السيمر / الثلاثاء 20 . 09 . 2016
عبد الجبار نوري
لقد زُيّفَ وزُوِرَ الـتأريخ الأسلامي في العهدين الأموي والعباسي ، ومؤيديهم من وعاظ السلاطين ، فالحاكم مقدس تحت عباءة نظرية الحق الرباني التي تقوم على كم الأفواه وألغاء الآخر وأقامة الحد على من لا يبايع الحاكم الأسلامي المعمد من السماء ، فأصبحت التهمة ( مخالفة ولي الأمر ) جاهزة للقصاص ، وسار الحكم السياسي من سوء إلى أسوأ حيث الحكم الوراثي ، والتمسك الشديد بتخت الخلافة بميكافيلية مقيتة ومهما كلف الأمر ، وشواهد التأريخ توضّح أقامة حكومات مستبدة بعد العهد الراشدي على الدم والجماجم ، وسحق الأنتفاضات والثورات بقمعٍ مفرط .
فكان يوم 18 ذي الحجة عام 10 للهجرة يوم تعيين رجل الحق والمروءة والكلمة الطيبة والرحمة وأحد من أشهر رموز أقامة الدين الأسلامي وهو الأمام علي أبن أبي طالب ، من قبل النبي محمد خليفة على المسلمين ، والذي قال فيه قولتهُ المشهورة { ألا من كنت مولاه فعليٌ مولاه ، اللهم والي من والاه وعادِ من عاداه ، وأدر الحق معهُ حيثما دار } ، مستنداً إلى الأيه 67 من سورة المائدة { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل أليك من ربك ، وأن لم تفعل فما بلغت رسالتهُ } وحضر البيعة 120 ألف مسلم ، وبايعهُ 180 صحابي ، و360 تابعي ، وحتى النساء ، والشاهد الأقوى على حقيقة بيعة الغدير هو تهنئة الخليفة الأول والثاني للأمام علي ، وأحقاق البيعة لهُ .
شهادات المؤرخين
* النيسابوري/ ثمار القلوب ج2 ص 906
اليعقوبي/تأريخ اليعقوبي ج1 ص 422 * النسائي / فضائل الصحابة ص15
*أبن عساكر/ تأريخ أبن عساكرج2 * الخوارزمي / المناقب ص 156
* أبن المغازلي / كتاب المناقب ص31 * ابن خلدون/ المقدمة ص 246
* أبن كثير / تفسير القران ج2 ص15 و كتابه البداية والنهاية ج5 ص29 * أبن حجر / كتاب الفتن ص 159
* الآلوسي / روح المعاني ج4 ص282 * مسند ابن حنبل ج5 ص 32
* السيوطي/ تأريخ الخلفاء ص169 *الفخر الرازي/ تفسيرالامة
* الطبري/ ذخائر العقبى ص67 * العلامه الأميني / كتاب الغدير ج1 ص 51
* الذهبي / التلخيص ج3 ص 109
* الطبراني/ المعجم الكبير باب الفاء حديث رقم 15048 و18410 و18573 و18703
* مستدرك الحاكم/ كتاب معرفة الصحابة حديث رقم 4686
سلام عليك يا سيدي— أنك والله جبل في الصبر وراية في السلم وحقن الدماء ، وزهدك وتعففك من دنيانا الفانية وانت القائل : { لقد أخذت من دنياكم طمرين ولطعامي قرصين — أنكم لا تقدرون عليه فأعينوني بالورع والأجتهاد والعفة والسداد } ،وأنت ابو الحق الذي قلت فيه ( لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه) ، وقال فيك الشافعي ” ماذا اقول لرجلٍ يخفي فضائله محبيه ( خوفا) وأعداءهُ ( حقدا) مع هذا فاضت علومهُ وآثارهُ جنبات العالم ” .
ونشكو لك
سيدي من بعض محبيك هذا العصر من سياسي الكوفة والذين قلوبهم معاك وسيوفهم عليك لقد ضيعونا ومزقوا وطننا ، وأضافوا رتلاً رابعاً لأعدائك الثلاثة القاسطين والناكثين والمارقين والسارقين .