السيمر / الأربعاء 12 . 10 . 2016 — أجمع طلبة وأساتذة من وسط العراق، على تنفيذ فكرة موكب حسيني من نوع آخر لا يعتمد الطقوس المتبعة في إحياء المناسبات الدينية منذ مطلع “مُحرم” أول أشهر السنة الهجرية في التقويم الإسلامي.وتنشر “سبوتنيك” تسجيلا ً فيديويا ً للموكب الذي أسماه القائمون عليه بـ”موكب اقرأ” في مدينة الكوت مركز محافظة واسط (80 كم جنوب بغداد)، وتظهر فيه طاولات حديدية خاصة بتصاميم المواكب الحسينية، وعليها رصت كتب لأشهر علماء وأهم كتاب العراق، وعلى رأسهم علي الوردي، ورجال دين، ومفكرين، وقصص حب أيضا ً.
يحصل القارئ مع الكتاب من “موكب اقرأ” على استكان شاي، باللهجة العراقية، والتي تعني قدح صغير من الشاي، من المواكب الحسينية القريبة من الكتب، والتي تقدم قرابين من الطعام والمشروبات الساخنة لمحيي طقوس عشوراء المصادفة اليوم الأربعاء، الخاصة بذكرى استشهاد الحسين ثالث أئمة الحسين. وتحدث أحد منظمي “مركب اقرأ”، الشاب اسعد حسين كريم (32 سنة) الطالب في الكلية التقنية في بغداد، لـ”سبوتنيك”، عن الهدف والغاية من الموكب، قائلا ً “إننا نريد بناء شاب حسيني واع، فالإنسان الذي لا يقرأ ولا يفهم يجهل الإصلاح”. وأضاف كريم، اجتمعنا أنا والطلبة الأوائل على مركز محافظة واسط، وهم من كلية طب المحافظة، وعددنا تقريبا ً 20 شابا بيننا الأول على المدينة والثاني على العراق من الفرع العلمي للدراسة الإعدادية، وقررنا أن نقيم هذا الموكب”. وتابع، طلبنا دعم من أساتذة جامعة واسط، واستطعنا استعارة كتب من أصدقاء هؤلاء الأساتذة.. حصلنا على نحو 250 كتاباً ومنها كتب علي شريعتي وعلي الوردي، ولمحمد باقر الصدر، ومحمد صادق الصدر، ومرتضى مطهّري عالم دين وفيلسوف إسلامي شيعي، والشيخ اليعقوبي، وكتب سياسية واجتماعية وقصص عن الحب. “رأينا تقبل كبير للموكب، وهناك الكثير من الأساتذة زارونا وحتى عميد قائد شرطة واسط زارنا، حتى أن أصحاب المواكب التي بجانب خيمتنا، دعموا الفكرة لأنه أول موكب بهذا النمط”… حسبما وصف وذكر كريم. وعن آلية توزيع الكتب وتصفحها، أوضح كريم، أن الكتب المعروضة مقسمة إلى ثلاثة أقسام هي: بإمكان القارئ أن يقرأ الكتاب الذي يعجبه، وثانيا ً بإمكانه استعارة الكتاب الذي لم يكمل قراءته وإعادته لنا بعد أن ينهي القراءة، وثالثا ً شراء الكتاب وأمواله تذهب للمتبرع به أو نشتري بها كتابا آخر. ويرتب الشباب الكتب في موكب اقرأ القريب من جامعة واسط، حيث يتواجد عدد كبير من المثقفين في المنطقة التي يصفها كريم بذات السكان المثقفين، يوميا ً من السادسة — العاشرة مساءً. وألمح كريم، إلى أن الموكب يعمل على تنفيذ أفكار جديدة خلال الأيام المقبلة، ومنها دورات تنمية بشرية للشباب، ورحلات سياحية للآثار العراقية، مختتماً حديثه بعبارة “أن الإمام الحسين لا يقف على اللطم فقط”. وحباً وتأثراً بمعركة الطف وقعت على ثلاثة أيام وختمت في 10 محرم سنة 61 للهجرة والذي يوافق 12 أكتوبر 680م، بين الإمام الحسين، وجيش تابع ليزيد بن معاوية، والأحداث التاريخية المؤلمة التي شهدها العالم الإسلامي آنذاك، يُعبر الملايين من العراقيين ودول الجوار المتوافدين إلى محافظتي كربلاء والنجف في وسط العراق، عن حزنهم بالبكاء واللطم بالإضافة إلى تقديم القرابين المتمثلة بالطعام والشراب للزائرين.
/