبل، و سرعان ما خذلهم .، بل واحتقرهم بعد أن ضحك عليهم، فتساءلت مستفسرا من بعض قادة اليوم عن هذا الانتماء و بهذه السرعة رغم مخالفته العقائدي للماركسية اللينية التي يدعون رفع لوائها، فقيل لي مستشهداً بقول لينين” العظيم”، (ليس المهم مع من تتحد بل المهم هو ان تعرف على ماذا تتحد ، فان كانت نبوءة السيد لينين صادقة ، اليس من الاحسن إذا ان تتحدوا مع هذه السيدة التي تقدم الاعتراضات و الاتهامات و تسندها بادلة حقيقية في الاستجوابات التي لم تتمكنوا من تقديمها انتم؟ .
و يعاديها الصدريون لان اكثر قادة هذا التيار هم من البعثيين و ان بعضهم لم ينتموا ، فوجدوا في مقتدى “القائد الضرورة” الذي أدمنوا عليه، و مقتدى يجمع في شخصه المواصفات التي يجب توافرها في القائد الضرورة مثل قلة الذكاء، والصلافة ، و التقلب في ارائه حسب الطلب و حسب السلف و حسب ذكاء من يستخدمه في هذه المشكلة او تلك .
و يتهمها أتباع بارزاني ، و لا يحتاج الانسان ان يكون عبقرياً ليعرف السبب، و الاتهامات الاخيرة و القطعية السياسية بين الاحزاب الكردية اكثرها مع حزب ال برزان هو احسن دليل على ما طرحته و تطرحه هذه السيدة على الدوام .
و يعاديها بعض اعضاء حزب الدعوة الاسلامية و كثير منهم ممن اشتركوا في المؤامرة و الانقلاب على الشرعية الانتخابية في العراق. و يقودهم السيد على العلاق ، لكن السيد العلاق ليس من مؤازري الحفاظ على الانوثة العراقية كما اعرف او اتصور .
(٢) بعد التغير لبس كل سياسي العراق تقريبا ثوب المحاصصة البغيضة، يوم على شكل انتماء و اخر من اجل المحافظة على التمويل و اخر من اجل البكاء على سنة العراق، و اخرون من اجل البكاء على اليسارية و اخرون استنبطوا اسطورة الحفاظ على الانوثة العراقية، و اخرون يرقصون على حس الطبل و اخرون تاخذهم النستالجيا لبعدهم عن العراق فاصبحوا يعشقون العراق مع كل الاخطاء الاجتماعية ، ينشرون افلام و اغاني كانت مستهجنة اجتماعية الى ما قبل التغير، و لم يتصوروا يوما ان يتقدم عليهم ليقودهم هاشم العقابي الذي كتب اطروحته عن القائد جرذ ابن العوجة ، تحببا ببطولة صدام حسين ، و هكذا ، لكني اتفهم لماذا يعاديها فخري كريم صاحب جريدة المدى وجوقته ، فالرجل يعرض بضاعته لمن يدفع اكثر، والآن هو بوق بارزاني . سانتظر لو طال بي العمر لمن سيكون ولائه بعد تقسيم اقليم كردستان بين الاحزاب الكردية . بالتأكيد سيكون مع الذي يدفع أكثر. إذ كان مع السيد جلال طالباني حين نصبه “رئيس المستشارين”، إي نعم والله رئيس المستشارين، ولا أعرف ما هي المشورة التي كان يقدمها للرئيس طالباني؟ وبعد أن طرده طالباني صار بوقاً لبارزاني.
(٣) ثم “لماذا ” يا ترى يتخوفون من صراحة السيدة حنان الفتلاوي ؟.
السبب في اعتقادي هو ان سياسي العراق في الداخل و في الخارج يحسون بفقدان الحظوظ و الفرص و الوقت / اي الاعمار ، بعد ابتعادهم عن العراق طويلا .لم يكن هذا اختيارهم طبعا ، بل هو الزمن العاهر الذي مكن اشباه الرجال من حكم العراق، و الى هذا اليوم ، فتدفعهم الحسرة مصحوبة بالنستالجيا الى انتقاد كل من هم في العراق في مواقع المسؤولية او في مواقع ادارية ، يتصورون انهم احق بها من غيرهم، و لا يفرقون بين من يحمل الامل بتحسين الوضع في العراق ، الامل على قلته !. فلا التغير سيحصل بين ليلة و ضحاها و لا هم يؤمنون بالمعجزات او بقدرة قادر . كتب الروائي صوموئيل بكت هذه الجملة التي اعتز بها و اؤمن: “حاول دائما ، و ان فشلت ؟ لا يهم ، حاول مجددا ، و افشل مجددا ، و لكن افشل بصورة افضل ” .
Ever tried. Ever failed. No matter. Try Again. Fail again. Fail better.
فلو فرضنا ان الدكتورة حنان الفتلاوي تحمل خمسين بالمئة من الحس الوطني، و إن هذا تجني صارخ في اعتقادي ، لكنني استعمله كافتراض فقط ، اليس من الانصاف ان نتفق معها في نصيبها من الحس الوطني لنبني اسس صحيحة للوطنية في العراق؟ الم يكن و الى يوم قريب جدا، فخري كريم عضو مهم في الحزب الشيوعي ، الم يكن عبد الحسين شعبان قائدا في الحزب كذلك الذي زار القذافي في خيمته ليستلم المقسوم ، الم يكن جاسم الحلفي و الى يوم امس عضو المكتب السياسي للحزب و كان مهم و بطل جدا ؟ ثم انقلب و تاجر .، وصار ظلاً ملازما مقتدى الخبل؟
لكن مشكلة هؤلاء السياسيين في العراق على العموم و بالاخص القدماء منهم لا يؤمنون بمرحلة البناء و الخطوات ، و هذه المرحلة تتطلب من كل مخلص، ناهيك عن شخص حريص و شريف و فاعل و مثقف و وطني حد العظم ، مثل الدكتورة الفتلاوي .
أتوقع أن أستقبل بعد هذه المقالة اطناناً من السباب و الشتائم ، وهذا لا يهمني فانا اعرف نفسي ، لكنني ساعترض على اي اتهام و بالأخص ممن فقدوا البصر والبصيرة.

مهندس معماري – لندن

اترك تعليقاً