الباب

السيمر / الجمعة 25 . 11 . 2016

عبد الستار نور علي

بابا !
أعذبُ منْ بابي ،
فالبابا من باب،
الباب العالي
الباب الواطي
الباب النافذة
والباب!
………..
أنْ تفتحَ باباً
تدخلُ عالمَ مَنْ لا يدري
أينَ الصالةُ
أين الغرفةُ
أين جدارُ الصورةِ
أينَ مضيفُ القلبِ.
أنْ تُغلِقَ
لا تعرفُ أينَ الساحةُ
أينَ فضاءُ الصورةِ
اينَ طريقُ الحبّ ،

بابا،
افتحْ لي صدري
يسّرْ لي امري
وأحللْ عُقدةَ قلبي
هلْ أفقهُ أمري

أينَ المهدُ
أرجِـعْ لي رأسي فوق المهدِ
أينَ طريقُ الآلامِ
أرشِـدْني
فلقد تعبَتْ طرقُ الغفلةِ
فرحي
طيبي
وسذاجةُ هذا الصدرِ
وغبائي
يسّرْ لي أمري
أنْ أُغلِقَ بابَ العينينِ
فلا ألمحُ مَنْ يقفزُ
مِنْ شرقِ الرأسِ
إلى غربِ الأفقِ

مَنْ لم يُولَدْ لا يحتاجُ الى كتبٍ
ولا عينين
ولا لسانٍ
ولا أذنينِ
فافرحْ
لا تحتاجُ صداعاً في الحرفِ
صداعاً في الصدرِ
صداعاً في القدمينِ
ولا ذنباً منْ غير الغفرانِ
ولا أنْ تقفَ ببابِ السلطانِ
أو تفرحَ لفحيحِ الغلمانِ

الماءُ المسرعُ صوبَ النبعِ
يقفُ ببابكَ، يا بابا،
يلتمسُ العذرَ
لا تسرعْ خلفَ الدربِ الواصلِ
نحو النبعِ
فالنبعُ الغرقانُ الى الرأسِ
قريبٌ منْ رأسِكَ …
فاغسلْ وجهكَ بالعطرِ
أو بالخمرِ
فسيّانِ
كلا الوجهينِ
منْ ماءٍ دافقْ …

خيلي في منتصف الساحةِ
والساحةُ دوّارٌ
أوَ شاطئُ فرسانِ الرغبةِ
يأتي اليك ؟

فكّرْ !
أنتَ القادرُ أنْ تُنجِبَ ألماً
ومخاضاً صعباً وصداعاً
فهمو الساحلُ
غودو بينَ السفنِ المبحرةِ
غياب …..
فكّرْ في الأمرِ ، أجِـبْني
فغيابي غابَ عن اللوحةِ
وسرابي حضورْ ….
………..
بابا،
لاتدخلْ منْ بابٍ واحدْ
السيّافُ المقروحُ الصدرِ على البابْ
أدخلْ منْ أبوابٍ عدّةْ:
البابِ الشرقيِّ
البابِ الغربيِّ
البابُ الأوسطُ منْ غيرِ البابْ
افتحْ أذنيكَ وعينيكَ
وشفتيكَ
وشُمَّ نسيمَ الساحةِ
حيثُ صراعُ الأضدادْ
لا تدفنْ شمسَكَ خشيةَ إملاقٍ
الشمسُ رداءُ الأوراقْ
هذي أوراقُ السدرةِ تَسّـاقطُ
عند البابْ
فاخلعْ نعليكَ وسِـرْ
ما بالنعلينِ نفكُّ الأبوابْ،
حاولتُ أفكُّ الرمزَ عن النعلينِ
والتابوتِ
رمزوني
فوقفْتُ أسيراً عند البابْ
أشفقْتُ على قلبي
قلبي مثلُ العصفورِ المذبوحِ
بلا أبْ
يبكيني
يسقيني
دمعَ العينينِ كؤوساً مِنْ ماسْ
مَنْ ذا يجرؤ أنْ يفتحَ فمَهُ
خلفَ البابْ
فرصاصُ قتالِ البابِ
تملأهُ رصاصُ الأخوةِ
والأبناءْ
هذي أوراقُ السدرةِ تسّـاقطُ
ورقاً
ورقاً
فاحملْ نعليكَ وساقيكِ
وكتابَـكَ
هلْ ينفعُ عند العرشِ
صريرُ الأبناءْ؟

مساء الأربعاء 14 ديسمبر 2011

اترك تعليقاً