السيمر / الثلاثاء 27 . 09 . 2016
محمد صادق الحسيني / ايران
ثمة أمر ما يعدّ في الكواليس لقلب المعادلة في اليمن على رؤوس السعوديين…!
ويُعتقد بقوة بأنّ تحالف موسكو وطهران الاستراتيجي حول سورية يتمّ توسيعه ليشمل الملفّ اليمني أيضاً…!
من جهة أخرى، فإنّ المجتمع الدولي يبدو عليه أنه تعب من سوء إدارة آل سعود لملفي الحرب والسلم هناك، ويبحث عن إمكانية تدخل منفرد وتفاهمات تشبه ما يحصل في الملف السوري…
ويُعتقد أنّ الروس بصدد العودة الى دوائر نفوذهم أيام الاتحاد السوفياتي من بوابة علي عبدالله صالح، فماذا ينتظر اليمن بعد إعلان المجلس السياسي الأعلى وقرب تشكيل حكومة جديدة في صنعاء؟
المصادر المطلعة على كواليس صنعاء وموسكو تقول الآتي:
اولاً، قام مستشار الرئيس علي عبد الله صالح، أحمد الصواف، بزيارة سرية مطوّلة قبل نحو أسبوعين إلى موسكو والتقى خلالها كبار المسؤولين الروس في وزارتي الخارجية والدفاع، وتمّ الاتفاق معهم على الدور الروسي المرتقب والمطلوب في اليمن على المدى المنظور.
ولكن من دون التطرق لتحديد موعد معيّن لبدء تحرك عسكري روسي في المنطقة.
ثانياً، بناء على هذا الاتفاق، الذي أبلغ الطرف الأميركي بفحواه قام الأميركيون بسحب خبرائهم المشاركين في الحرب مع السعودية. وكذلك فعل الإسرائيليون بطلب أميركي، في محاولة لعدم خسران واشنطن لما تبقى لها من إمكانية عودة لنفوذها في اليمن…!
ثالثاً، تمّ خلال لقاءات أحمد الصواف مع المسؤولين الروس التوافق على المضيّ في خطوة المجلس السياسي الأعلى في اليمن، أو بالأحرى الإعلان عن إقامته، لأنّ المشاورات اليمنية الروسية بهذا الشأن كانت جارية منذ أواسط شهر حزيران…
رابعاً الهدف من إنشاء المجلس السياسي، كما تتمنّى روسيا هو إيجاد هيئة يمنية لها شرعية معينة ليبدأ التعامل الرسمي الروسي معها بعد إنهاء إجراءات تشكيل الحكومة اليمنية الجديدة التي ستطرح تشكيلتها على البرلمان اليمني لمنحها الثقة. وبالتالي تصبح حكومة برلمانية ذات شرعية كاملة.
خامساً، تصريح علي عبد الله صالح قبل أيام والذي دعا فيه روسيا الى التعاون مع اليمن في مكافحة الإرهاب هو تمهيد لطلب رسمي سيقدّم لروسيا من الحكومة اليمنية الجديدة عندما يتمّ تشكيلها ومنحها الثقة في البرلمان.
سادساً، حتى استكمال هذه الإجراءات البرلمانية/ القانونية، والتي ستجعل أيّ تدخل روسي مطابق للقانون الدولي لكونه سيتمّ بناء على طلب من حكومة شرعية، أقول حتى ذلك الحين الجهات العسكرية الروسية باتخاذ الإجراءات والاستعدادات الضرورية لتنفيذ أمر العمليات، الذي لم يصدر حتى الآن عن القيادة السياسية الروسية بانتظار انتهاء الترتيبات في اليمن.
سابعاً، بناء على ما تقدّم فإنّ الساعة الصفر للتدخل الروسي في اليمن لم تحدّد بعد خاصة أنّ هناك ترتيبات ميدانية، ايّ عمليات تخطيط وحشد عسكري، يتمّ العمل على إنجازها بين الجانب الإيراني والجانب الروسي، حيث سيكون لسلاح الجو الإيراني وكذلك البحرية الإيرانية في بحر العرب وخليج عدن دور أساسي في العمليات العسكرية مستقبلاً، كما يعتقد مراقبون.
ثامناً، كما أنّ تصريحات وزير الدفاع الإيراني قبل أيام حول احتمال فتح قواعد جوية ايرانية، غير قاعدة همدان، أمام سلاح الجو الروسي، إذا ما دعت الضرورة الى ذلك، يعتبر جزءاً من عمليات الحشد السياسي لمرحلة التدخل العسكري المقبلة.
تاسعاً، لن تبدأ العملية العسكرية في اليمن قبل اكتمال الحشد البحري الروسي في شرق المتوسط وإنجاز الترتيبات المشتركة في مجال العمليات البحرية، بين روسيا وإيران والصين التي سيكون لها دور هام في عمليات المساندة المختلفة في العمليات البحرية انظر زيارة الوفد العسكري الصيني لدمشق قبل أيام… .
كلّ ما سبق هو معلومات دوائر مختصة متابعة لكلّ تطورات المنطقه بدقة.
فهل نشهد في القريب العاجل تحوّلاً دراماتيكياً في مسار الحرب الظالمة على اليمن، بما يجعل حكام الرياض يضطرون الى استدارة أقوى من استدارة أردوغان…!؟
الأيام والأسابيع المقبلة ستجيب على هذا السؤال…
البناء اللبنانية