الرئيسية / مقالات / ما وراء قانون منع بيع الخمور ؟!

ما وراء قانون منع بيع الخمور ؟!

السيمر / الثلاثاء 25 . 10 . 2016

عبد الصاحب الناصر

في لعبة عجيبة وغريبة كما يحدث دائما في العراق ، حُشِرتْ اوراق في اللحظة الاخيرة تمنع صنع و بيع و استيراد الخمور في العراق ، حشرت كإضافة لقانون واردات البلديات. لم تقرأ القراءات الاولى او الثانية ، ولم يُخبر النواب بحشرها ، كما لم يستشير قادة الكتل اعضائهم بشأنها ، و المهم لم يفكر اي من القادة و اعضاء مجلس النواب بتبعات حشر هذه الفقرة بهذا القانون وبهذه السرعة و في هذا التوقيت بالذات .
القانون هو :-
” واردات البلديات الذي أقره مجلس النواب اليوم، تضمن فقرة تحظر استيراد وتصنيع وبيع المشروبات الكحولية بكافة انواعها” ، الذي صوت عليه البرلمان.
ما علاقة قانون واردات البلديات بفقرة منع بيع المشروبات الكحولية ؟؟؟.
كيف ، لماذا ، من وراء هذا التجاوز في هذا الوقت؟ ثم لماذا لم ينتبه اي منهم لقذارة هذه اللعبة؟ و اخص منهم قادة و نواب التحالف الشيعي
ليؤكدوا لاردوغان اكذوبه السيطرة الايرانية على العراق، و ليعطيه الحجة في احتلال قواته لمناطق عزيزة من شمال العراق . .
اذا لم نقل عن هذا “لتحايل” ، خصوصا في هذا الوقت يوم توحد كل العراقيين لمحاربة داعش ، انها لعبة اعدتها و وقتتها و حشرتها ضمن القانون المملكة السعودية و تركيا و قطر.
انا ارى انها لعبة قذرة حاكتها السعودية و من يسير ورائها كتركيا و قطر، ثم توافقت مع استغلال الاسلاميين العراقيين من كل المذاهب “من الظلاميين ” لتشويش الوضع الحالي في العراق و للتاثير على الاعلام المتوحد الذي يبث الانتصارات التي تحرزها القوات العراقية بكل تشكيلاتها .
و تمرير هذا القانون هو مخالفة واضحة للدستور العراقي و للنهج الديمقراطي ، و بعد ، ستضر بالمكونات الاثنية العراقية التي يريد العراق عودتهم الى وطنهم الام وقد يدفعها هذا القانون للهجرة ثانيا و إن تحررت مواطنها .
و اخطر ما فيها انها اتت لتثير من جديد و من باب واسعة جدا موضوع التدخل الايراني( المزعوم )في العراق بعد فشل تركيا بالحصول على الموافقة بشرف المساهمة “المزعومة” في محاربة داعش .

فمن وراء هذا الغباء السياسي و وراء القانون يا ترى ؟.
انا لا ادعوا الى ترك الباب مفتوحا على مصراعيه لترغيب الناس بتناول المشروبات الكحولية . الا ان هذا الموضوع يخص الحريات العامة في اي بلد ديمقراطي . كما و ان العراق لا يحمل صفة الدولة الاسلامية كما هو في الدستور و في كل فقراته .
و انا من الناس الذين لا يشجعون على استعمال الخمور في المناطق الحارة كالعراق ، لكني لا املك الحق بمنع الناس من مزاولة ما يرغبون ، شرط ان لا يخلوا بالقوانين و لا يضرون بمصالح و حريات الاخرين. هي الحرية التي لا تتجزأ ، الا اذا اضرت بالمجتمع ككل .
فلتكة خبيثة عبرت على الاسلاميين في مجلس النواب ، تلقفوها و كانهم موكلون على مصير الناس و حرس من المطاوعه الشعوديون ) على حريات كل العراقيين .
ماذا سياتي بعد هذا القانون ؟ هل سنسن قانون تحريم مزاولة لعبة كرة القدم ، لانها كالكركري كنبوءة اية الله مقتدى؟ ام اننا سنسن قانون يجبر الناس على حضور ندوات ايه الله الفقيه عمار الحكيم كل يوم خميس لانها ندوات تربوية ؟. ام سنسن قانون تحريم لبس البنطلونات الضيقة للرجال و للنساء .ام سنسن قانون يمنع عرض ( الخيار بجوار الطماطة ) كما في المملكة السعودية ؟.
كل هذا التشويه المتعمد لفتح ابواب و مشاكل تلهي الناس عن النصر العظيم التي تقوم به القوات العراقية اجمعها في مقاتلة داعش و التكفير ين الظلاميين .

و كلمة أخيرة لا بد منها
يحارب الجيش العراقي و كل القوات المشتركة الخيرة المتوحدة ، يحاربون الدواعش في مناطق احتلالهم للاراضي العراقية . لكن ( دواعش الداخل ) اكثر خطرا و ضررا واكثر انتماءا و حبا للاجنبي و المال الذي يبذخه في شل مسيرة الشعب العراقي .
هنا ، اليوم ، و بتشريع هذا القانون ، انتصر اردوغان تركيا بدون ان يحرك جندي واحد ، وافق العراق ام لم يوافق .سيستغلها امام الشعوب و الحكومات الغربية ، ليثبت ان العراق ينام في احضان ايران .

اترك تعليقاً