الرئيسية / مقالات / إنّ في كلّ مُنصفٍ شيعيّا..

إنّ في كلّ مُنصفٍ شيعيّا..

السيمر / الأربعاء 05 . 10 . 2016

طوني حداد / لبنان

“حينما جنّد يزيد الناس لقتل الحسين وإراقة الدماء، كانوا يقولون: كم تدفع لنا من المال؟ أما أنصار الحسين فكانوا يقولون: لو أننا نقتل سبعين مرة، فإننا على استعداد لأن نقاتل بين يديك ونقتل مرة أخرى أيضاً ”

الراحل الكبير “جورج جرداق”
……….
ماأشبه اليوم بالبارحه..
هم المرتزقه القتلة المأجورون طلاّب الغنائم والمتع والشهوات الدنيئه الشاذه..
هم حتى في مقتلهم و”نفوقهم” يساومون ربّهم – ربّ الدواعش الذي في مخيلتهم المريضة وحاشا لله – على غنائم “الجنه” ومتعها ويجعلون منه خادماً لغرائزهم البهيميه كما جاء في الرسم الذي نقله الشهيد “ناهض حتر” والذي كان ذريعة اغتياله .
ورجالنا هم المجاهدون الحقيقيون الذين جهادهم كما قال أمير المؤمنين عليّ ابن ابي طالب عليه السلام : “بابٌ من أبواب الجنّة فتحها الله لخاصّة أوليائه” ..
الجنّة التي بشّر بها الاسلام السمح ونبيّه العظيم هي جنّة الله الحقيقيه الطاهرة لاجنّة المخيلة “الداعشية” المريضة المهووسه المحشوة بأباطيل شيوخ وكهّان الضلال ..
رجالنا هم المجاهدون الحقيقيون الكرامُ الكرامُ أصحاب النفوس الأبيه والأنوف الحميّه الذين اختاروا مصارع الكرام على طاعة اللئام واختاروا السلّة على الذلّه وهيهات منّا الذله.
عظم الله أجورنا جميعاً -مسلمين ومسيحيين- بمصاب أبي عبد الله الحسين سيّد الأحرار ..
الحسين لم يعد فقط رمزاً دينياً مع احترامنا وتقديرنا لقدسية هذه الرمزيه ..
الحسين بالمعنى الانساني الشمولي هو كرامة الانسان التي خصّ بها الخالق الانسان “ولقد كرّمنا بني آدم “..
الإمام الحسين رمز المقاومه والتضحية والفداء ..
رمز الكرامة واحترام الانسان لذاته التي خلقها الله حرةً تأبى الهوان ..
صرخة المظلوم في وجه سلطان جائر..
وقفة العز التي دونها الحياة لامعنى لها ..
تجسيدٌ لقيم العدل والمساواة والإنصاف ..
الإنصاف أحد أهم القيم “الحسينيه” العظيمة وقيم العترة الطاهره ..عترة النبي صلوات الله عليه وآله ..
يقول الشاعر المسيحي ” بولس سلامه” في الإمام علي وفي إنصاف آل البيت عليهم السلام وأختم بهذه الأبيات :

لا تَقُل شيعةٌ هواةُ علٍّي …. إنَّ في كلَّ منصفٍ شيعيا
هُوَ فخرُ التاريخِ لا فخرَ شعبٍ…. يَصطَفِيهِ ويَدعِيهِ وَلِيَّا
جَلجَلَ الحقُ في المسيحي حتى . .. عُدّ مِن فَرطِ حُبِهِ عَلَويّا
يا سماءُ اشهَدِي و يَا أرضُ قَرِّي … واخشَعِي إنَني ذَكَرتُ عَليِّا

بانوراما الشرق الأوسط

اترك تعليقاً