السيمر / الأربعاء 05 . 10 . 2016
قحطان جاسم جواد
يقال :انه ذات مرة كان الزعيم عبد الكريم قاسم يمشي في زياراته الليلية الشتوية في المناطق الشعبية مع احد مرافقيه عام 1961, وكان الزعيم يتدثر بمعطف عسكري وبدون رتب. وحين وصل كراج علاوي الحلة وقت الفجر قرر ان يتناول فطوره عند امرأة في الخمسين من عمرها تبيع القيمروالشاي. فجلس الزعيم قبالة المرأة وهي لاتعرف من هو.
فسألها الزعيم , هل لك معيل يعيلكم انت وبناتك؟ فردت عليه زوجي معاق في حرب فلسطين سنة 1948 ,ونحن نسكن في بيت من الطين في منطقة الوشاش , وانا الوحيدة مع هاتين البنتين نعمل في هذه المهنة منذ خمس سنوات.فرد عليها الزعيم وهل شكوت حالك للزعيم , وهنا ردت عليه بعصبية ( انعل ابو الزعيم )!
وقد تغيرت ملامح وجه الزعيم, ليقول لها ( يمه انا صديق الزعيم وهاي ورقة مكتوبة له وان شاء الله الزعيم ماراح يقصر) وياج . بعد يومين من اللقاء بهذه المرأة جاء الملازم اول كنعان خليل ليخبرها بأن هذه ورقة مكتوبة بخط الزعيم تقول: كل من تقع هذه الورقة بيده توصيل صاحبها لمقر تواجدي. وبعد ان اخبر المرافق الزعيم بذلك طلب احضارها فورا. وبعد دخولها لغرفته حيته بأجمل التحايا.
وطلب من المراسل جلب عشرة نفرات كباب من مطعم الاخلاص وكان سعر النفر الواحد ستين فلسا وبعد وصول الطعام ,جلس الزعيم امامها وهو يشرب كوب الشاي المخلوط بحليب .وبعد الانتهاء من الفطور , طلب حضـــــــــور مدير الشعبة الرابعة في وزارة الدفاع وكذلك مدير عام التقاعد وقرروا تخصيص راتب تقاعدي لزوجها مقداره خمسون دينارا شهريا. و طلب من مدير الشعبة الرابعة بأن يخصص لعائلتها دارا من دور الطوبجي. وبعد انصراف هذين المسؤوليـــــــــــــن, اخرج من جيبه كل مايملك وهو 17 دينارا . فشكرته المرأة وارادت تقبيل يده فابى ذلك وقال لها: ( هل عرفت صاحب الزعيــــــــم الذي كتب لك هذه الورقة؟) فردت عليه (لا والله بس هو طيب مثلك) فرد عليها بابتسامة (يمه انا صديق الزعيم) لتثور المرأة باكية (انت الزعيم وانا شتمتك!!؟).