السيمر / الجمعة 07 . 10 . 2016
عمار الجادر
عندما يكون الصوت الأول في الامة, هو صوت الرجل الذي يسكن في بيت مؤجر, ولا يستهلك من الملابي الا ثوبا واحدا ناصع البياض, لا نستغرب أن ينتفض الخياط عليه.
ان الخياط بعيد المدى على قناة المدى, فعليه ان يجعل من بضاعته أفضل ما يكون, ولكن لم تعجب زبائنه أمراء الخليج تلك البضاعة, فهو لا يملك تلك الخامة التي يرتديها السيستاني, حيث تقاوم الزمن ولا تبلى, وكلما تقادم عليها الزمن أزدادت بياضا و أناقة و جمال, و أمراء قطر رغم أمتلاكهم الدولارات الخضر, لكنهم لا يستطيعون أقتناء تلك الخامة التي لدى السيستاني, والخياط وقع بحيرة من أمره, فهو يمتلك الية الخياطة الحديثة جدا, ويمتلك أنواع الخامات الباهضة الثمن, وكذلك يمتلك حتى الستايل الذي يريد أن يجعل زبونه عليه, لكن لا يمتلك الخامة التي يرتديها السيستاني.
لمن يريد النصح, فالسيستاني لا يرتدي خامة من نسيج متعارف عليه, فخامته قليل من القطن تتخلله دماء وصلت الينا عبر الف ونيف من السنين, حيث كان بنو هاشم أشرف العرب و أطهرهم, من ذلك نتبين ان السيستاني أبن الحسين عليه السلام, والحسين أبن علي ( عليهما السلام), أي ان الرجل عربي أصيل اذا ما عرفنا انه يشترك بالعروبة من أم و أب, وكذلك حدثني أبي العربي الأصيل, عن صفات العرب قائلا: (( يا بني ان العربي لا يرضى بأن ينتهك عرضه, ولا ينسب الى بيت أو مهنة فهو ينسب الى قبيلة)), ثم أردف قائلا : (( يا بني توصلنا عقلا على ان الخالق خلقنا جميعا من أم و أب واحد, فكذب من قال اننا نختلف الا بالتقوى و غرابة اللغة)).
ان السيستاني أفسد ألأقتصاد والسياسة نعم! ولكن ليس ذنبه لأن ذلك الثوب الذي يرتديه باهض الثمن فوق ما تتصور, وهذه العلة الحقيقية يا أيها الخياط, فأن خيوط ثوبه لم ينسجها شخص تلطخت يده بدماء الأبرياء, كذلك هو يرى ببعد النظر لأنه قائد أمة, فلا يقحم أمته في دماء تكلفهم قانون جاستا, كما فعل حكام المهلكة وعجلوا بهلاك رعيتهم, وكذلك فهو يحافظ على يديه من أن تسلب ذاك الثوب رونقه, لو تعفنت بمصافحة أرباب السياسة الفاسدة, ومن هنا نرى ان الخياط لا يهمه الاقتصاد والسياسة, بل جل ما يهمه هو ان يتلطخ ثوب السيستاني لكي تستمر مهنته.
الخياط مستاء جدا لبوار بضاعته, فالسياسة الفاسدة بنضره فقط, و أقتصاده هو فقط من تعثر, فلا مدى تناغم قصر المدى في السياسة, ولا دولارات الخليج تطور مداه في الخياطة, حقيقة هو لا يخيط بل يمزق.