السيمر / الخميس 15 . 09 . 2016
عبد الجبار نوري
ثمة خبرٍ عاجل والوطن في مركز العاصفة الهوجاء ، و قيادات التحالف الوطني ينقلون جثمان تحالفهم المتشظي والمأزوم والمبتلى بألتهاب مفاصل مكوناتهِ إلى ردهة الأنعاش تحت أشراف رئيس الأطباء حكيم الزمان ، الذي راهن وبشيءٍ من التحدي لعلهُ يعيد( للتخالف ) الوطني رمقاً من الحياة ، ونسي الطبيب الحكيم ما قالهُ حكماء زمان الخير زمان الرجال لا أنصافهُ{ هل يصلح العطار ما أفسدهُ الدهرُ؟} أو هل لدى السيد معجزة ؟ في ترميم البيت الشيعي الآيل إلى السقوط !!!
يفكر البعض بأن مشاكل التحالف مرتبط حلّها بالبحث عن رئيس جديد مختص بالمكياج والتجميل دون أن يعلموا أنهم الأخوة الأعداء ( أخوة كارامازوف )لم يدخلوا سوق البرلمان ألا وقلوبهم شتى سلاحهم التسقيط السياسي وحتى على بعضهم البعض ولأن أزمات المشاكل الأقتصادية والمجتمعية والأمنية هو من عبثية مسيرة التحالف الوطني في خلق الأزمات والسير بموجب نظرية المؤامرة ، والمحاصصة الطائفية لتقسيم المغانم والمناصب ، وأن هذا التحالف يفتقد إلى مقومات الحزب السياسي الذي لديه رؤية وبرنامج سياسي ، وهي تقبع تحت عمامة وعباءة الحزب السياسي ، وشهد الأئتلاف الوطني أو التحالف الوطني ضعفاً بالقيادة بعد رحيل السيد عبد العزيز الحكيم ، وكان أستلامهم للسلطة في 2014 كانت مخاطرة لتأريخ الشيعة السياسي وأستلاب موروثاتهم الوطنية في ثورة العشرين وأنتفاضة 1991ضد أعتى دكتاتورية يمر بها التأريخ ، واليوم بعد مرور سنوات العجاف العشرة يعاني التشظي والأنقسام لجسد أكبر كتلة داخل البرلمان حيث يشكل النصف زائداً واحد وبأمكانهِ تمرير أي قانون يصب بمصلحة الوطن .
وهو شيءٌ جيد ان يعيد التحالف الوطني في ترميم بيتهِ في التحالف وخصوصاً في هذه الأوضاع الحساسة والمأزومة من تأريخ العراق السياسي ، ولكن الواقع المفروض شيء والمعطيات السياسية شيءٌ آخر في خروج التيار الصدري خارج السرب ، وحدوث الأستجوابات حسب المصالح الفئوية ، التنافس الشديد على منصب رئيس الوزراء ، ومستجدات التنازل المفرط أمام الكرد .
فهو في حالة موت سريري ينتظر التشييع ، حتى لو أفترضنا حضور المهدي المنتظر ليقود هذا الجمع بقلوبهم الشتى وطرائقهم القددى ، والذين قيّحو قلب الأمام علي وخذلوا أبن عقيل في الكوفة ، وقزموا الرقم سبعين ألف بسبعين مع الحسين في كربلاء ، وبحوا صوت المرجعية .
المهم هذا الذي يسمونهُ التحالف الوطني فشل في :
-تقديم الخدمات لأبناء وطنه .
– وفشل في ضبط الأمن الداخلي لمساحة جغرافية العراق وخصوصا للمناطق التي تمثلها مذهبياً .
– مزاجيات قادتهم وعنترياتهم وهذياناتهم ، وأتفاقهم على أن لا يتفقوا .
– الصراع على السلطة والثروة أدت إلى تصدع التحالف فبقي شكلاً لا مضموناً ، فأنفرط عقد مؤيديه منذ ولادته في 2014 ، فالعملية السياسية أصبحت كسيحة عرجاء .
– أزمات أقتصادية مستعصية من معطياتها تصفير الخزينة وجيش من البطالة .
– أزمات مجتمعية تلتهب بحرائق طائفية وأثنية ، وأصطدامات مسلحة دموية بين العشائر ، وحوزة السلاح الخفيف والثقيل بيد هب ودبّ .
– فشل الدبلوماسية الخارجية ، والتبعية لبعض دول الجوار، والصمت المطبق على أختزال سيادته ، وسريان تيار المحاصصة في السفارات حسب هوية السفير .
– الفلتان الأمني بتكرار التفجيرات والعبوات الناسفة والأنتحارين على مساحة العراق وخصوصا المناطق الشيعية .
أخيرأ / على مساحة هذه المعطيات التي تفرض نفسها ، فهل الرئيس الجديد الحكيم قادرعلى التعامل الدوبلوماسي في حلحلتها على الأقل أو حلّها ؟ !!
و(أقلّها ) : الهوة بين مجلس الأعلى ودولة القانون ، وأدامة أستمرارية الزخم اللوجستي في التسليح والميرة للحشد الشعبي ما دامت المعركة مستمرة مع داعش ، الأنفصاليون أصحاب فكرة الأقلمة ، ومشكلة الخدمات اليومية . البرلمان العراقي الفاقد لنظامه الداخلي . مشكلة التيار الصدري الذي يغرد خارج تغطية خيمة التحالف ، و مشكلة ساسة السلطة وخصوصاً المدعشنين منهم ، وأضافة إلى الضغوط المحلية والأقليمية والدولية ، وهنا سؤال يفرض نفسهُ هناك حقيقة أن أراضينا المحتلة من قبل عصابات داعش وخصوصاً الموصل ، فكيف سيتعامل هذا التحالف ورئيسهُ الجديد مع المعطيات السلبية الشاخصة للأعلام بوضوح هوية الأنفصاليين أصحاب شعارات الأقلمة المبيّتة تحت خيم ومنصات الأرهاب و الخيانة في الأنبارمنذُ أكثر من سنتين .