الرئيسية / مقالات / يا طريق الشعب، الحشد الشعبي ليسوا اعداءكم !

يا طريق الشعب، الحشد الشعبي ليسوا اعداءكم !

السيمر / الثلاثاء 04 . 10 . 2016

عبد الصاحب الناصر*

طلعت علينا صحيفة طريق الشعب، الجريدة الرسمية للحزب الشيوعي العراقي، يوم الخميس الماضي بمقالة عن الاستعدادات لتحرير نينوى/الموصل تحت عنوان:
(معركة الموصل ومستلزمات الانتصار)،
ذكرت فيها كل القوات المشاركة في هذه الحملة الوطنية الباسلة، دون أية إشارة ولو لمرة واحدة إلى اسم الحشد الشعبي في طول المقالة وعرضها . وهذا التساؤل موجه للاخ مفيد الجزائري (من مواليد الحلة)، المشرف العام على الصحيفة و رئيس تحريرها . اننا لا نملك الا ان نقول له، و للصحيفة الرسمية ” طريق الشعب”، ان الحشد الشعبي ليسوا اعداء لكم ، وكان على الأقل أن تضعوهم بمستوى البيشمركة لتكونوا منصفين و مساوين في دعوتكم للاستعداد لمعركة الموصل، وضمن مستلزماتها، كما تدعون للانتصار.
هكذا جاء في السطر الاول للمقالة” الافتتاحية “:
(تحرر قواتنا المسلحة والقوى والتشكيلات الداعمة لها من المتطوعين البيشمركة وابناء العشائر والتحالف الدولي).
و لم تنس طريق الشعب ان تصر و تضيف هذه الفقرة على انها من مستلزمات الاستعداد لتحرير الموصل، و هو اعتراف لمسعود البرزاني بحقه في احتلال الموصل هكذا:-
((وتفعيل المادة 140 ذات العلاقة بمعالجة قضايا المناطق المتنازع عليها)).
وما ذكر هذه الفقرة إلا لتأكيد تبعية بعض قادة الحزب لمسعود برزاني” ولي امرهم ونعمتهم”، بدلالة انهم ذكروا حتى قوات التحالف الدولي، ومع ذلك يتخوفون من ذكر الحشد الشعبي ترضية لمسعود و وفزعه من الحشد، في وقت هم من يدعون الى تأجيل الخلافات الى ما بعد تحرير الموصل .
و نتساءل من صحيفة طريق الشعب، من يقف مع تدخل القوات التركية في شمال العراق، أليس مسعود برزاني، كما صرحت القيادة التركية بذلك مرارا؟
و الفقرة ادناه فيها من العجب ما يدين منطق دعوة الحزب للاستعداد لتحرير الموصل، انقلها كما جاءت :-
((وعليه فان تلويح تركيا بالتدخل ورفضها سحب قواتها من أراضينا، هما موضع استنكار وإدانة)).
ونحن إذ نسأل: اين تتواجد القوات التركية، يا طريق الشعب؟ اليست هي في مواقع متعددة في اقليم كردستان وبمواقفة رئيس الإلقيم المنتهية ولايته، يتخوف من اشراك وحتى الاعتراف بالحشد الشعبي الذي يعود له الفضل في تحرير المناطق من داعش؟
إذا لم تتخوفوا او تستنكفوا او تستحوا من ذكر مساهمة التحالف الدولي، اليس من الانصاف ان يذكر الحشد الشعبي إذاً؟ علماً بأن التحالف الدولي اعترف بجهود الحشد الشعبي في مقاتلة داعش و الارهاب و تحرير الاراضي .
كونوا منصفين من منطلق مصلحتكم على الأقل، فالانتخابات قادمة، و سيتذكر الشعب مقالاتكم ومواقفكم و لن ينفعكم الوقوف مع من شل برلمان كردستان، وحكومة الاقليم و (نزل أخيراً من بغلته!) جاء يستجدي من بغداد لتلميع صورته عند الشعب الكردي، بعد كل تصريحاته العنترية الحاقدة أن العراق أنتهى!!
كما نتساءل، فعندما تذكرون تحرير المناطق التي احتلها داعش، كالانبار و صلاح الدين و ديالى، ألا يجب ذكر من ساهم بتحريرها؟ هل ساهمت قوات البيشمركة بتحرير هذه المناطق؟ ام انه يتخوف كاتب المقال من اسم الحشد الشعبي، في وقت يدعو الى تكاتف جميع قوى الخير للمساهمة في تحرير الموصل .فهل الحشد الشعبي ليس من قوى الخير؟ ألا يُفهم من مقالتكم هذه على انكم تعتبرون الحشد الشعبي ليسوا من القوى الخيرة؟
قليلاً من الانصاف والشجاعة في قول الحقيقة يا طريق الشعب. نعرف عن السقوط حين يتهاوى ، لكننا لا نعرف كيف ان هذا السقوط يتسارع و بهذه السهوله ؟.

* مهندس استشاري
لندن في 04/10/2016

اترك تعليقاً